قررت الحكومة البريطانية رسميا، اليوم الثلاثاء، فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بسبب تصريحاتهما "الوحشية" بشأن غزة.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن بريطانيا ستنضم إلى كندا وأستراليا ونيوزيلندا ودول أخرى، في تجميد أصول وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، ووزير المالية سموتريتش، وفرض حظر السفر عليهما.
تعني هذه العقوبات أيضا منع سموتريتش وبن غفير من دخول بريطانيا، ومنع أي مؤسسة مالية مقرها بريطانيا من التعامل معهما.
وتشبه هذه العقوبات تلك المفروضة على شخصيات روسية بارزة مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
وأثار القرار البريطاني غضب الحكومة الإسرائيلية، إذ أعرب وزير الخارجية غدعون ساعر في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم، عن استنكار حكومته لقرار بريطانيا فرض عقوبات على سموتريتش وبن غفير اللذين وصفهما بـ"منتخبي جمهور".
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ستعقد جلسة خاصة مطلع الأسبوع المقبل لبحث سبل الرد على القرار البريطاني.
وتأتي العقوبات البريطانية بعد أن أصدر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الشهر الماضي، بيانًا مشتركًا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أبلغ فيه "إسرائيل" بأنها تنتهك القانون الدولي.
وسعى سموتريتش إلى توسيع مستوطنات الضفة الغربية، وشن حملةً ضد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتصريحه بأنه لن يسمح "حتى بدخول حبة قمح واحدة" إلى قطاع غزة.
وفي مايو/ أيار الماضي، صرّح سموتريتش بأن "غزة ستُدمّر بالكامل"، وأن الفلسطينيين "سيغادرون بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة".
بدوره، دعا بن غفير إلى استبدال المسجد الأقصى في القدس بكنيس يهودي، وطرد الفلسطينيين من غزة. كما صرح بأنه "يجب تشجيع الهجرة الطوعية لسكان غزة"، وأنه "لا حاجة لإدخال المساعدات (إلى غزة). لديهم ما يكفي"، كما وصف قرار استئناف إيصال المساعدات بأنه "خطأ فادح وجسيم".
ويأتي فرض العقوبات البريطانية بعد تصريحات سابقة الشهر الماضي لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أشار فيها إلى أن لندن تستعد لفرض عقوبات بسبب تعليقاتهم التي وصفها بأنها "وحشية".
وقال لامي أمام مجلس العموم: "ندخل الآن مرحلة جديدة مظلمة في هذا الصراع. تخطط حكومة نتنياهو لطرد سكان غزة من منازلهم إلى ركن من القطاع جنوبًا، والسماح لهم بجزء بسيط من المساعدات التي يحتاجونها. وأمس، تحدث سموتريتش عن قيام القوات الإسرائيلية بتطهير غزة، وتدمير ما تبقى من السكان، ونقل الفلسطينيين، كما قال، إلى دول ثالثة".
وأضاف لامي أنه "يجب أن نُسمّي هذا بمسمّاه الحقيقي. إنه تطرف. إنه خطير. إنه مُقزّز. إنه وحشي، وأنا أُدينه بأشدّ العبارات الممكنة".