الساعة 00:00 م
الإثنين 23 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
4.92 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.02 يورو
3.49 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطباء بلا حدود: إمداداتنا بغزة مهددة بالنفاد وعلى "إسرائيل" إنهاء عقوباتها

"طائرات ورقية في سماء الحرب".. أطفال غزة يحلّقون بأحلامهم فوق الركام

الهجرة المعاكسة.. كابوس يفزع "إسرائيل" ويهز حقيقة وجودها

حجم الخط
هجرة الإسرائيليين
نابلس- نواف العامر- وكالة سند للأنباء

لم تتأخر صحيفة هآرتس عن إزاحة ستار العلاقة الهشة، بين المستوطن القادم من الغرب بجنسية ثانية، وبلاد السمن والعسل، بكشفها عن انطلاق موجة هجرة معاكسة عبر البحر نحو قبرص ومنها للغرب، بعد أيام قليلة على اندلاع نار الحرب بين إيران و"إسرائيل".

الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" نحو الغرب، تعتبر واحدة من المحرمات السياسية والعقدية في "إسرائيل"، وتبرز في تجليات التماسك الداخلي الذي بدا أنه كالحقنة في العضل، والمتمثل في معادلة الأمن الكامل للإسرائيلي وقاعدة "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ".

ويبدو أن المشهد التاريخي يتكرر وبشكل معكوس، فبينما وصل المســتوطنون اليهــود إلى فلسطين عام 1948 عبر البحر، تشهد اليوم عدة مرافئ إسرائيلية كبرى مغادرة جماعية للإسرائيليين، على متن يخوت خاصة نحو قبرص.

وكتبت الصحيفة في كشف هو الأول من نوعه بعد اندلاع الحرب، في مشهد تحولت الشواطىء لمحطات هجرة، فالناس تصل لها في الساعة السابعة صباحاً، وفي العادة أشخاص أفراد، وقليل من الأزواج والعائلات، يسحبون حقائبهم، ويبحثون عن اليخت الذي من المفترض أن يأخذهم من هنا إلى قبرص، ومن هناك إلى أي مكان ليس هنا.

وحسب الصحيفة؛ أقيمت مجموعة "فيسبوك" من أجل مغادرة "إسرائيل" عبر البحر، يظهر فيها مئات الأشخاص المعنيين بالخروج، ومباشرة عند الطلب؛ يظهر من هو مستعد لتقديم خدمة مدفوعة الأجر.

وليست مارينا هرتسيليا هي الوحيدة، كما تقول هآرتس، بل إن المواقع للسفر عبر البحر موجودة أيضاً في مارينا حيفا وعسقلان، والمعنيون يتجمعون في مجموعات ليس أكثر من عشرة أشخاص، في أحد الصباحات كان حوالي 100 شخص في هرتسيليا.

 مكتب السكان والهجرة الإسرائيلي، كما تشير الصحيفة، لا علم له بحجم الظاهرة، غالبية المسافرين يقولون إنهم يريدون العودة لبلادهم، قليلون الذين يعترفون بأنهم يهربون من الصواريخ الإيرانية، لا أحد منهم مستعد للكلام بشكل علني.

طرق الهروب

‏ومع صدور قرار يمنع الإسرائيليين من السفر عبر مطار "بن غوريون"، انضم مئات منهم إلى مجموعات تؤمّن لهم طرق هروب بديلة.

ولا أحد منهم مستعد للكشف عن هويته، ويؤكد معظمهم أنهم يغادرون لعدم وجود خيار آخر.

ومع قيود على المغادرة والهجرة؛ طالب أعضاء الكنيست الاسرائيلي إفرات ريتان، وعوديد فورير، وميراف بن آري بمناقشة عاجلة في لجنة الاقتصاد، بشأن قيود "مغادرة البلاد"، ويؤكدون أنه انتهاك خطير لحرية التنقل، وأنه لم يُتخذ أي قرار رسمي بهذا الشأن.

ويقول الكاتب والباحث عماد عفانة إن "إسرائيل" تضم أكبر تجمع من اليهود وتجمع من شتات العالم، بينما الأغلبية منهم قدموا ليس بدافع عقائدي بحت، ولكن بدافع البحث عن الأمان وعن الرفاهية.

البحث عن الأمن المفقود 

وحسب عفانة، في حديثه لـ وكالة سند للأنباء، شهدت "إسرائيل" هجرة معاكسة، مع كل جولة تصعيد في غزة أو لبنان، رغم محدودية القدرات العسكرية لكلا الجبهتين، ولكن ومع اشتعال الجبهة مع إيران، وانتشار مشاهد الدمار في تل أبيب وحيفا، بتنا نشهد حركة نزوح بحثا عن الأمان والرفاهية في البلدان الأوروبية، التي يحمل أغلبهم جوازات سفرها وجنسياتها.

ويضيف عفانة: حرص الإسرائيليين على امتلاك جنسيات بديلة، هو لمعرفتهم وثقتهم أنهم في فلسطين بشكل مؤقت، لأنها ليست بلادهم وأنه سيأتي اليوم الذي يغادرونها فيه مجبرين.

ويعتقد عفانة أن السابع من أكتوبر مثل فرصة لا تعوض لكل أعداء "إسرائيل"، بدءًا من حزب الله مرورًا بالعراق واليمن، وليس انتهاء بإيران، لدخول المعركة بشكل متزامن، الأمر الذي كان سيمثل فرصة يصعب تكرارها لمفاجأة الكيان وإجبار الصهاينة على الفرار منه، تحت وقع الضربات المتلاحقة من كل الجبهات.

وشدد عفانة على خشية نتنياهو من وقوع هجرة معاكسة، متوقعا غياب الرغبة بالعودة لنسبة كبيرة من الـ 200 ألف في الخارج، غالبيتهم من الجنود، مع وجود عجز في الجيش والخدمة العسكرية، معتمدا على أن الهجرة نابعة من فقدان الأمان والرفاهية التي وُعِدوا بها .

ويرى الباحث والكاتب عقل صلاح، أن هناك مجموعة من الدلالات تشير إليها موجات الهجرة المعاكسة المعلن منها والمخفي، أبرزها غياب الارتباط الحقيقي بين المستوطن والأرض، وأنه لا مستقبل لهم هنا، كونها تلغي الادعاءات العقائدية التوراتية بوجود حق تاريخي لهم .

ويردف صلاح لـ وكالة سند للأنباء، أن الدلالة المهمة تتمثل بعدم إيمانهم بالقرار السياسي للحكومة، كون المجتمع الإسرائيلي الحالي لا يحتمل هذا النوع من الحروب الجديدة، التي أصابت العمق الاستراتيجي الفكري والسياسي والمجتمعي والارتباطي، بمقتل.

أرقام صادمة

ويشير صلاح لأرقام صادمة، ويقول إن الهجرة الإسرائيلية المعاكسة منذ السابع من أكتوبر، إلى اليوم، سجلت أعدادا تتراوح بين ثلاثة أرباع المليون والمليون مهاجر، وهي تدلل على أن عمر "إسرائيل" في هذه الأرض قصير، يضاف إليها حقيقة القرار الحكومي بإغلاق المطارات ومنع سفر الإسرائيلي للخارج.

ويخلص صلاح إلى أن رفاهية الـ 78 عاما في "إسرائيل" باتت في مهب الريح، مع هروب الملايين للملاجئ، وفي المقابل نزول الإيراني للشارع مع كل تصدٍّ من المضادات للطيران والهجمات الإسرائيلية.

على صعيد متصل؛ ينقل المحلل للشأن الاسرائيلي عمر جعارة أرقاماً نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، يمثلها هجرة 83700 إسرائيلي، وحزمهم أمتعتهم إلى غير رجعة.

ويقول جعارة لـ وكالة سند للأنباء إن سياسة التهجير الاسرائيلية في قطاع غزة، ارتدت عليهم بسبب صمود قطاع غزة، الذي أثبت هويته وبقاءه، مشيرًا إلى أن غالبية من هاجروا من الإسرائيليين من طبقة الهايتيك والأطباء، وهو ما ترك أثره على الاقتصاد والمستوى الطبي.

وعَجّت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بتعليقات تحلل أسباب الهجرة العكسية، ومنها أن الارض ليس أرضهم، بينما قال آخرون إن أصحاب الأرض لا يغادرونها، إنهم مستوطنون جاءوا من كل البلاد، لتقوم لهم دولة ستظل تائهة كدولة ورقية.