الساعة 00:00 م
الثلاثاء 01 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
4.75 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.96 يورو
3.37 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

20 فلسطينيًا يواجهون مصيرًا مجهولًا بعد توجههم لنقاط المساعدات الأمريكية

ارتفاع أسعار المواصلات.. أزمة تتفاقم وإرهاق لجيوب الغزيين

بالفيديو طفل من التوأم رحل جوعًا.. وآيات ترعى النصف الباقي من الحلم

حجم الخط
أطفال غزة.jpeg
غزة- وكالة سند للأنباء

بعد أن أصبح الحلم حقيقة، وجاء توأم السيدة "آيات السردي" نورًا وسط الليالي الحالكة في قطاع غزة، انطفأت الفرحة وحلّت الدموع بدل أصوات الضحكات و"مكاغاة" الأطفال، عقب رحيل أحدهما جوعًا في حضنها.

"أحمد ومازن هما حلمي الذي تحقق بعد أربع إجهاضات ورحلة علاج طويلة حتى رزقني الله فيهما"، تقول الأم التي لا تزال تعيش تحت وقع الصدمة في أحد مخازن الزوايدة وسط قطاع غزة، حيث لجأت إليه مع عائلتها بعد أن دُمّر منزلها ولُفّت حياتها بالخيام.

وُلد التوأمان في الشهر السابع، قبل أوانهما، في ظروف صحية حرجة استدعت بقاءهما في الحضانة لمدة 40 يومًا.

ورغم الخوف الكبير من فقدانهما، تمسّكت "آيات" بأمل أن يبقيا على قيد الحياة، لكنها كانت تدرك أن بقاءهما مرهون بتوفير الحليب الخاص لحديثي الولادة، وهو ما لم يكن سهلًا على الإطلاق في ظل الحصار الخانق ومنع وصول وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

تفاصيل اللحظات الأخيرة..

"أحمد مات وأنا أركض فيه، مات على صدري.."، بصوت مخنوق ودموع لا تجفّ، تسرد الأم تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة طفلها الرضيع، أحد توأميها اللذين رزقت بهما بعد أربع سنوات من الألم والإجهاض المتكرر، لتخسر أحدهما بعد أيام من الولادة بسبب الحصار، والفقر، والحرمان.

تنظر بعين الحزن لسرير رضيعها الراحل وهو فارغ بجوار سرير توأمه، وتقول لـ "وكالة سند للأنباء": "أحمد ما ناسب جسمه أي نوع حليب.. كان يستفرغ باستمرار، ولما أجبره على الشرب كان الحليب يطلع من أنفه"، بهذه الكلمات تشرح الأم عجزها عن إيجاد نوع حليب يناسب طفلها، فالحليب المتوفر في السوق غالٍ جدًا، والنوع المخصص للخدج كان شبه معدوم.

وتحكي آيات أنها حصلت على أول علبة من مستشفى الرنتيسي بصعوبة، وبعد أربعة أيام أخرى استطاعت أن تأخذ علبة ثانية بعد إلحاح طويل، لكن الوقت كان يمضي سريعًا، وجسد أحمد كان يذبل أمام عينيها.

وعن اللحظات الأخيرة، تحدثنا: "ساءت حالة أحمد بشدة، فجأة تغيّر لون جسمه، صار مثل الهيكل العظمي، وصدره يصدر صوتًا غريبًا.. خفت كتير".

بلا مواصلات، وفي سباق مع الموت، حملت آيات طفلها وركضت به من بحر الزوايدة نحو مستشفى شهداء الأقصى، لكن قلبه الصغير توقف على الطريق. وبكلمات يخنقها الألم تقول الأم الثكلى: "وصلنا المستشفى.. وكان أحمد قد مات بالطريق".

اليوم، تحتضن آيات طفلها الآخر مازن، وتحدّق فيه بخوف: "أخاف عليه.. أخوه فقدته في نص ساعة.. هل راح يصير معه نفس الشي؟".

وتعيش العائلة في مخزن غير صحي، يفتقر لأدنى مقومات الحياة، وتكافح الأم لتوفير الحليب والبامبرز، لكنها تعجز، في ظل أوضاع اقتصادية مأساوية خلّفها العدوان والنزوح.

وتختم بالقول: "انتظرت أن أكون أمًا منذ أربع سنين.. والآن لا أقدر أطعميهم.. شو ذنبهم؟".

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قد أشار في بيان سابق له، لارتفاع عدد ضحايا سوء التغذية من الأطفال إلى 66 شهيدًا في قطاع غزة، جراء إغلاق المعابر وتشديد الحصار ومنع إدخال الحليب والمكملات الغذائية والغذاء.

وشدد "المكتب الحكومي" في تقرير له تلقته "وكالة سند للأنباء"، أمس، أنّ هذا السلوك جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويكشف عن تعمّد الاحتلال استخدام التجويع سلاحاً لإبادة المدنيين وخاصة الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد صرّحت الجمعة الماضية، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.

ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر والتضييق المشدد على دخول المساعدات الأساسية، مما أدى إلى أزمة جوع حادة تهدد حياة السكان.