في العصر الرقمي، بات استخدام الشاشات الذكية (الهواتف، التابلت، التلفاز) جزءًا من الحياة اليومية، حتى للأطفال في عمر مبكر. ومع تزايد الاعتماد عليها كوسيلة للتهدئة أو التسلية، تظهر تساؤلات جادة حول آثارها على النمو العاطفي والمعرفي للطفل.
ويحتاج الطفل في سنواته الأولى إلى تفاعل مباشر مع العالم من حوله لتطوير مهاراته العاطفية والاجتماعية واللغوية. التحديق الطويل في الشاشة يقلل من هذه الفرص الطبيعية، ويؤثر على:
- التواصل البصري مع الآخرين
- الاستجابة للمشاعر والتفاعل الاجتماعي
- اللغة والتعبير
- القدرة على التركيز والانتباه
أعراض مقلقة مرتبطة بالإفراط في استخدام الشاشات:
الأبحاث الحديثة تشير إلى أن التعرض المفرط للشاشات في الطفولة المبكرة قد يرتبط بـ:
تأخر في تطور اللغة والكلام
زيادة في التوتر والانفعال
نوبات غضب متكررة
ميول للعزلة الاجتماعية
تشتت في الانتباه وصعوبات في النوم
لماذا تتأثر مشاعر الطفل بالشاشة؟
خلال الطفولة، يتعلم الطفل المشاعر والتفاعل من خلال وجوه الأشخاص، نبرة الصوت، اللعب، والعناق. أما المحتوى الرقمي، حتى إن كان تعليميًا، فهو لا يقدم نفس العمق العاطفي أو التفاعل الواقعي.
توصيات طبية عالمية
للأطفال أقل من سنتين: يُفضل تجنّب الشاشات تمامًا (عدا مكالمات الفيديو العائلية).
من عمر 2 إلى 5 سنوات: الحد الأقصى هو ساعة واحدة يوميًا، مع وجود أحد الوالدين للمشاركة في المشاهدة.
بعد سن الخامسة: تنظيم أوقات الشاشة بجدول متوازن يتضمن نشاطًا بدنيًا واجتماعيًا وتعليميًا.
نصائح عملية للأهل:
خصصوا أوقاتًا "خالية من الشاشة" في اليوم، مثل أثناء الوجبات أو قبل النوم.
استخدموا المحتوى عالي الجودة والمناسب للعمر.
قدّموا بدائل ممتعة مثل الرسم، اللعب الحسي، أو قراءة القصص.
تجنبوا استخدام الأجهزة كوسيلة للعقاب أو المكافأة.
خلاصة:
التكنولوجيا ليست العدو، لكنها تحتاج إلى ضوابط ووعي. فالسنوات الأولى من عمر الطفل هي حجر الأساس في بناء مشاعره وعلاقاته، وتوازن استخدام الشاشات هو جزء أساسي من التربية في العصر الحديث.