الساعة 00:00 م
الأحد 06 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.57 جنيه إسترليني
4.72 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.94 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

‏على حافة الموت.. "بتول" طالبة التوجيهي تفرّقها شظية إسرائيلية عن حلمها

باحث إسرائيلي يجيب..

لماذا يصمت اليسار الإسرائيلي عن الاستيطان بالضفة؟

حجم الخط
الاستيطان الإسرائيلي.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء / ترجمة خاصة

وجه البروفسور الإسرائيلي آساف ميداني، انتقادات لاذعة لـ "اليسار" داخل المجتمع الإسرائيلي؛ بسبب الصمت إزاء اعلان الحكومة، عن إقامة مستوطنات جديدة بالضفة الغربية، وهو ما اعتبره توجه نحو "اليمن" ونفاق بالمواقف.

جاء ذلك في  مقال نشره البروفسور "ميداني" اليوم السبت في صحيفة يديعوت أحرونوت، وهو باحث في السياسات والقانون، في الكلية الأكاديمية "تل أبيب-يافا" وجامعة أكسفورد.

وتساءل في المقال عن أسباب "صمت اليسار اليهودي وغياب صوته بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية قبل أسابيع عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة وهي ثورة حقيقية في خريطة الاستيطان – ومع ذلك، يسود صمت تام، لا صوت واضح من اليسار، ولا صرخات "احتلال"، لا مظاهرات، ولا حتى تغريدة من كبار مسؤولي الوسط-يسار".

ورأى أنه ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول، اتجه ناخبو الوسط نحو اليمين، واليسار يخشى أن يخسرهم، لكن من المحتمل أن يكون هناك شيء أعمق – ما يُسمّى في علم السياسات بـ"نفاق منظم"، وهو ليس مجرد تناقض عفوي، بل هو استراتيجية، تتعامل من خلالها المؤسسات والأحزاب مع التناقض بين المبادئ والقرارات الفعلية.

وتابع في مقاله: "على سبيل المثال: الاتحاد الأوروبي الذي يدعو لقبول اللاجئين، لكنه يبني الأسوار على حدوده مع أفريقيا – لأن حتى الأيديولوجيا لها حدود، وهنا كذلك: اليسار يتحدث ضد الاستيطان، لكنه فعليًا يستفيد من الهدوء النسبي الذي توفّره المستوطنات على الضفة".

ولفت أنّ المستوطنات الجديدة التي ستُعاد إلى شمال الضفة ستُعزز السيطرة الإسرائيلية على مناطق "ج"، وتُربك جهود السلطة الفلسطينية المتكررة، والتي يجب التنويه بأنها متكررة فعلًا، لبناء تواصل جغرافي من أجل إقامة دولة.

ومن وجهة نظر جزء من اليسار اليهودي، فإن "إسرائيل" دائمًا مذنبة، والفلسطينيون هم دائمًا الضحية، حتى وإن كانت مناطق "أ" و"ب" التي نُقلت لسيطرة السلطة، لكن في الوقت الحالي، الواقع واضح فالاستيطان تحوّل إلى حزام أمني لصالح وسط "إسرائيل"، يقول البروفسور آساف ميداني.

ويعتقد أنّه كان بإمكان "اليسار" أن يقول بصراحة: "هذه خطوة خطيرة، قد تُعيق الجهود للتوصل إلى اتفاق سياسي، أو إعادة الأسرى، أو تضرّ بالتطبيع مع السعودية.. هذه أيضًا وجهة نظر مشروعة. لكن حتى هذا لم نسمعه".

ويسهب في المقال: "اليسار كان بإمكانه أن يعترف بذلك. أو على الأقل، أن يقول بصراحة "هذه خطوة مرفوضة سياسيًا وأمنيًا"، لكن لم يُسمع شيء من هذا القبيل، ربما السبب هو تراكم الأزمات: إيران، اليمن، الجنوب المشتعل، الشمال المُهدِّد، والأسرى الذين لا يعودون.

ويرجع هذا الصمت المنهجي تحديدًا في لحظات حاسمة، ليس عابرًا، هذا ليس مجرد ضعف – بل نفاق منظم، ذلك النفاق الذي يظهر عندما يكون ملائمًا، ويختفي عندما يكون محرجًا. 

وقد أظهر تقرير حديث نشرته القناة 12 الإسرائيلية، زيادة أعداد البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 40% خلال فترة الحكومة الحالية التي يرأسها بنيامين نتنياهو.

وإلى جانب إنشاء عشرات المستوطنات الجديدة، حطّم البناء في المستوطنات القائمة أرقاما قياسية خلال العامين ونصف العام الماضيين، بل وأكثر من ذلك منذ بداية 2025، فقد تمت الموافقة على 41 ألفا و709 وحدات ااستيطانية، وهو رقم يفوق العدد المسجل في السنوات الـ6 التي سبقت الحكومة الحالية، أي الفترة من 2017 إلى 2022.