قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن النقاط الجوهرية في مفاوضات وقف إطلاق النار لا تزال قيد التفاوض، وفي مقدّمتها: تدفّق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.
وأكدت حركة حماس في بيان تلقته "وكالة سند للأنباء"، مساء اليوم الأربعاء، أن قيادة الحركة تواصل جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعيًا للتوصّل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان، ويُؤمّن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة.
وأضافت أنه في "إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية، أبدت الحركة المرونة اللازمة، ووافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى".
وتابعت: "على الرغم من صعوبة المفاوضات حول هذه القضايا حتى الآن بسبب تعنت الاحتلال، فإننا نواصل العمل بجدّية وبروح إيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات وانهاء معاناة شعبنا وضمان تطلعاته في الحرية والأمن والحياة الكريمة".
من جهته، قال القيادي بحركة حماس، باسم نعيم، إن الحركة معنية بالتوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بأقرب فرصة ممكنة، حرصًا على الشعب الفلسطيني ومستقبله في قطاع غزة.
وأضاف نعيم في تصريح صحفي تابعته "وكالة سند للأنباء"، أنه منذ اليوم الأول للمفاوضات، تسعى الحركة لهذا الهدف، لكن لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال أو تسليم شعبنا للعيش في معازل تحت سيطرة الاحتلال، تشبه معسكرات الاعتقال النازية، وفق قوله.
وتابع: "الاحتلال حتى اللحظة يصر على البقاء في مدينة رفح جنوب محور "موراج"، ويسعى إلى تعميق وجوده العسكري على امتداد قطاع غزة بناءً على الوقائع بعد 2 مارس 2025.
كما يريد الاحتلال الإبقاء على آلية المساعدات الحالية، التي وصفها بـ"مصائد الموت"، ولا يقدم أي ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب، وفق نعيم.
وأشار القيادي بالحركة، إلى أن ما فشل فيه نتنياهو خلال 22 شهرًا من الحرب والمجاعة، لن ينجح في تحقيقه على طاولة المفاوضات.
مفاوضات معقدّة..
وفي تعقيبه على المفاوضات الجارية في الدوحة، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، إن هناك "فرق سرعات بين التصريحات في واشنطن والمفاوضات في الدوحة"، موضحًا أن المفاوضات بقطر، لا تسير المفاوضات بسرعة التصريحات.
وأشار عفيفة لحالة الترقب التي يعيشها قطاع غزة، وقال: "هنا في غزة، لا يعلو صوت على صوت الترقب"، مبينًا أنه "بينما تمتلئ شاشات واشنطن وتل أبيب بتسريبات متفائلة توحي بأن الاتفاق بات وشيكًا، فإن الواقع على طاولة المفاوضات أكثر تعقيدًا، وأقل صخبًا".
وفي حديثه عن وفد الاحتلال المفاوض في الدوحة، فأشار عفيفة في تدينة له على صفحته على فيسبوك، إلى أنه "حضر إلى الدوحة مثقلاً بالحذر، قليل الكلام، كثير المشاورات، يتوقف عند كل تفصيل، ويعود في كل جزئية إلى ديرمر، رجل نتنياهو الظلّي الثقيل".
وتابع: "لا تفكيك كامل للملفات، بل دوران حولها، وكأن الهدف هو الاستنزاف لا الإنجاز، في المقابل، تواصل قيادة حركة حماس جهودها بجدّية ومرونة محسوبة، لكنها لا تخفي صعوبة الجولة، ولا تتجاهل الفجوة بين ما يُسرّب للإعلام، وما يُناقش فعليًا خلف الأبواب".
وبحسب المحلل السياسي، فإن "نتنياهو، كعادته، يلعب على حافة الهاوية، يضغط حتى اللحظة الأخيرة، ويمنح الزمن دورًا تكتيكيًا: إطالة أمد التفاوض أو تأجيل الحسم".
أما الوسيط القطري، "مدعومًا من الأمريكيين"، فإنه "يبذل جهدًا لاحتواء سياسة المماطلة، حتى لا يفقد المسار زخمه، ولا تتحول الطاولة إلى منصة فارغة من التقدم"، وفق عفيفة.
ورغم ضبابية المشهد، أشار عفيفة إلى الاتجاه العام يبدو أنه يمضي نحو الصفقة، إذ إن السير عكس هذا التيار الآن لن يُنتج موقفًا أقوى، بل سيفتح أبواب أزمات أوسع، وفق قوله.
وختم بالقول: "إنها لحظة حرجة، كل طرف يحتفظ بورقته الأخيرة، لكن الزمن لا ينتظر طويلاً، إما أن تُقطف الثمرة، أو يسقط الجميع في فراغ الحسابات الخاطئة".