الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تحليل كيف قرأت إسرائيل "استقالة الحريري"؟

حجم الخط
لبنان.jpeg
القدس - وكالة سند للأنباء

قال محللون إسرائيليون اليوم الأربعاء، إن استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، أمس الثلاثاء كانت متوقعة.

التحليلات الإسرائيلية تقترب من ارتياح إسرائيلي اتجاه استقالة الحريري، معللة ذلك أن "الاستقالة تعني لإسرائيل استقالة الحكومة أيضا، وهذا سيؤثر سلبًا على حزب الله، بعدما أعلن أمينه العام، حسن نصر الله، عن معارضته ورفضه لحل الحكومة".

وكتب محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، قال: "إن استقالة الحريري لم تكن مفاجئة، وأنه لوح بها في حزيران/يونيو الماضي".

ولفت إلى أن قول "الحريري" "بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود"، قائلًا: "إن الطريق المسدود ليس نتيجة للمظاهرات، التي بدأت قبل أسبوعين، فلبنان غارق في دين قومي هائل يزيد عن 150% من الناتج المحلي الخام".

وتوقع "برئيل" ألا يكتفي المتظاهرون باستقالة الحريري"، فهناك أمور يُطالبون بها كتغيير بنية النظام، وسن قانون انتخابات جديد، واجتثاث الفساد العميق واستقرار الاقتصاد".

ومن أبرز المطالب _وفق برئيل_ هو "تغيير شكل النظام، الذي يعني إلغاء المحاصصة الطائفية في مؤسسات الحكم والبرلمان والشركات الحكومية وفي الحكومة طبعا".

وبيّن أن تشكيل حكومة الحريري الأخيرة، بمشاركة حزب الله، أنشأ تناقضًا، فالحزب الذي يُعرف بـ "تنظيم إرهابي" في الولايات المتحدة، أصبح مستفيدًا من المساعدات الأمريكية التي تُضخ للحكومة اللبنانية.

واعتبر "برئيل" أن "الدعم الذي يحصل عليه وزير الخارجية جبران باسيل، من حزب الله، زجّ بالحريري في زقاق ضيق ويديه مكبلتين، من دون قدرة على إقالة وزراء أو تشكيل حكومة كيفما شاء".

ويرى المحلل السياسي أن استقالة الحريري وحكومته قد تفتح فرصة جديدة، لكنّه اعتبرها "فرصة نظرية" فحسب.

وقال: "استقالة الحكومة تستوجب إجماع القوى السياسية على التنازل عن وظائف الوزراء والمصادقة على تشكيل حكومة تكنوقراطيين ليسوا ملتزمين طائفيا ودينيا".

وأردف أن "هذا يعني أن باسيل وحزب الله لن يتمكنا أن يكونا أعضاء في حكومة كهذه، كالتي يطالب بها المتظاهرون، والتي اقترحها الحريري قبل استقالته".

وقلل من فرصة تشكيل حكومة تكنوقراط بوزراء غير منحازين طائفيا، مردفًا: "الإمكانية الثانية هي تكليف الحرير بترؤس حكومة انتقالية ضيقة حتى إجراء انتخابات جديدة".

من جانبها، أشارت محللة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شيمريت مئير أنه "يوجد أشخاص كثيرون، من كافة الطوائف، الذين لديهم ما يخسرونه من تغيير النظام في لبنان".

واعتبرت "مئير" أن ثمة إمكانيات مفتوحة في المستقبل، لكنها تطرقت إلى سيناريوهين وصفتهما بـ "المتطرفين".

ويقضي السيناريو الأول "بتشكيل حكومة تكنوقراط وفي موازاة ذلك الاستعداد لانتخابات سريعة، قبل أن تفلس الدولة ويبدأ المواطنون بفقدان مدخراتهم".

 و"في هذه الأثناء تأسيس حزب وسطي عابر للطوائف ويفوز بأغلبية، وفق "مئير".

أما السيناريو المعاكس الذي طرحته المحللة فهو "استغلال نصر الله في خطابه المتوقع يوم الجمعة، من أجل كسر القواعد ويبدأ احتجاجا جماهيريا مضادا يتدهور بسرعة إلى حرب شوارع".

وفق هذا السيناريو "سينهار الاقتصاد اللبناني، كما سينتهي مخزون الوقود والقمح بسرعة، وأي شخص يكون قادرا على الهروب من لبنان سيفعل ذلك".

وتعتقد "مئير" أن من سيحسم وجهة الدولة يجلس في الضاحية هو حسن نصر الله، وإيران الداعمة له.

وأشارت إلى أن إيران "تواجه انتفاضة شديدة ضدها في العراق، وتنتشر في المنطقة الممتدة من سورية إلى اليمن، وتعاني جدا من العقوبات الأميركية."

وطرحت المحللة سؤلًا: "هل يوجد إلحاح بإضافة لبنان إلى قائمة الصداع؟".

"حزب الله لا يتطلع للسيادة بلبنان"

المراسل العسكري لصحيفة معاريف طال ليف رام، قال إن "حزب الله لا يسعى للسيادة السياسية".

وأوضح "ليف رام" أن "حزب الله يدرك جيدا الثمن المرتبط بالمسؤولية السلطوية وضررها بدولة ذات تاريخ من الحروب الأهلية ومفتاح ديمغرافي معقد جدا".

جهاز الأمن الإسرائيلي _وفق ليف رام_ لديه اعتقاد أن الأحداث الجارية في لبنان، لن تؤثر بانعكاسات أمنية فورية على إسرائيل، لافتًا أن هذا الاعتقاد موجود حتى من قبل استقالة "الحريري".

وقال: "هذه الأحداث لا تزيد التهديدات من جانب حزب الله ضد إسرائيل في هذه الفترة بهدف حرف الأنظار ووقف الغليان الداخلي في لبنان".

وأكد أن الهجوم على إسرائيل "ليس السيناريو المعقول الآن أيضا، وحزب الله سيخسر الكثير من عملية كهذه، والثمن الذي يمكن أن يدفعه في حالة كهذه، داخليا في لبنان ومقابل إسرائيل، قد يكون باهظا جدا".

لكنّه ألمح إلى اهتمام إسرائيلي لما يجرى في لبنان ولانعدام الاستقرار فيه، قائلًا: "للأحداث في لبنان وزن في تقييم الوضع الأمني الإسرائيلي والجميع متوتر ومتأهب مقابل إيران وحزب الله أيضا قبل الأحداث الأخيرة".

ويرى أن على "إسرائيل أن تكون حذرة جدا كي لا تصبح لاعبًا نشطا داخل الجلبة في لبنان".

وقال: "إن الجهة التي تعززت قوتها في أعقاب ما سُمي خطأ بـ "الربيع العربي" هو المحور الشيعي – الإيراني بالأساس، وهو العدو الأخطر على دولة إسرائيل اليوم".