ستبقى ممرات البلدة القديمة بـ "دير استا" شمال غرب سلفيت شاهدة على إرث مئات السنين، رغم محاولات الاحتلال طمس معالمها و دفن تاريخ أصحابها الأصليين.

البلدة القديمة تتميز بخصائص فريدة تعطيها مكانة حيث الينابيع والمقاومات والمساجد وقصر أبو حجلة القديم.

أما في "دير استيا" فهناك مقامان لهما نفس الشكل والحجم تقريباً مع اختلاف الموقع وهما: مقام الشيخ خاطر والشيخ حسين.

كما أنك ترى بوضوح الممرات والطرق المرصوفة بالحجارة في البلدة القديمة، إلى جانب آبار الزيت، حيث تعد بلدة "دير استيا" من أكثر القرى والبلدات في الضفة الغربية انتاجاً لزيت الزيتون، في المحافظة لكبر مساحتها قياسا ببقية قرى وبلدات سلفيت.

 وفي زحمة الحاضر فإن الماضي كان جميلا لبلدة ديراستيا بسبب ما يعرف الكتاتيب، حيث يقول سعيد زيدان رئيس بلدية دير استيا إنه تم انشاء أول مدرسة فيها عام 1923م.

وبحسب زيدان فإن الكثير من أهاليها يتقنون القراءة والكتابة منذ زمن الدولة العثمانية، وهو ما جعل البلدة فيها العشرات من حملة الدكتوراه في يومنا هذا.

ويوصف زيدان البلدة القديمة بأنها كانت قديماً كالحصن بأربعة أبواب من جهاتها المختلفة يعلوها حراسة من أربعة أبراج وفي داخل البلدة مباني وطرق كلها من الحجارة عدا عن الآبار والممرات الكثيرة والتي ما زال بعضها مطموراً حتى الآن.

وخلال التجوال في بلدة دير استيا، فإن خريطة على الحائط تشد الناظر إليها حيث توضح مساحة البلدة الأكبر بين القرى والبلدات، بمساحة 36 الف دونم ، عدا عن أن هذه المساحة غالبها مشجر بالزيتون وأحراش طبيعية خاصة بواد قانا.

الطالبة هدى المصري زارت البلدة القديمة بـ "دير استيا" ضمن رحلة بحثية وتراثية حيث أعربت عن اندهاشها بجمال البلدة القديمة وبساطة العيش فيها، وجمالية مبانيها.

وتشير المصري إلى حياة أجدادنا التي كانت بسيطة ومتواضعة وليست معقدة مثل هذه الأيام.

وفي دراسة بحثية للمهندس عمر موقدي، فقد تبين أنه في البلدة وجد كتابا – مدرسة - منذ العهد العثماني حيث تأسس فيها عام 1306ه، كان يتراوح عددُّ طلابه في الحرب العالمية الأولى من 10–15 طالبا.

وأوضحت الدراسة أنَّ البلدة كان لها دور كبير في توطيد الحكم العثماني، وملاحقة المجرمين والخارجين عن القانون، وكان فيها حامية صغيرة مقرها قصر أبو حجلة المعروف قديماً بقصر القاسم.

بدوره، يوضح مكتب السياحة والآثار في سلفيت أن عمر البلدة القديمة هو أكثر من 300 سنة ً، فيما تمتد على 65 دونماً، بلوحة تراثية قديمة وجميلة تسر الناظرين.

ويقول زيدان بأنه تم ترميم البلدة القديمة وصارت تستقبل الزوار والسياح، مشيراً إلى أن البلدة القديمة حازت على وصف واحدة من أفضل 10 قرى في العالم، ضمن مشروع تُشارك فيه مدن إيطالية ويونانية وإسبانية.