الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

يُعرض في رمضان..

خاص بالصور والفيديو "أم الياسمين".. أول عمل درامي تاريخي يُجسد حياة سكان نابلس القديمة

حجم الخط
مسلسل أم الياسمين
نابلس - وكالة سند للأنباء

بإمكانيات متواضعة وبهمّة عالية وطموح بعيد، باشر المخرج الفلسطيني بشار النجار تصوير مسلسل جديد يطمح أن يكون علامة فارقة في سلسلة أعماله الدرامية، ونافذة يطل من خلالها المشاهد على حقبة تاريخية عاشتها البلدة القديمة بمدينة نابلس.

"أم الياسمين"، هو الاسم الذي اختاره النجار لعمله الذي كان حلما يراوده قبل سنتين، وها هو يتحول إلى حقيقة مع انطلاق التصوير في 25 نوفمبر/ تشرين ثاني المنصرم.

وهذا هو العمل الثامن للمخرج الشاب بشار النجار (34 عاما) الذي تخرج من قسم الصحافة والإعلام بجامعة النجاح، وعمل في الصحافة قبل أن يشق طريقه بالإخراج عام 2013

319049556_821469835628154_7346046066092941351_n.jpg
.

وقدَّم "النجار" سابقا العديد من الأعمال الدرامية، منها "كفر اللوز"، و"أولاد المختار"، و"الأغراب"، وغيرها من الأعمال التي جسدت تاريخ وحياة الشعب الفلسطيني.

ويتكون "أم الياسمين" الذي سُيعرض في شهر رمضان القادم، من 30 حلقة مدة كل منها 30 دقيقة، ويروي قصة من تأليف المخرج بشار النجار، وطاهر باكير، وسعيد سعادة، وكتابة فاخر أبو عيشة.

وبدأت فكرة العمل قبل سنتين، حيث كان التفكير بعمل يتحدث عن عراقة وتاريخ نابلس، كما قال لنا "النجار"، إلا أن العمل الفعلي بدأ منذ ثمانية شهور، لتحويل الحلم إلى حقيقة.

ويحكي لـ "وكالة سند للأنباء" بأن العمل بدأ بجهود فريق مكون من سبعة أشخاص، التقوا بالعديد من كبار السن من شرق البلدة القديمة إلى غربها، لجمع القصص والروايات.

وعن ذلك يحدث المخرج: "جلسنا مع أساتذة جامعات ومؤرخين وأصحاب رواية، وقرأنا الكثير من الكتب عن نابلس؛ لنستطيع خلق قصة تكون بحجم تاريخ المدينة، وسمعنا قصصا هي جديدة للكثيرين، فكل حجر في هذه البلدة له قصة مميزة".

وبشغف وحماس يُردف: "الكثير من التفاصيل التي سيبرزها المسلسل لا تشبه إلا نفسها، ولا يمكن أن تكون في أي عمل درامي لبيئة أخرى كالبيئة الشامية مثلا، رغم التشابه الكبير بين البيئتين".

319553647_1165727441005175_7109541336413313926_n.jpg
 

والكلام لـ "النجار" "خلال البحث اكتشفت أن لدينا الكثير مما نتميز به كشعب فلسطيني، والذي يحتاج عرضه لأجزاء إضافية أو أعمال أخرى"، معتبرًا أن التحدي الكبير بهذا العمل هو إبراز خصوصية نابلس، لكنه على ثقة بالنجاح.

وعن اختيارهم لاسم "أم الياسمين" للعمل الدرامي الجديد يلفت إلى أنّ "الاسم يرمز لكل حارات نابلس وليس لحارة الياسمينة فقط، وهو أحد الألقاب التي أطلقت على نابلس قديما".

بداية الأحداث..

وتعود أحداث المسلسل إلى العام 1929، وتحديدا في السادس عشر من آب/أغسطس، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى المولد النبوي بالتاريخ الهجري، وهو كذلك اليوم الذي انطلقت فيه شرارة ثورة البراق التي اشتعلت في القدس وامتد لهيبها إلى كل الأرض الفلسطينية.

وجاء اختيار نقطة البداية هذه؛ نظرا لتميز مدينة نابلس باحتفالات المولد النبوي من ناحية، ولربط المسلسل بالقدس لما تمثله من رمزية باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية، كما يبين لنا ضيفنا.

ورغم أن أحداث المسلسل تجري في نابلس، إلا أنه يتطرق إلى العلاقات التي ربطت أهل نابلس بمحيطهم العربي، لا سيما في بلاد الشام ومصر فضلا عن المدن والبلدات الفلسطينية الأخرى.

ووقع الاختيار على ثمانية بيوت بالبلدة القديمة بنابلس كمواقع لتصوير المشاهد الداخلية، وكذلك في مقام النبي موسى قرب أريحا.

318570670_1533793380460926_2545667825901670561_n.jpg
 

أما المشاهد الخارجية والتصوير المركزي، فبسبب صعوبة التصوير داخل البلدة القديمة؛ تم اختيار موقع تاريخي في بلدة عبوين بمحافظة رام الله بعد أن تم تأهيله وتهيئته ليكون الحارة والسوق الرئيسي.

وقام طاقم العمل وبمساعدة من أبناء البلدة على مدى 3 شهور بتأهيله وتجهيزه ليبدو وكأنه اقتطع من البلدة القديمة بنابلس ووضع في عبوين، وفق "النجار"، موضحًا أن بعض المشاهد سيتم تصويرها في مدينة السلط الأردنية، التي ربطتها بنابلس تاريخيا علاقات تجارية ومصاهرة بين عائلات المدينتين.

وتشارك في المسلسل53 شخصية في التمثيل عدا عن "الكومبارس"، إضافة لعدد من ضيوف الشرف، ومنهم الفنان المصري أحمد بدير وفنانين سوريين وأردنيين.

ويراعي المسلسل اللكنة النابلسية المميزة، ولهذا خضع النص لتعديلات من الحكواتي طاهر باكير والكاتب المسرحي أسامة ملحس وهما من مدينة نابلس، كما خضع النص لمعالجات ومراجعات امتدت لعشرات الجلسات والتي أثبتت قوته ومتانته، وفق المخرج.

خط نضالي متواصل..

ويصنف المسلسل ضمن المسلسلات التاريخية، لكن أحداثه وشخصياته تحاكي الواقع الفلسطيني الحالي، والبلدة القديمة بنابلس خاصة، وفق القائمين عليه، ويذكر المخرج الشاب: "أنّ الخط النضالي في أحداث المسلسل، والدور الذي لعبته نابلس وتجارها وأهلها في تلك الفترة ما زال مستمرا وكأنه يحدث اليوم".

ويضيف: "المسلسل اجتماعي بالدرجة الأولى، لكنه لا ينفصل عن الواقع السياسي في تلك الفترة، ويعرض طبيعة الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية، ويُبرز الدور المهم للمرأة النابلسية سواء في النضال أو المجتمع".

ولهذا، يهتم مخرج العمل بأدق التفاصيل، سواء المتعلقة باللكنة والأمثال الشعبية أو الاكسسوارات والملابس المستخدمة بتلك الفترة، تبعًا لقوله.

ويتوقف المسلسل عند مشارف الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 على أمل أن تستكمل القصة في جزء ثان.

ويشير "ضيف سند" إلى التعاون "منقطع النظير" الذي وجدوه من أهالي البلدة القديمة، والذين فتحوا لهم بيوتهم وقدموا كل ما يحتاجونه، مسهبًا : "بدا ذلك واضحًا خلال فترة الحصار الذي عاشته نابلس في تشرين أول/أكتوبر الماضي، حيث لم تتوقف الاستعدادات، وكان طاقم المسلسل يأتي من مناطق بعيدة كالقدس ورام الله وبيت لحم من أجل عمل تجارب الأداء (البروفات)".

319373620_1176675256305290_9104330208009794277_n.jpg
 

جهود فردية..

ولطبيعة العمل السينمائي في فلسطين، وشح الموارد والدعم لهذا القطاع تحديدًا، بدأ المخرج الشاب بالعمل بشكل فردي، ويعقب: "لو أردت انتظار أن يأتي أحد المنتجين ليتبنى المسلسل فلن أخطو خطوة واحدة".

ولشدة شوقه وتحمسه للعمل، أقدم "النجار" على بيع مركبته الخاصة من أجل بدء أولى خطوات العمل، وعن ذلك يقول: "هذا العمل بمثابة حلم، وسيكون وسام شرف على صدري أن أكون أنا صاحب أول عمل درامي عن نابلس، فهذا بالنسبة لي لا يقدر بثمن".

ويشير إلى أن تصوير الحلقات الأولى من مسلسله تتم بمجهود ذاتي من طاقم التمثيل والتصوير والإنتاج التنفيذي، آملًا أن يجد هذا العمل الدعم من أبناء نابلس وفلسطين وليس من أي جهة خارجية.

ويستطرد:"ل " أفكر في أي لحظة بالاستعانة بمنتج خارجي، لأننا لا نريد أن نرتهن لأجندات الغير، ونحن أجندتنا الوحيدة هي قضيتنا الفلسطينية، ومعركتنا مع الاحتلال هي معركة وعي ورواية".

318570670_1533793380460926_2545667825901670561_n.jpg

319162072_936882851068653_1354898644687120971_n.jpg
 

ويعتقد "النجار" أن الدراما الفلسطينية "واعدة وتفرض نفسها" لسببين؛ أولهما أن هناك الكثير من القصص والحكايات "البِكْر" التي لم يتناولها أي عمل سابق، وستكون جديدة سواء للمشاهد الفلسطيني أو العربي.

أما السبب الثاني، بحسب "المخرج"، فهو خصوصية قضيتنا كشعب ما زال يقاوم منذ قرن من الزمان.

وتحدث في ختام الحوار عن تواصلهم مع عدد من الفضائيات العربية خلال الفترة الماضية من أجل عرض المسلسل على شاشتها في شهر رمضان، وهناك "وعود مبشرة".