في ظل الحصار المطبق والمتواصل على غزة، لا يزال شبابها يبدعون في تحدي الظروف الاقتصادية والتفكير خارج الصندوق ، للتخفيف من معاناتهم المستمرة.

فعلى مساحة نصف دونم، تمكن المزارع وائل مسلم، من تحدي العوامل البيئية، والتوصل لأعلاف طبيعية منتجة من الأزولا والتقليل من الاعتماد على الأعلاف الواردة من إسرائيل.

ويستورد قطاع غزة شهريا حوالي 16 ألف طن من الأعلاف التجارية تشمل الأعلاف المركزة والمصنعة التي تدخل في تكوينها الحبوب وزيت الصويا والذرة بتكلفة تتراوح بين 1800 إلى 2600 شيكل للطن الواحد.

ويقول المزارع وائل مسلم، إن تجربته في زراعة نبتة الأزولا استمرت لعدة أشهر، بعد أن نصحه بها زميله دكتور علم الجينات سعيد عايش، والتي تعد بديلاً صناعياً للأعلاف الصناعية التي يستخدمها مربو الدواجن ومزارعو تربية الأسماك.

ويضيف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن السبب الذي دفعه لزراعة الأزولا هو الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه سكان القطاع، وتكبده للخسائر المستمرة في عالم التربية منذ عام 2010 بسبب غلاء الأعلاف المستوردة.

 

وأشار في حديثه إلى معاناة مزارعي غزة المستمرة، وما يترتب عليها من خسائر.

وأوضح أن زراعة الأزولا تحتاج إلى ظروف بيئية مناسبة، ومتابعة مستمرة لتحقق أفضل انتاج، وقال " الأزولا تزرع لمرة واحدة ومن ثم تتكاثر ويكون تطويرها وزيادة المساحة المزروعة من المصدر ذاته، وأنها لا تحتاج إلى مساحات زراعية واسعة أو الكثير من المخصبات النباتية أو استهلاك كميات كبيرة من الماء".

مميزات عالية

وأشار إلى أن أهم ما يميز الأزولا احتوائها على اليوريا بنسبة 63 %، وهي مادة قوية جداً للنباتات لتسريع نموها، وتعد من أفضل أنواع السماد في العالم، وكذلك احتوائها نسبة عالية من البروتينات.

ولفت المزارع مسلم إلى أنه واجه العديد من الصعوبات في إدخال نبتة الأزولا لغزة من أستراليا، في فترة تجاوزت الـ4 شهور، وبتكلفة مادية 600 دولار، مشيراً إلى أنه خاض ما يقارب 6 تجارب حتى تمكن من النجاح في زراعتها.

 

وأوضح أن تكلفة إنتاجها ليست بالمرتفعة، لكنها في البداية تحتاج للأحواض، ومن ثم يتم استعمالها في الزراعة بعد ذلك.

وأكد أنه تمكن من الاستغناء عن الأعلاف المستوردة بالأزولا بنسبة تصل إلى 80% في مزارعه، وفي تربية السمك وصلت النسبة 100%، وأنه حقق عائدًا ماديًا أكبر باستخدام الأزولا كبديل للأعلاف المستوردة.

 

ويطمح مسلم إلى تضخيم مشروعه، ولكن بسبب ضيق المساحة لم يتمكن من إنتاج سوى نصف دونم.

وطالب المؤسسات الرسمية ووزارة الزراعة بدعم هذه المشاريع، كون كل مزارع في قطاع غزة يحتاج لهذه النبتة، وتوسيع المشروع لإنقاذ فئة كبيرة من طبقة المزارعين.

 

تجربة فريدة

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الزراعة إن نجاح تجربة زراعة الأزولا في غزة إنجازاً فريداً من شأنه التخفيف عن المزارعين ومساعدتهم لمواجهة الخسائر بسبب غلاء الأعلاف.

وأوضح في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الأزولا تعتبر عليقة غذائية متميزة باحتوائها على نسب عالية من البروتين عند استخدامها أعلافا طبيعية.

وتابع "كما أنها تستخدم في تنقية وتحلية المياه وإعادة استخدامها في ري زراعات محددة وفي المكافحة الحيوية للبعوض، كما يمكن استخدامها في صناعة السماد الطبيعي".

 

وأشار أن الوزارة على اطلاع كامل بشأن نبات "الأوزلا" وتجري فحوصات مخبرية لها،

وأكد أن الوزارة تشجع دائما كل المبادرات التي من شأنها تخفيف وتخفيض تكاليف الانتاج على المزارعين وتقليل الاعتماد على الأعلاف المستوردة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المزارعون في قطاع غزة.