الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

بالصور بيد فتاة.. خدع سينمائية ومؤثرات بصرية مُرعبة

حجم الخط
مريم صلاح.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

جراح عميقة تسيل منها الدماء، خدوش، ووجوه مشوهة، وكدمات في الرأس إثر اعتداءات جسدية، وتفاصيل أخرى موجعة تهزّ المشاعر وتُثير الرعب والدهشة في آنٍ واحد، فهذه المشاهد التي تخدع عين الرائي، ما هي إلا جراح زائفة، تعبّر من خلالها فتاة فلسطينية عن الكثير من القضايا المجتمعية ولأغراض سينمائية.

مريم صلاح (24 عاماً) فنانة تشكيلية من قطاع غزة تتقن فن الخدع السينمائية والميك آب السينمائي والفنون المعاصرة، والنحت، باستخدام المعادن والبلاستيك وطلاء وألوان اصطناعية، وأدوات تجميلية.

خدع سينمائية 5.jpg
 

تميل الفنانة "مريم" إلى حب مشاهدة أفلام الرعب منذ صغرها، تقول لـ "وكالة سند للأنباء": "أنجذب إلى الأشياء غير المألوفة في الحياة، وكانت أستفسر عما يُثير انتباهي من والدي الذي يعمل ممثلاً ومخرجاً".

مريم الطفلة.. كانت ترسم النجوم من سن الخامسة، بشكلٍ متقن، ثم تدرجت لترسم خريطة فلسطين، والدتها ظنّت آنذاك أنها تقوم بطباعة الرسومات، إلا أنها قامت برسمها أمامها وأثبت لها أن ابنتها موهوبة ومن تلك اللحظة رعت العائلة موهبتها.

شخصية "مريم" التي تُفضّل المشاهد المُفزعة وأفلام الرعب، دفعتها لتحديد البوصلة بوضوح، والغوص في مجال الخدع السنيمائية.

وبدأت "مريم" برسم ما تشاهده بأفلام الرعب منذ سن الثانية عشر، على وجهها وثيابها وأحيانًا كانت تُعبر عما يجول بمخيلتها بالرسم.

 وتُردف: "كنت أدمج الألوان مع بعضها، وخطوة خطوة بدأت الغوص في عالم رسم الطبيعة الصامتة والرسم بالفحم، وتطوير المجال الذي أحبه، وهو الخدع السينمائية حتى بدأت بإنتاج الخدع البصرية ونشرتها على صفحتي على فيسبوك".

ولاقت تلك الرسومات إعجاب الكثيرين، والبعض تخوّف منها لعدم اعتياد المجتمع على هذه المشاهد.

لكنّ "مريم" لم تعتمد على الموهبة وميولها فحسب، بل تلقت التدريبات عبر الأفلام والفيديوهات التعليمية المنشورة على الإنترنت، ومتابعة المحترفين في صناعة الخدع البصرية ما ساهم في صقل خبرتها، ومواصلة شفغها لإبراز إبداعاتها الفنية في غزة وخارجها.

خدع سينمائية 4.jpg
 

وتعد الفناة مريم صلاح هي أول فتاة في قطاع غزة تعمل في هذا المجال بشكلٍ رسمي ومستمر، وفي سؤالنا من الشخص الأول الذي تعرضين عليه أعمالك قبل نشرها؟ تُجيب: "أنا هو ذلك، ولا أعرضها على أحدٍ غيري".

وتقضى "مريم" وقت طويل في غربتها التي تصفها بـ "عالمي"، ولا تُحدد وقتًا لإنتاج فكرة ما، المهم لديها هو إيصال فكرتها بشكل دقيق ومتقن للمتابعين.

وربما سألت كقارئ، كيف لفتاة أن يكون ميولها ونشاطها في عوالم "مخيفة" لا يقوى أحيانًا الرجال على مشاهدتها؟ تتحدث بصوتٍ ضاحك: "الكثيرات يتخوفن من هذه المشاهد، ولا يستطعن حتى النظر بشكلٍ عابر، لكنّ أنا أحبّ هذا المجال وتعودت عليه وربما أحياناً أتابع الأفلام فقط لأرصد الخدع السينمائية بدقة وتفصيل".

وترفض "ضيفة سند" أن يتم وضع الفتاة في قوالب جاهزة مجتمعيًا، معللة ذلك بالقول: "الإنسان فكرة وأحياناً الفتاة قادرة على إيصال الفكرة أكثر من الشباب في كثير من المجالات، منها الخدع البصرية".

وتمكنّت "مريم" عبر أعمالها الفنية من تجسيد معاناة الشعب الفلسطيني بغزة، كما صنعت لها بصمة تخصّها وتميزها في وسط الفن التشكيلي.

خدع سينمائية 1.jpg
 

إلى جانب الخدع البصرية، شاركت مريم في عدّة معارض محليّة للرسومات واللوحات، مثل معرض المرأة في الهلال الأحمر الفلسطيني عام 2014، ومهرجان الفن التشكيلي المعاصر في 2015، وتقوم بعمل اللوحات المركبة، وتحمل أفكاراً من واقع الناس وتفكيرهم وأحياناً تُوصل رسائل غامضة عن مكونات النفس.

وعبّرت الفنانة "مريم" في نهاية حوارها معنا عن طموحها للمشاركة في مهرجانات "هوليوود" و"بوليوود" كفنانة في مجال الخدع السينمائية، وأن يكون لها شركة خاصة في غزة للخدع السينمائية والفن التشكيلي، وللحلم بقية!

خدع سينمائية 3.jpg
 

خدع سينمائية 2.jpg