الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

"فريدمان" يكشف عن مهندس "صفقة القرن"

حجم الخط
ad73e421dad050493358d80792706fdc.jpg
القدس-وكالة سند للأنباء

كشف سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان عن الإسرائيلي الذي أثر أكثر من غيره على خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن".

وأشار فريدمان في خطاب ألقاه في مركز القدس للجمهور والدولة، إلى مهندس الصفقة الحقيقي وهو الدكتور دوري جولد الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة ومديرًا عامًا لوزارة الخارجية، ومستشارًا مقربًا لنتنياهو.

كما يشغل "جولد" الآن رئاسة مركز القدس للشؤون العامة والدولة، حسب فريدمان.

وقال: "أشكر دوري جولد وفريقه على ثلاث سنوات من التعاون والتشاور الممتازين. تحدثنا مرات لا تحصى حول هذه القضايا، وعلّمني الكثير".

وحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" فإنه خلافًا للاعتقاد السائد في المؤسسة الأمنية والمؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية، يؤكد مركز القدس منذ سنوات كثيرة أهمية الحفاظ على حدود إسرائيلية يمكن الدفاع عنها في أي ترتيب مستقبلي.

"جولد" في كتابه "الحرب على القدس" الذي ترجم إلى عدة لغات بما في ذلك الصينية أصبح أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية يصف المحاولة العربية لإنكار علاقة الشعب اليهودي بعاصمته على حد زعمه.

لقد حول "جولد" المعركة على القدس إلى معركة حياته. انتقل من مدينة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر، موضحا الآثار الحقيقية لتقسيم العاصمة، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضا، على سبيل المثال، على المواقع المسيحية، حسبما ما أوردت الصحيفة.

 قبل بضع سنوات، أضاف إلى الكتاب العرض التقديمي (Presentations) الذي يحمله معه في جولاته، ومن خلاله نشأت العلاقة الوثيقة مع فريق سلام ترمب.

حتى قبل انتخاب ترمب لرئاسة الولايات المتحدة، قام "جولد" – بصفته مديرا عامًا لوزارة الخارجية آنذاك – بإجراء اتصال أولي مع فريدمان، الذي تولى "الملف الإسرائيلي" في حملة ترمب الانتخابية.

اجتمع الاثنان سرًا وقدم جولد لفريدمان، الوثيقتين الرئيسيتين، "حدود الدفاع" و "الحرب على القدس"، وبعد انتخاب ترمب وبدء عمل فريق السلام في البيت الأبيض، توثقت العلاقة بينهما بشكل أكبر.

قلة فقط من المقربين من "جولد"، كانوا يعلمون بالمشورة الوثيقة التي قدمها للأمريكيين.

وأشار "فريدمان" إلى دور "جولد" بقوله: "لقد كان له دور مهم للغاية ولا يمكن الاستغناء عنه في هذه العملية".

في آذار (مارس) 2018، ظهر جولد في الكونجرس الأمريكي، وقدم عرضًا حول 50 عامًا على توحيد القدس. وأثار الحدث الاهتمام وتلاه دعوة مفاجئة إلى البيت الأبيض.

 وبناءً على طلب من مهندسي خطة ترمب، جارد كوشنر وجيسون غرينبلات، كرر جولد أمامها في نفس اليوم محاضرته. وقد ولد الاجتماع، الذي دام ساعة ونصف الساعة، علاقة سرية ومستمرة بين الطرفين حتى يوم نشر الخطة.

بصفته مستشارًا لرئيس الوزراء السابق، كان جولد يطلع نتنياهو بشكل دوري على المحتوى المكثف للمحادثات، ويتلقى ضوءً أخضر منه لمواصلة التقدم.

ويقول جولد: "معظم الاجتماعات جرت في إسرائيل، وعقدت الكثير من الاجتماعات الأخرى في البيت الأبيض".

ليس هذا فحسب، بل ربط جولد، أيضا، بين ضابط إسرائيلي كبير، سابقًا، وبين الأميركيين، وقدم لهم الضابط المساعدة في جوانب مختلفة. إنه يرفض القول من هو الضابط.

 وحتى اليوم، لم يكشف سوى عن جزء ضئيل من المحادثات التي أجراها مع الأميركيين خلال السنوات الثلاث الماضية.

ويوضح جولد ولكونه خبيراً في الوهابية موجهاً رسالته للأميركيين أن والد الوهابيين كتب أن إبراز القدس لدى المسلمين هو "تقليد لليهودية"، حسبما ما أوردت الصحيفة.

وبما أنه في نظر الأميركيين، يعدُّ السعوديون إشبينًا لخطة القرن بشكل لا يقل عن الفلسطينيين، يمكن الافتراض أن هذه المعلومات جعلت الأمر أسهل عليهم.

علاوة على ذلك، يكشف جولد أنه خلال المناقشات حول مخطط الخطة، طرحت إمكانية تسليم جبل الزيتون للسيادة الفلسطينية.

ويقول: "أخبرتهم أن جبل الزيتون ليس مقبرة يهودية قديمة فحسب، بل هو أيضًا مركز مسيحي ذو أهمية تاريخية. التخلي عن المكان يمكن أن يثير معارضة من المسيحيين الإنجيليين، الذين يمثلون قاعدة سياسية مهمة للرئيس ترمب".

لدى الغوص في أعماق الخطة، لا يصعب الملاحظة أن التصورات التي قدمها جولد والباحثون في معهده قد تغلغلت جيدا في الوثيقة.

 تقف في قلب الخطة وثيقة منسية بعنوان "خريطة مصالح إسرائيل".

 على عكس إرث براك وأولمرت، اللذان قدما انسحابًا شبه كامل إلى الخط الأخضر، فإن "خريطة المصالح" التي أعدها قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي في التسعينيات، تقدم للفلسطينيين مساحة أصغر بكثير.

تمامًا كما آمن يتسحاق رابين، يصبح غور الأردن الموسع إسرائيليا، وكذلك الأماكن الحيوية الأخرى لإسرائيل في "يهودا والسامرة".

يشرح جولد "كان من المهم بالنسبة لي أن أوضح لهم نهجي، أن المناطق الأمنية تتطلب السيادة".

ويضيف، "اعتمد كوشنر ورجاله هذا المبدأ حتى النهاية. على عكس المقترحات السابقة، ستكون جميع المستوطنات والمناطق الأمنية ذات سيادة إسرائيلية كاملة".

وتابع "جولد": "لقد عرضنا على الأميركيين "ما يؤمن به" معظم الإسرائيليين. على سبيل المثال، قرأوا كتاب نداف شرغاي "القدس، وهم التقسيم" حول المخاطر الكامنة في تقسيم المدينة".

ويشير إلى أنه "لا يعني الأمر أنهم أرادوا تقسيم القدس، لكن الكتاب زودهم بالذخيرة وسبب كونه مشكلة. شعرت وكأنني أمين مكتبة كانت وظيفته العثور على المواد اللازمة للأمريكيين لمساعدتهم على اتخاذ القرارات. لكنني شعرت أيضًا أنني لعبت دورًا مهمًا وقمت بمسؤوليتي تجاه شعبي وبلدي".

على الرغم من أنه نجح في التأثير على محتوى الخطة الأمريكية، وعلى الرغم من أن مبادئها لا تتفق تمامًا مع وجهة نظره، إلا أن جولد يؤكد أنه لم يتم تلبية جميع رغبات إسرائيل.

ومن وجهة نظر "جولد"، كان يفضل إعطاء الفلسطينيين مساحة مقلصة أكثر، وليس متحمسًا على الإطلاق لإقامة العاصمة الفلسطينية في القدس الشرقية.

وينبه إلى أن "هناك ثمن في هذه الخطة، لكن يتعين علينا قياس الفائدة مقابل الثمن. هل يمكن لأي شخص أن يتخيل قبل بضع سنوات أن حكومة أمريكية ستوافق على السيادة الإسرائيلية في غور الأردن؟ كنت أفضل الحصول على هذا كله مجانًا، لكن يجب أن نكون واقعيين".