دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء، وللمرة الثانية، المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس، وتمركزت آلياتها في المنطقة.
وقال شهود عيان لـ "وكالة سند للأنباء"، إن آليات الاحتلال اقتحمت ساحة البيادر ومنطقة الأعمدة في سبسطية.
وعادة ما يقتحم الاحتلال بلدة سبسطية التاريخية، لتأمين اقتحامات الجماعات الاستيطانية التي تقتحم المنطقة الأثرية في البلدة لتأدية طقوس وشعائر تلمودية فيها.
وتقع "سبسطية" على بعد 12 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس، ويوجد فيها جامع النبي يحيى، كما تُعتبر ذات تاريخ عريق وحضارة زاهرة امتدت لأكثر من 3000 عام.
وأطلق عليها المؤرخون لقب عاصمة الرومان في فلسطين.
كما تتضمن عددًا من المواقع الأثرية، منها ساحة البيادر "البازليكا الرومانية"، معبد أغسطس، وكنيسة الراس التي قطع فيها رأس يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) والذي يعود بناؤها للفترة البيزنطية.
وتعتبر البلدة أكبر موقع أثري في فلسطين، ولها مكانة دينية خاصة.
ويشدّد مختصون بعلم الآثار على أنه بالرغم من ادعاء الاحتلال تواجد جذوره في هذه القرية منذ 3 آلاف عام، إلا أن الكنعانيين كانوا قبل هذا التاريخ وأقاموا فيها حضارتهم قبل 4 آلاف عام.
وتعاقبت بعد ذلك الحضارات المختلفة على سبسطية، آخرها الرومان والعثمانيين، الذين لا زالت آثارهم شاهدة على هذا التاريخ حتى اليوم.
وتؤكد مؤسسات فلسطينية معنية بمناهضة الاستيطان، أن مسلسل التهويد الإسرائيلي يطال بلدة "سبسطية" بعد مدينتي القدس والخليل، "ما يدعو إلى دق ناقوس الخطر كي لا يتم تشويه تاريخ المكان وحجارته".
ويسعى سكان بلدة سبسطية إلى وضعها على خريطة السياحة العالمية، باعتبارها واحدة من المواقع الأثرية المهمة، لضمان حمايتها من المحاولات الإسرائيلية للسيطرة عليها.