كشفت لجنة التحقيق في حريق النصيرات، اليوم السبت، أن الحريق نتج عن اشتعال سحابة الغاز الناتجة عن انفجار صهريج الغاز المملوك لمحطة المشهراوي والذي تم إحضاره لصالح مخبز البنا.

وقررت اللجنة إقالة رئيس البلدية وضابط الأمن والسلامة بجهاز الدفاع المدني، وإغلاق مخبر البنا ومحطة المشهراوي للغاز وإحالة الجميع إلى القضاء.

وقالت اللجنة في مؤتمر صحفي لها اليوم، إن الانفجار حدث بسبب ضغط الغاز حيث كان يحتوي الصهريج على 1350 كيلوغرامًا.

ولفتت النظر إلى أنه تم تحويل صهريج الغاز من ثابت إلى متحرك منذ العام 2004، دون مراعاة المواصفات الهندسية التي تضمن سلامة الصهريج، ما أدى إلى ضغط بداخله.

وأوضحت: "محطة المشهراوي للغاز قامت بإجراء تغييرات على بعض صهاريج الغاز ومنها الصهريج الذي تسبب بالحريق".

ونوهت اللجنة إلى أن المحطة لم تراعي المواصفات الهندسية اللازمة ولم تحصل على الترخيص اللازم من الجهات ذات الاختصاص، لتحويل الصهريج إلى متحرك.

واتهمت مخبز البنا (بؤرة الاشتعال) بأنه "لم يول الاهتمام الكافي بإجراءات الأمن والسلامة وفق الأنظمة المعتمدة لدى الدفاع المدني حيث قام بشكل مخالف للقانون بالاحتفاظ بكمية كبيرة جداً من غاز الطهي".

وأفادت لجنة التحقيق بأن مخبز البنا احتفظ بكمية غاز، وقت الحريق، حوالي 3474 كيلوغرامًا تقريباً "أي أكثر من 10 أضعاف الكمية المسموح بها".

و "لم تول البلدية ممثلة برئيسها والمجلس البلدي وقسم الحرف الكافي-وفق لجنة التحقيق- بإلزام المنشآت الحرة مثل المخابز بالحصول على الترخيص الذي يضمن إجراءات الأمن والسلامة".

وأشارت إلى أن ضابط الدفاع المدني، رئيس قسم الأمن والسلامة بمحافظة الوسطى، قد أهمل بدوره عندما سمح وعلى مسؤوليته الشخصية لمحطة المشهراوي بنقل الصهريج إلى مخبز البنا.

وأردفت: "الإهمال حدث عندما علم أن وجود الصهريج في المكان يخالف أنظمة الدفاع المدني ويشكل خطورة بالغة على حياة الناس".

من جانبه، صرح وكيل وزارة العدل، محمد النحال، بأن "حريق النصيرات ناتج عن تسريب الغاز من صهريج تم تحويله من ثابت إلى متحرك دون الالتزام بمعايير الأمن والسلامة".

وأضاف النحال: "وقفنا على مسببات حادث النصيرات وراجعنا إجراءات السلامة والأمن، هناك قصور من البلدية والدفاع المدني في منح التراخيص والجولات الميدانية".

 وقرر إغلاق مخبز البنا بشكل نهائي وإحالة ملف المخبز للجهات المختصة للتحقيق.

ونوه إلى أنه سيتم أيضًا وقف تزويد محطات الغاز والوقود المخالفة للأنظمة المعتمدة وغير الحاصلة على معايير السلامة بأي كميات من الغاز والوقود إلى حين تسوية أوضاعها لدى الجهات المختصة.

ويوم 5 مارس الجاري، اندلع حريق هائل في سوق النصيرات بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة، أدى إلى وفاة 22 مواطنًا؛ آخرهم المواطن إبراهيم خضر الرزي والذي توفي أمس الجمعة.

وكان نحو 50 مواطنًا أصيبوا بجراح متفاوتة، بينهم نحو 15 بجراح خطيرة وحرجة، توفي عدد منهم في مستشفيات غزة والضفة الغربية التي كانوا يتلقون فيها العلاج.

ووقعت الحادثة بعد حريق شب في مخبز، قبل أن تنفجر عدة أسطوانات غاز بفعل الحريق الذي امتد لعدد من المحال التجارية في سوق المخيم.