توصلت اللجنة التي شكلتها وزارة الداخلية والأمن الوطني للتحقيق في حريق جباليا، إلى أن سبب اندلاع الحريق هو استخدام أحد أفراد العائلة مادة البنزين بحركات احتفالية، إلا أنه فقد السيطرة على جالون البنزين الذي كان بجانبه ما أدى لوقوع الفاجعة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته عصر اليوم الأحد، النيابة العامة ووزارة الداخلية بمدينة غزة؛ للإعلان عن نتائج التحقيق في حريق منزل عائلة "أبو ريا" بمخيم جباليا، وتابعته "وكالة سند للأنباء".
وفي تفاصيل ما جرى قال النائب العام محمد النحّال، إنّ الحريق نشب في شقة المواطن نادر فرج أبو ريا في الطابق الثالث من البناية، حيث دعا الفقيد أفراد عائلته إلى منزله للاحتفال بعودة شقيقه "ماهر" من السفر.
وأثناء الاحتفال اندلع الحريق عند الساعة 6:11 مساءً، إلا أن "نادر" فقد السيطرة على النيران ما دفعه لإغلاق باب الغرفة التي كان يتواجد فيها أفراد عائلته لمنع امتداد الحريق إليهم وحمايتهم؛ لكن تسرب البنزين ووجود مواد قابلة للاشتعال كالأثاث والسجاد وغيرها حالت دون ذلك، وفق "النحال".
وأشار إلى أن إطارات الكوشوك كانت معلقة كنجف في منزل "نادر"، وقد ساعدت على اشتعال النيران، ولإثبات ذلك نشرت النيابة العامة مقطع مصور يحتوي على مقارنة بين الصور المستخرجة من هاتف الفقيد "نادر" قبل الحريق وصور ما بعده.
وبحسب النيابة، فإن الوقائع "ثبتت من خلال تقارير الأدلة الجنائية والدفاع المدني والكشف والمعاينة والصفة التشريحية للضحايا وأقوال أحد الشهود الذي أثبت وجود جالون بنزين بالخارج، وأن الضحايا لحظة اشتعال النيران تواجدوا بجانبي نافذة الغرفة الأمر الذي يدلل على أن مصدر قوة النيران كانت من جهة الباب، وهو ما جعلهم يتجهون للنوافذ للاستغاثة".
وذكر أن الجهات المختصة دونت جميع أقوال الشهود ممن وصلوا لمكان الحدث وجيران المنزل وأقارب الضحايا وتم معاينة مكان الواقعة، لافتًا إلى أن معظم مكونات الشقة السكنية قد احترقت وتُوفي من جميع بداخلها والبالغ عددهم 22 مواطنًا.
ولفت النظر إلى أنه عند وقوع الحريق كان باب المنزل الخارجي مغلقًا، لكن عدد من المواطنين تمكنوا من الصعود للطابق الثالث (مكان الحريق) وفتحوا باب الشقة إلا أنهم لم يستطيعوا دخولها بسبب شدة النيران.
وعن تدخل الدفاع المدني تحدث "النحال" أن الجهاز تلقى اتصالًا باندلاع الحريق في تمام الساعة 6:18 مساءً ووصلت طواقمه لمكان الواقعة عند الساعة 6:25 وعليه تعاملو مع الحريق، تمكنوا من السيطرة على النيران بالعمارة دون أن تمتد للبنايات المجاورة.
وتِبعًا للنائب العام فإن الفقيد "نادر" لديه هواية كبيرة في صنع الديكور بنفسه وهو من جهز ديكور منزله وغرفة الضيافة خاصة ومن إطارات السيارات التي أجرى عليها المزيد من الدهان والديكور المزين.
وكان "نادر" يبالغ في إقامة الحفلات بمنزله باستمرار ويستخدم الشموع وألعاب نارية وفق ما أكدته شاهدة من أقارب الضحايا، وعليه شدد النائب العام أنه "لا وجود لمتسبب خارجي بالحريق وهذا ما تؤكّده جملة من الأدلة أبرزها الأدلة الفنية والجنائية".
وعقب الحريق المأساوي، عمّ الحداد العام ومشاعر الحزن والصدمة قطاع غزة، ونُكّست الأعلام في كافة المؤسسات الرسمية ليومٍ واحد بقرار رئاسي حدادًا على أرواح الضحايا، كما أثار الحادث تعاطفًا واسعًا في الأوساط العربية والإسلامية، وعلى منصات التواصل الاجتماعي.