الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

الوجه الآخر لـ"كورونا".. فرصة ذهبية للأمهات

حجم الخط
غزة- وكالة سند للأنباء:

بعد أن حل فيروس كورونا في معظم بقاع المعمورة، وبات يفرض أمراً واقعياً يُحتم على العديد من الأهالي تكييف بيئة الحجر المنزلي لملائمتها لأبنائهم بشكل يُسهل عليهم مدة البقاء في المنزل وعدم خروجهم منه، ومحاولة إشغال أوقاتهم بأي شكل كان.

المدارس مغلقة، والمساجد موصدة أبوابها، المراكز الترفيهية والتعلمية علقت أنشطتها حتى إشعار آخر، وتحذيرات من اللقاءات الجماعية والزيارات الاجتماعية، ودعوات لتقليل التخالط مع الآخرين، ليصبح "التباعد الاجتماعي" عنوان المرحلة، والجميع حبيس المنازل.

واقع ليس بالسهل، دفع العديد من الأمهات إلى محاولة اجتياز هذه الأزمة بعائد النفع الذي يُسجل في صالح حياة أبناءهن، بدلاً من تركهم للوقتِ الذي يُهدر دون فائدة، من أجل الخروج من هذه الفترة بتسجيل أكبر قدر ممكن من التغيير.

استغلال أمثل

وعن كيفية محاولة التأقلم مع هذه الأزمة تقول إيمان ظاهر:" في الحقيقة أن تعليق الدوام المدرسي بسبب انتشار الوباء كان كفترة نقاهة من العمل وفرصة لي للجلوس مع أبنائي لأكبر وقتٍ ممكن، لكن بعد تمديد الحجر المنزلي، كان لزاماً أن تتغير نظرتي للأمور".

وضعت ظاهر خطة للتعامل مع أطفالها خلال هذه الفترة، لأن جلوسهم في المنزل أصبح سبباً لزيادة شعورهم بالملل، وأصبحوا لا يطيقون البقاء بالمنزل أكثر، ويقضون جل أوقاتهم باللعب في الأجهزة الإلكترونية.

في جلسة ودٍ، حاورت ظاهر أبناءها، واتفقت معهم على استغلال الإجازة بما يعود بالنفع على نفوسهم ويزيد من تطوير ذواتهم.

وتضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "بعد إغلاق المساجد، عوضنا ذلك بالمحافظة على صلاة الجماعة لكل أفراد المنزل، وتخصيص وقت لحفظ شيء من القرآن الكريم، وكذلك لقراءة القصص المفيدة، وممارسة الألعاب اليدوية معهم، بما يعزز قيمة المشاركة والتعاون".

وتوضح أن العلاقة بين أفراد العائلة قد توطدت بشكل أكبر، عدا عن حرص الجميع على تنمية مواهبهم بالرسم والنشيد، ومتابعة الدروس التعليمية المنشورة إلكترونياً كي لا ينقطعوا عن الدراسة بشكل طويل.

وحول أنجح الفوائد من هذه الفترة، تبين ضاهر أنه تعزز لديهم قيمة محاسبة النفس من خلال سؤالهم كل يوم عن الشيء المفيد الذي قاموا به خلال اليوم وعاد بالفائدة عليهم، كي يدركوا أهمية استغلال الوقت.

وتتابع:" الإجازة هي سيف ذو حدين إما أن نقضيها بالنوم واللعب الذي في كثير من الأحيان يُشعل أتون الفرقة بين الأطفال ويزيد من مشاكلهم، أو نقضيها بما يفيدنا فنحفظ القرآن ونقرأ ونتعلم ونلعب معاً، فيكون فرصة لتماسك أفراد العائلة وأن نأخذ دروساً عديدة تضاف إلى قاموس خبرتنا بالحياة".

فرصة لزيادة الحب

وعن كيفية قضاء الوقت مع أطفالها، تقول مريم العمصي: "خصصت ساعتين لمشاهدة التلفاز أو الجوال، وساعتين لمراجعة المنهج الدراسي، وأبنائي سعداء جداً، يشعرون بعدم وجود عبء عليهم لعدم وجود تكليفات دراسية وامتحانات، وأنها أمرٌ اختياري وليس إلزامي".

وتضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "حتى طفلي في الروضة أرسم له أوراق عمل ويتسلى بحلها، ووضعت جميع ألعابهم في صالة المنزل، كي يلعبوا بها معاً دون أن أضع لهم حدود لمكان اللعب، عدا عن استغلال السبورة المنزلية بحل الواجبات بشكل ممتع".

وتوضح العمصي أنها خصصت فقرة "الحكواتي" حيث يسرد في كل مرة شخص منا لقصة بطريقة جميلة، نغرس فيها بعض المبادئ الحياتية، وتعزيز مفاهيم الصحة والنظافة، وكذلك نترك وقتاً للرسم والتعبير عما يجول بخاطرهم والتلوين.

في بداية الأمر كان قرار الحجر المنزلي صادماً، وباتت تفكر العمصي أنها لن تستطيع إشغال كل تلك الأوقات، لكن ما حدث العكس تماماً، خططت مع أطفالها لكل شيء، والوضع يسير بشكل مثالي جداً.

وتبين لـ "وكالة سند للأنباء"، أن من أعظم الإيجابيات لهذه الفترة، تفرغ الوالدين وخاصة الأم لأطفالها بشكل كامل، وزيادة علاقة أواصر المحبة بيننا وزيادة القدرة على تفاهم بعضنا البعض، والسعادة تغمرنا بشكل كبير.

وتقول العمصي:" سنخرج من هذه الأزمة بكثير من الدروس، وأن أطفالنا بحاجة للكثير من منا، نعم يشكل هذا الأمر ضغطاً كبيراً على الوالدين، وقد كانت تشغلنا الحياة عنهم في كثير من الأحيان، ونلومهم، إلا أن الأمر الآن مختلف تماماً".

تمهيدٌ للتعلم

وترى إيمان حاتم أن جلوس الأبناء في البيت لمدة 24 ساعة متواصلة دون الخروج منه هو بمثابة تحدٍ للأم، يفرض عليها أن تستغله بما يناسب أطفالها.

وتقول لـ "وكالة سند للأنباء": "حاولت أن أركز في هذه الفترة على قضية تعليم الصلاة والالتزام بها، عدا عن أنها فترة لإبعاد أطفالي عن الأكل غير الصحي المتواجد في المدارس من خلال الالتزام قدر الإمكان بتناول الطعام الصحي المتزن وتحبيبهم لهم".

وحول الأنشطة التي تنفذها مع أطفالها تبين أنها مهدت لهم طريقاً لحب ومشاهدة الأفلام الوثائقية والتاريخية من أجل فهم قضيتهم، كون الذي لا يعرف تاريخه لا يعرف مستقبله، وقراءة القصص، وتلاوة قصار السور من القرآن الكريم قبل النوم.

وتحاول إيمان استغلال الأوقات كذلك بتعليم أطفالها اللغة الإنجليزية وتقويتها لديهم، وخلق جسر من الحب والرغبة في تعلمها.