الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

هل يمكن خلق أجواء رمضانية منزلية رغم الجائحة؟

حجم الخط
نابلس - أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

بكل شغف وحماس ينهمك الشاب عز الدين خضير فوق سلم خشبي، بتعليق حبال إنارة وزينة رمضان في ساحة عمارتهم الخلفية، المكونة من أربع طبقات تضم والده وأعمامه الأربعة.

يحاول خضير خلق أجواء رمضانية مختلفة ومميزة هذا العام، لتعويض غياب التواصل الاجتماعي الذي نجم عن جائحة كورونا، كما يقول لـ"وكالة سند للأنباء".

ويلتف حول خضير عدد من أبناء عموميته الأطفال، وقد بدت على وجوهم الفرحة بعد أن نجح في إيصال الكهرباء لحبال الإنارة الملونة.

ويضيف لـ"وكالة سند للأنباء" اتفق والدي وأعمامي على صلاة التراويح كل يوم في هذه الساحة برفقة زوجاتهم وأبنائهم، صحيح أنها ضيقة بعض الشيء، غير أنها أفضل من لا شيء، هنا سنقيم أيضاً إفطاراً جماعياً في أول أيام رمضان".

وأصدرت وزارة الأوقاف الفلسطينية قبل عدة أيام، قراراً بمواصلة إغلاق المساجد خلال شهر رمضان، ودعت لإقامة صلاة التراوح في المنازل، حفاظاً على سلامة المواطنين.

وباء قلب حياة الناس

ويمتاز رمضان بالعديد من الأجواء الروحانية والاجتماعية، تجعله مختلفاً عن بقية شهور السنة، غير أن التباعد بين الناس والحجر المنزلي الذي فرضه الوباء، شكّل تحدياً أمام هذه الأجواء.

ويرى مختصون أنه يمكن للمواطنين اصطناع أجواء رمضانية في منازلهم، بما توفر من أساليب وأفكار بسيطة. 

يقول مدرب التنمية البشرية محمد بشارات: "غيرّت كورنا السلوك الاجتماعي برمته القائم على التواصل، خصوصاً عند المسلمين، فشهر رمضان يتخلله الكثير من العبادات الجماعية التي تعزز التواصل".

وتابع:" الوضع الذي نحن فيه اليوم شاذ وطارئ وليس هو الأساس في العلاقات الاجتماعية، ورغم هذا الوضع الاستثنائي والصعب على النفس البشرية، غير أنه يمكن خلق أجواء رمضانية منزلية لتعويض هذا النقص".

ويشير بشارات لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أهمية تحويل المنازل لخيم رمضانية تحتوي الكثير من النشاطات والفعاليات.

ويؤكد أن هذا يتطلب أن يجلس الزوج مع زوجته ابتداءً ويضعا برنامجاً مختلفاً هذا العام، بأفكار جديدة بعيدة عن التكلفة المادية، فالمشاعر الدافئة وخلق أجواء رمضانية لا تتطلب أموالاً كبيرة.

"خلق هذه الأجواء يكون قبل دخول الشهر الفضيل، كتذكير الأبناء في كل مناسبة بعدد الأيام المتبقية لقدومه، هذا يزرع في نفوسهم الترقب والشوق، ولا بأس بمشاركتهم في تعليق زينة رمضان وشراء حاجياته" كما يقول بشارات.

ويضيف:" الأجواء الروحانية من قراءة قرآن وإقامة صلاة التراويح جماعة داخل العائلة سواء الصغيرة أو الممتدة مع الأخذ بإجراءات السلامة، كلها أمور مهمة يجب أن تكون في هذا البرنامج، غير أنها كافية بالطبع".

فرصة للمعرفة

ويرى بشارات أن مشاركة الأم في إعداد الطعام والحلويات من قبل أبنائها وزوجها، تخلق أجواءً جميلة في المنزل، ويعتبر رمضان هذا العام فرصة للفتيات وحتى الشباب لتعلم أساسيات فنون الطبخ.

ويتابع: "يمكن تنظيم مسابقات ثقافية عائلة، هذا ينمي ثقافة القراءة عند الأبناء ويزيد من رصيدهم المعرفي، كما بالإمكان أن يتشارك الآباء مع أبنائهم في الزراعة المنزلية مثلاً أو في ممارسة بعض الألعاب البدنية ".

ويشدد بشارات على أن هذه الإجازة الإجبارية هي فرصة ليتعرف الآباء على قدرات وهوايات أطفالهم وتنميتها.

تبادل الأطباق بين الجيران

ويقترح بشارات إطلاق حملة لإحياء العادات الإيجابية المندثرة والتي كانت موجودة في الزمن الماضي، كتبادل أطباق الطعام  بين الجيران والتسامر ليلاً بعيداً عن الجوالات.

ويؤكد مدرب التنمية البشرية على أن صنع أجواء رمضانية منزلية مُبهجة هو أمر ضروري بما توفر وليس أمراً اختيارياً، فعدم التواصل الاجتماعي والجلوس لفترات طويلة في المنزل ينجم عنه مشاكل نفسية متعددة.