عادت التكية الإبراهيمية في الخليل تنبض بالحياة منذ اليوم الأول من رمضان لهذا العام، بعد إغلاقها منذ بدء جائحة كورونا ما آلم الفقراء والمساكين ومس بهم.
وأسست التكية الابراهيمية في الخليل عام 1187، على يد السلطان صلاح الدين الايوبي وأوقف لها العقارات والأموال والمزروعات، كما أشار المتخصص في تاريخ الخليل عدنان ابو تبانه.
وقال أبو تبانة في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء"، كان يُقصد من التكية الاهتمام بالفقراء وإطعام الضيوف القادمين إلى مدينة خليل الرحمن وكذلك إطعام الجند.
وأضاف "لقد أوقف الملوك والسلاطين والأمراء وقادة الجيش، الأموال والعقارات والأراضي الخصبة الكثيرة على المسجد الإبراهيمي والتكية في الخليل".
واليوم أصبحت التكية الابراهيمية من ضمن دوائر دائرة الأوقاف الإسلامية في الخليل، ولها مديرية خاصة وموازنة خاصة وطاقم موظفين يعملون بداخلها مكون من نحو عشرين موظفاً.
إجراءات وقاية بسبب "كورونا"
وقال مدير عام الاوقاف الإسلامية في الخليل جمال أبو عرام، "لقد أغلقنا التكية بسبب انتشار وباء كورونا وكان القرار الأصعب على نفوسنا خشية على الفقراء والمساكين الذين يعتمدون في طعامهم وشرابهم عليها، وكان أول قرار لإغلاق التكية منذ تأسيسها قبل 800 عام " .
وأضاف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "لكن مع حلول شهر رمضان المبارك ورحمة بالفقراء والمساكين قررت وزارة الأوقاف الاسلامية إعادة فتح التكية الإبراهيمية مع الأخذ بأسباب الوقاية من انتشار وباء كورونا بين المستفيدين من التكية وكذلك العاملين".
وأكد أنه قبل إعادة افتتاحها قامت الطواقم الوقائية الصحية بتعقيم مقر التكية كاملاً ومداخلها وأوعيتها ومخازنها، وألزمنا العاملين بارتداء الألبسة الواقية والكمامات والقفازات.
وبين أنه جرى ترتيب اصطفاف الفقراء المستفيدين من التكية بطريقة لا تؤدي إلى الاكتظاظ والتلاصق فيما بينهم، بحيث أعلنت عن استقبال الفقراء والمساكين والمحتاجين والمستفيدين لأخذ طعامهم الجاهز منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى ما بعد صلاة العصر.
تبرعات ودعم لا يتوقف
من جانبه، قال مدير عام التكية الابراهيمية لؤي الخطيب، إن التكية يعتمد عليها آلاف الأسر في البلدة القديمة من الخليل وخاصة المحيطين بالحرم الابراهيمي فهي ملاذهم ومقصدهم تقدم لهم الطعام المطبوخ الجاهز من لحم ودجاج وفاصوليا وأرز وجريشة القمح .
وأضاف الخطيب في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء"، "لقد تمكنا بفضل الله في اليوم الأول من رمضان لهذا العام من توزيع نحو 6000 وجبة طعام دسم للأسر المستفيدة والمحتاجة".
ويؤكد الخطيب أن أغنياء الخليل يتسابقون في تقديم المواد الأساسية للتكية من لحوم وارز وسمن وخبز وغير ذلك.
وقال "الخيرين من الميسورين ينتظرون على الدور حتى يأتي موعدهم في تقديم تبرعاتهم العينية لكي توزع طعاما مطبوخا في رمضان على العائلات المستورة".
وأشار الخطيب إلى أن هناك عائلات مستورة وفقيرة ومحتاجه لا تتمكن من الوصولإلى مقر التكية الابراهيمية بسبب مرض أو حرج ، فهناك طواقم من المتبرعين والخيريين يقومون بتوزيع المئات من الوجبات على المنازل والبيوت.