الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

اللاما قد تحمل مفتاح خلاص البشرية من فيروس كورونا

حجم الخط
580.jfif
القدس - وكالات

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن باحثين أعلنوا أنهم نجحوا في عزل جسم مضاد من حيوان اللاما، مرجحين أنه سيوقف فيروس كورونا المستجد، وتساءلت: هل هذا المشروع سيكون واعدا؟

وأوضحت الصحيفة أن إحدى إناث حيوان اللاما، التي سمتها "وينتر"، والتي تعيش مع نحو 130 من جنسها وألبكة في مزرعة بلجيكية، توشك أن تصبح نجمة عالمية.

وأشارت إلى أن هذه الأنثى، تبلغ من العمر 4 سنوات، قد مكنت مختبر الفيروسات الجزيئية التابع لجامعة جنت بالتعاون مع جامعة أوستن في تكساس؛ من عزل جسم مضاد من شأنه أن يشكل حاجزا ضد كوفيد-19.

ويقول غزافيي سايلنس؛ الذي يدير الدراسة، إن هذا الجسم المضاد "يمكن أن يجعل الفيروس غير ضار، كما لاحظنا في أبحاثنا المعملية"، فهل تنقذ الأجسام المضادة للاما الناس من فيروس كورونا؟

قابل "للأنسنة"

وقالت الصحيفة إن العمل على اللاما بدأ في بلجيكا منذ تسعينيات القرن الماضي، وفي ذلك الوقت، اكتشفت الجامعة الحرة في بروكسل أن إحدى الفئتين من الأجسام المضادة التي تنتجها كانت ذات أهمية علمية خاصة.

وصرح كريستوف بيكافين، الباحث في معهد علم الأدوية الجزيئي والخلوي التابع للمركز الوطني للبحث العلمي، بأن هذا الجسم المضاد بسيط إلى حد ما، مما يسهل إنتاجه صناعيا.

وأردف: "نجد هذا الجزيء في الإبل والألبكة وجميع الجمليات، وأيضا في أسماك القرش".

والميزة الثانية لهذه الأجسام المضادة هي أنها مستقرة، أو بعبارة أخرى أقل هشاشة، حتى عندما يتم التلاعب بها أو دمجها مع الأجسام المضادة البشرية على وجه الخصوص.

ومرت 20 عاما قبل أن يهتم العلماء، ومن بعدهم شركات الأدوية، "بكنز" اللاما هذا، ويكتشف أن هذا الجسم المضاد يمكن "أنسنته" بسهولة نسبيا، بمعنى أنه لا يظهر كعنصر غريب في جسم الإنسان.

ويقول إتيان ديكرولي، مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، وعضو مجلس إدارة الجمعية الفرنسية للفيروسات؛ إن "هذه الأجسام المضادة أصبحت أدوات قوية للغاية في مجال التكنولوجيا الحيوية".

وأتاح لها الطب مساحة في علاج هشاشة العظام والروماتيزم بشكل خاص، وتجرى أبحاث حاليا على مرض السرطان ومرض ألزهايمر وفيروس "HIV" المسبب لمتلازمة نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز).

وبالعودة إلى "وينتر" التي يمكن أن تكون منقذة البشرية، بدأ كل شيء عام 2016، عندما حقن معهد فلاندر للتكنولوجيا الحيوية هذه اللاما، التي كان عمرها 9 أشهر فقط، بمثبتات لفيروسيْن.

وأحد الفايروسان: سارس كوفيد-1، المسؤول عن السارس عامي 2002 و2003، والآخر هو ميرس كوف الذي تسبب في متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط عام 2012.

وأوضحت الصحيفة أن هذه المثبتات التي زرعت على غشاء الفيروس، هي التي تسمح له بالتشبث بالخلايا المستقبلة لتتم العدوى، ولوحظت هذه المثبتات البروتينية على كوفيد-19.

إغلاق مداخل الخلايا

بعد هذه العملية يتم سحب دم "وينتر" وعزل الأجسام المضادة، وبعد ذلك يتم اختيار الأكثر فاعلية مقابل سارس وميرس، غير أنه مع انتهاء وباء السارس لم تعد لهذا البحث أولوية في المختبر البلجيكي.

وأفادت الصحيفة بأن معهد فلاندر استأنف هذه الأبحاث في يناير/كانون الثاني 2020، عندما اجتاح كوفيد-19 الصين.

ويقول غزافيي سايلنس "علمنا أن الأجسام المضادة للاما قد تفاعلت بشكل جيد مع سارس كوف-1 وعلمنا أيضا أن مثبتات هذا الفيروس قريبة جدا من تلك الموجودة في كوفيد-19".

وأردف: "إلا أنه كان من الضروري التأكد من أن هذه الأجسام المضادة ستعمل بشكل فعال عليها".

ومع أن المحاولات الأولى لم تكن حاسمة، حيث تتعرف الأجسام المضادة لسارس 1 المأخوذة من جينات "وينتر" على المثبتات ولكنها لا تتموضع عليها بشكل صحيح.

إلا أن فرق معهد فلاندر، بعد عدة أشهر من البحث والتلاعب، تمكنت بمساعدة مختبر الميكروسكوب الإلكتروني في جامعة تكساس، من تطوير جسم مضاد قادر على حجب الفيروس في المختبر.

يقول غزافيي سايلنس إن "هناك نحو مئتي طفرة على الفيروس، ويمكن وضع الجسم المضاد على كل هذه المثبتات".

وتابع: "بالتالي، فإن استراتيجية البحث هي وضع غطاء للفيروس يمنعه من دخول الخلايا، وليست قائمة على مهاجمة الفيروس مباشرة".

ونبهت الصحيفة في الختام إلى أن فرق البحث لم تتعامل مع فيروس كوفيد-19 الحقيقي ولكن مع فيروس زائف.