الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

يزور المرضى يوميًا منذ 30 عامًا

بالصور "العمّ زكريا".. يُغيّبه "كورونا" عن زيارة المرضى

حجم الخط
العم زكريا.jpg
نزار الفالوجي - وكالة سند للأنباء

منذ ما يزيد عن 30 عامًا، وفي  لفتة إنسانية مُعبرة ومؤثرة، يواظب زكريا دوفش (70 عامًا) على زيارة المرضى صباحًا ومساءً في مستشفيات محافظة الخليل، يُوزع الحلوى ويطمئن عليهم، لإدخال الفرحة إلى قلوبهم، وحين يسير في الطرقات يُوزع الحلوى على الصغار والكِبار، يُذكرهم بـ "الصلاة على النبي"، ثم يمضى وقلبه مغمور بـ "الرضا والسرور".

منذ فترة.. غابت عن أروقة المستشفيات وأزقة الحواري، إشراقة وجه هذا المسنّ الفلسطيني، وزادت مرارة الأيام في فمّ المرضى بعدما افتقدوا مذاق "حلوى العمّ زكريا"، ليس لأنه ملّ من هذه المهمة النبيلة، لكنّ فيروس كورونا تسلل إلى جسده، فأصبح هو الآخر طريح السرير في المستشفى.

عاش حياته بشكلٍ طبيعي، لكنّ بعطاءاتٍ صغيرة صنع فارقًا في حياة من حوله، يقول "مؤمن" نجل "العمّ زكريا"، إن والده توّرث هذه المهمة عن أبيه، إيمانًا منهما بمفعول البسمة والمعاملة اللطيفة على قلوب وصحّة المرضى، فلم ينقطع عنها ليوم منذ ما يزيد عن الـ 30 عامًا.

ويُضيف "مؤمن" لـ "وكالة سند للأنباء": "عندما كنّا ننصحه بتخفيف هذه الزيارات، حفاظًا على صحته، كان يرفض ويصر على المواصلة فهو يراها "وظيفة أنعم الله بها عليه"، لكنّ فيروس كورونا أقعده.

"العمّ زكريا" الذي يعمل لحّامًا في مدينة الخليل، كانت مهمته الإنسانية التي يقوم بها، تُؤثر عليه أيضًا، فعند عودته من زيارة المرضى كانت عائلته تلمس السعادة والسرور على ملامح وجهه، كما يحدثنا نجله.

وبيّن "مؤمن" أن الحالة الصحية لوالده في تحسنٍ مستمر، وأنه يتماثل إلى الشفاء وسيعود إلى كل أحبابه من المرضى والصغار والكِبار، يوزع الحلوى عليهم، وصوّته الحنون يُذكرهم بـ "الصلاة على النبي".

2.png

لم يفتقد "العمّ زكريا" المرضى فحسب، بل الطاقم الطبي أيضًا سأل عنه عندما غاب لأول مرة عن المستشفى، يقول الممرض خالد حسان: "أعمل منذ 8 سنوات في المستشفى الحكومي، لا أتذكر أن الحجّ زكريا غاب عن المرضى ليومٍ واحد".

"كنّا نحن أيضًا نُحب وجوده، ونَسعد به، ومجرد رؤيته نُصلى على النبي" بهذه الكلمات ردّ "حسان" عندما سألناه "كيف يتفاعل المرضى مع هذا الإنسان؟".

في حارات البلدة القديمة بمدينة الخليل، لا زال الأطفال ينتظرون طلّة "العمّ زكريا" من جديد أمام قنطرة الشلودي، وفي سوق القزازين.. سيعود ومعه "حبّات المبلس" تبتسم الطرقات له، ويعود صوته المطمئن يملأ الأرجاء "صلّوا على النبي".

1.png
3.png