الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

سجن "عوفر".. طبقات حديدية مُطْبقة على أنفاس الأسرى المرضى بـ "كورونا"

حجم الخط
سجن عوفر.jpeg
بيت لحم - إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

سجنٌ بساحةٍ حمراء اللون تتوسطه غرف مهترئة جدًّا من شدةِ الاقتحامات التي تتوالى عليه، هناك من أطلق على السجن اسم "جوانتانامو" أو "الأحمر"؛ بسبب ألوان القهر التي تعتلي جدرانه.

سجن "عوفر" الإسرائيلي، يتكدسون فيه الأسرى في غرفٍ صغيرة متلاصقة، بالكاد يصل لهم نور الشمس الذي يخترق عدة طبقات حديدية مُطبقة على أنفاسِ الأسرى.

يتسللُ المرض إليهم كسرعةِ البرق، لا أحد يلتفت إلى أوجاعهم، تارة يعانون البرد من أطرافهم المتجمدة، وتارة أخرى يتألمون من فيروسٍ شديد يقتحم غرفهم التي تفتقر للرعاية الطبية.

في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، إصابة 100 أسير فلسطيني بفيروس كورونا، في سجن "عوفر"، لكن كيف كان وقع الخبر على أهالي الأسرى؟

أمينة حلبية، زوجة الأسير المرابط محمود عياد، وشقيقة الأسير قسام حلبية اللذين يقبعان في سجن عوفر، ضمن الأسرى الذين أصيبوا مؤخرًا بـ "كورونا".

للمرّة الأولى، تشعر أمينة باتصالٍ هاتفي ليس عاديًّا أبدًا، كانت دقات قلبها أسرع من يديها في فتح خطِّ الهاتف، الخبر كان قاسيًا عليها عندما عَلِمت بإصابتهما؛ لأنها تُدرك معاناة سجن "عوفر"، فكيف إذا كان الأسير مريضًا بـ "كورونا"؟

استمعت "وكالة سند للأنباء"، إلى مشاعر أمينة المختلطة بين حزنٍ وصبر وثبات، مُبينةً أن التساؤلات كثيرة لا تنتهي في رأسها محاولةً سرقة أخبار زوجها وشقيقها لمعرفةِ طبيعة صحتهم.

"أزمة تنفسية"

الأسير قسام حلبية.png
 

من الصعب على مريض "الأزمة التنفسية" أن يتحمل مرضين "السجن وكورونا"، فثمة انقباض وضيق في الصدر، يشعر به المريض، فكيف إذا كان بين أسوار السجن بالكاد أن يلتقط أنفاسه!

تقول "أمينة" شقيقة الأسير قسام حلبية (22 عامًا)، "إن شقيقي يُعاني من حساسية مُزمنة وهذا الأمر صعب عليه مع إصابته بـ "كورونا"، مُشيرةً إلى أن وضع سجن "عوفر" سيء للغاية، وتنعدم فيه الرعاية الصحية، موضحةً أن مريض الأزمة يحتاج إلى جهاز تنفس، وهذا غير متوفر بالمعتقل.

وبمشاعر الخوف على شقيقها تُكمل، "الأزمة تُضاعف أعراض الإصابة مثل السعال الشديد، وضيق التنفس، والصداع الملازم للمريض على مدارِ الساعة، مُنبهةً إلى وجود شح في مسكنات الآلام التي لا تستطيع أن تُهاجم فيروس "كورونا".

وفي سؤالنا "هل يُسمح لأهالي الأسرى المرضى بالزيارة؟"، تُجيبنا "يتم منع الأهالي من الزيارة طيلة فترة الحجر الصحي"، مبينةً أن شقيقها مضى على اعتقاله 20 شهرًا ولا زال موقوفًا.

"كورونا.. واعتقال إداري"

الأسير المرابط محمود عياد.jpeg
 

الشاعر الفلسطيني المرابط محمود عياد (33 عامًا)، اعتقله الاحتلال في 13/7/2020م، وقضى في السجون الإسرائيلية ما مجموعه 10 سنوات، ويستهدف الاحتلال الأسير "عياد" بشكل مستمر بالاعتقالات والاستدعاءات، وهو أحد أسرى "عوفر" المصابين بـ "كورونا".

توضح زوجة الأسير "عياد"، أمينة أنها استقبلت خبر إصابته بالقلقِ والصبر، والقوة، مُشيرةً إلى أن صحة زوجها بخير.

وتُبيّن "أمينة"، أن مخابرات الاحتلال نقلت زوجها مباشرة عند الاعتقال إلى التحقيق في مركز "المسكوبية"، والذي استمر معه لأكثر من 50 يومًا باستخدام كل أساليب التعذيب في محاولة لإدانته بتهمة يقدم على إثرها للمحاكم.

وعن ظروف سجن عوفر، تؤكد شح الأغذية الصحية بـ "الكنتينا"، وسحب عدد من أنواع الأغذية فيها، بالإضافةِ إلى حرمان الكثير من الأسرى من زيارات الأهل.

وتُشير "أمينة" أن زوجها لم يرَ طفلته منذ 19 شهر من لحظة اعتقاله؛ لأن الأطفال ممنوعين من الزيارة.

"خطر على الأسرى"

يقول مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، إن خطر "كورونا" شديد على الأسرى المرضى بأمراضٍ مزمن كالربو، والتهاب الرئة والسرطان، مشيرًا إلى عدم وجود الرعاية الطبية في السجون الإسرائيلية؛ مما يزيد خطر إصابتهم.

ويؤكد "حمدونة" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن عدد الأسرى المصابين بـ "كورونا" منذ انتشار الفيروس، بلغ 530 من بينهم 7 أسيرات يعيشون في ظروفٍ صعبة للغاية.

ويستطرد أن الإهمال الطبي في سجون الاحتلال سهّل انتشار فيروس كورونا، في ظل انعدام وسائل التعقيم والمنظفات للأسرى.

ويُشير "حمدونة"، إلى أن إسرائيل تذرَّعت بفيروس كورونا؛ لوقف برنامج زيارات الأهالي لأبنائهم الأسرى، منوّهًا أنها سمحت في الفترةِ الأخيرة لأهل الضفة ولكن بشروط.

ويُناشد المؤسسات الإنسانية والحقوقية والدولية للضغط على الاحتلال؛ لإنقاذ حياة الأسرى؛ لأنهم في خطر حقيقي في ظل الانتشار السريع لـ "كورونا"، مؤكدًا أن السجون الإسرائيلية مكتظة وهذا يساعد الفيروس على الانتشار.

بدوره، أكد نادي الأسير الفلسطيني، أن أكثر من نصف الأسرى داخل سجن "عوفر" مصابون بفيروس "كورونا"، منوهًا إلى تصاعد انتشار الفايروس بين صفوف الأسرى.

وأوضح نادي الأسير، أن الفيروس منتشر في كافة الأقسام، وإدارة سجون الاحتلال عملت على تحوّيل الوباء إلى أداة تنكيل.

وأصيب خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، 190 أسيرًا بالفيروس، إضافة الى إصابة 10 أسيرات في سجن الدامون، "ما يعكس حالة الاستهتار الواضحة بحياة الأسرى وتعمد عدم توفير أدوات الوقاية والسلامة اللازمة لهم"، وفق بيان لمركز فلسطين للدراسات. 

وذكر البيان في نسخة وصلت "وكالة سند للأنباء"،  أن الأوضاع الصحية في السجون صعبة وتعتبر أرضية خصبة لانتشار الأمراض، بما فيها كورونا، خاصة أن إدارة السجون لم تطبق إجراءات السلامة المطلوبة".

وأورد أن "الأوضاع المعيشية والصحية الصعبة في فصل الشتاء تساعد على انتشار الفيروس بين الأسرى، وخاصة مع تشابه أعراض كورونا ومرض الإنفلونزا الذي يصيب الأسرى بكثرة في مثل هذه الأوقات".