الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

كريات أربع .. كابوس يكتم أنفاس الخليل

حجم الخط
كريات اربع 4.jpg
نزار الفالوجي - وكالة سند للأنباء

شكل الاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي العنصر الرئيسي في الفلسفة الصهيونية، ففي عام 1968م كانت طلائع المستوطنين تشق طريقها نحو أزقة وقناطر وحارات الخليل القديمة حيث ينتهي بهم المطاف إلى ساحات الحرم الإبراهيمي الشريف.

أقام المستوطنون حفلات الرقص في ساحات الحرم الإبراهيمي، ولا يتوقفوا عن محاولات اقتحامهم الحرم ذاته.

                جذور الاستيطان

في منتصف عام 1968م قدمت مجموعة من المستوطنين المتدينين برفقة حاخام من الحاريديم يدعى موشيه ليفنغر، إلى الخليل وأقاموا في فندق بارك الذي تحول إلى فندق النهر الخالد فيما بعد والذي يعود لآل القواسمي، وقدّموا أنفسهم على أنهم سائحين أجانب من سويسرا.

بعد معرفة أصحاب الفندق بهوية المستوطنين الحقيقية طردوهم منه، ولاحقاً أسكنهم الجيش الإسرائيلي في بناية بالقرب من مقر الحاكمية العسكرية في الخليل.

في مارس من عام 1969 انعقدت الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايالون ألون في القدس المحتلة لمناقشة مشروع إقامة مستوطنة على جبال الخليل، والذي تقدم به وزير البنى التحتية آنذاك شمعون بيرس.

وافقت الحكومة الإسرائيلية على مقترح بيرس، وأقامت مستوطنة كريات أربع وتكفلت وزارة البنى التحتية بتغطية موازنات البناء، وأشرف على إقامة المستوطنة الزعيم العمالي شمعون بيرس بنفسه.

 سيطر المستوطنون وبقوة الجيش الإسرائيلي على منطقة جبلية مرتفعة شرقي الخليل تقع بالقرب من وادي الغروز والبويرة والبقعة، تبلغ مساحتها (4940 دونما) وأقاموا عليها مستوطنة كريات أربع .

أقيمت مستوطنة كريات أربع على أراضي الفلسطينيين عنوة وتم استجلاب غلاة المستوطنين للسكن فيها وخاصة من حزبي هتاحيا وموليدت، وانطلقت من داخلها حركة غوش أمونيم وهي حركة استيطانية متطرفة.

جلبت حركة غوش أمونيم  سبعة آلاف مستوطن، ليرتكبوا العديد من المجازر بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

حاضنة التطرف

شكل وجود المستوطنين في الخليل كابوسا دائماً لسكان المدينة، وخاصة في ظل إنشاء المعهد الديني اليهودي في قلب المستوطنة والذين يعتقد طلابه أن المسجد الإبراهيمي هو كنيس يهودي.

حرص طلاب المعهد الديني على اقتحام شوارع الخليل تحت حماية الجيش صباح مساء للوصول إلى المسجد الإبراهيمي، الأمر الذي خلّف الكثير من المشاكل اليومية والاعتداءات من قبل المستوطنين على سكان الأحياء التي يمرون منها.

سقط الكثير من الشهداء وأصيب العشرات من أهالي مدينة الخليل على يد هؤلاء المستوطنين، وأبرز الجرائم التي ارتكبها المستوطنون  تلك التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين ضد الفلسطينيين وهم يصلون الفجر في شهر رمضان عام 1994م، والتي أرتقى فيها نحو 39 شهيدا، وجرح أكثر من مائتي .

التوسع الاستيطاني

وقال الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش إن مستوطنة كريات أربع كانت خلية سرطانية نشرت الاستيطان في قلب الخليل، وساهمت في بناء العديد من المستوطنات حول محافظة الخليل .

وأضاف حنتش في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء" أن المعهد الديني داخل كريات أربع لعب دوراً بارزاً في تجذير وبناء جيل يهودي متطرف حاقد على العرب والفلسطينيين، فخرج الآلاف من الطلبة الذين شكلوا جيشا من المستوطنين الذين اخذوا على عاتقهم مواصلة الاستيطان في قلب المدينة رغم ما سيعتريهم من مخاطر.

وأشار إلى أن هؤلاء المستوطنين هم الذين سيطروا على العديد من الأماكن في الخليل كمدرسة الدبويا ومدرسة أسامة بن المنقذ ، وساحة الكراجات وتل الرميده وسوق الحسبة وخان شاهين وغيرها من الأماكن .

الاستيطان والسياسية

ويرى الأسير المحرر والقيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر أن للاستيطان في الخليل طابعا سياسيا، إضافة إلى الوجه العنصري، فقد قطعت المستوطنات أوصال المحافظات الفلسطينية لاسيما محافظة الخليل وحولت المدن الفلسطينية إلى كنتونات .

وأضاف جابر في حديث خاص لمراسل "وكالة  سند للأنباء" أن مستوطنات محافظة الخليل شكلت طوقا أمنيا حول المحافظة، يمنع امتداد وتواصل عمرانها وكذلك الطرق الالتفافية التي باتت أشبه بالحزام الناسف تطوق خاصرة المحافظة.

تهويد المدينة

صمود أهالي الخليل أمام المخططات الاستيطانية أوقف مخطط التهويد الذي يعمل المستوطنون منذ عشرات السنوات على تنفيذه وخاصة بعد تقسيم المدينة إلى عدة مناطق بفعل الاتفاقيات الموقعة.

بدوره أكد رئيس بلدية الخليل الشيخ تيسير أبو اسنينه، أن صمود أهل الخليل في وجه الاستيطان رغم التضييق والضغط والحصار والحواجز والقتل والمذابح  كان سببا في عرقلة مخططات المستوطنين.

وبيّن أبو اسنينه أن هذا الصمود كان ولا يزال شوكة في حلق المستوطنين والاحتلال، فقد قتل المستوطنون عشرات الفلسطينيين في حوادث فردية ومذابح جماعية لتهجيرهم، لكنهم متمسكون بأرضهم ومنازلهم وأسواقهم وحوانيتهم رغم الموت والدم.

وأضاف: لقد افشلنا مخطط إقامة مجلس بلدي يهودي تابع لمستوطنة كريات أربع للقيام بتقديم الخدمات لسكان البلدة القديمة من الخليل خشية من تهويد المدينة.

كريات اربع 2.jpg
كريات اربع 1.jpg
كريات اربع 3.jpeg
كريات اربع 4.jpg
كريات اربع 6.jpg
كريات اربع 5.jpg
ريات اربع 7.jpg
تهويد الحرم الابراهيمي.jpg