الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

"تيماء" .. في ريشتها إبصارٌ للمكفوفين

حجم الخط
128273562_664168877589508_238386064839806795_o.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

كُل يدور في فلكه، يلاحق أحلامه، يكافح في الحياة بحثاً عن خيارٍ أفضل، وقلة هم المحسنون، الذين لا يكتفون بالركض خلف أحلامهم، بل يمدون جسوراً لغيرهم، كي يعبروا من خلالهم لتحقيق أحلامٍ لم يلتفتْ لها أحد.

إحساسٌ مرهف حولّ ريشة الشابة تيماء سلامة (23 عاماً) إلى طريق من نورٍ تُنير من خلاله سبيل القاصدين ممن امتحنهم القدر في أبصارهم، فلم يعيشوا نعمة رؤية ألوان الحياة الحقيقية، لتُخط برسوماتها تفاصيل الأشياء، علّها تعينهم على رؤية الحياة بشكل جديد.

أبدعت "سلامة" في الفنون التشكيلية، والرسم بالفحم، وصناعة الأشغال الفنية، والنحت، إلاّ أنها ارتأت أن تكون هدىً للمكفوفين، لتتخصص باستخدام فن "الريليف" في لوحاتها، بشكل مميز وبارز، يمكن المكفوفين بصرياً من معرفة اللوحة وتفاصيلها وأبرز معالمها عن الطريق اللمس.

90913638_1094518254257939_2248186771231735808_n.jpg
 

"فن الريليف"

ويعرف فن الريليف بأنه فن النحت البارز على الجداريات، وعرف منذ قديم الأزل، وتأثرت به الكثير من الحضارات السابقة، تظهر فيه الأشكال والتصاميم من خلفيتها.

قبل عام واحد، توجهت "سلامة" لهذا الفن الذي يخدم فئة المكفوفين بشكل كبير، كونها أكثر الفئات المهمشة اجتماعياً، وبذلك تقدم جزءاً بسيطاً من العون لهم، وبث روح الأمل في أرواحهم مع كل لمسةٍ يلمسون بها لوحاتهم، فتتشكل معاني الحياة في أذهانهم من جديد، كما توضح لـ"وكالة سند للأنباء".

حجر منزلي وانتشار جائحة كورونا، منح "سلامة" المزيد من التركيز والاهتمام في هذا الفن المميز، لتسكب في لوحاتها معانٍ جميلة، تسر قلب كل من رآها.

بداية الأمر، لم يكن سهلاً، فحينما قررت "سلامة" التوجه لهذا الفن بدأت في البحث عن أدوات وخامات خاصة بفن الريليف، توصلت لطينة الفخار واستطاعت من خلال تطويعها استخدامها في عملية النحت بلوحاتها الفنية.

لم يسرِ الأمر كما خططت له "سلامة"، حيث واجهت صعوبة في استخدام طينة الفخار وعدم وجود ألوان الفخار الخاصة بتلك الطينة، لكن بإصرارها على السير في ذات الدرب الذي اختارته بقيت مستمرة في بحثها عن بدائل أخرى.

91288909_1094518157591282_5787067659371675648_n.jpg
 

الحياة بلون آخر

وتوضح ضيفة "وكالة سند للأنباء" أنها بعد جهدٍ من عملية البحث توصلت لوجود الطينة الهوائية التي استطاعت تطويعها واستخدامها في جميع لوحاتها الفنية المختلفة.

ولأنّ المراد أن يُبصروا الحياة بلون آخر، بدأت "سلامة" لوحاتها باستخدام فن "الريليت" وتطبيق بعض العناصر على اللوحات الفنية، بالاستعانة بأشخاص مكفوفين، من أجل مناقشة الأفكار وإنضاجها، للخروج بلوحةٍ فنية متكاملة، في ظل أنها ستكون ملموسة.

وتشير سلامة إلى أنها وجدت تعاونا كبيرا من قبل المكفوفين، وقد غمرتهم السعادة بعد شعورهم بأن هناك من يتلمس احتياجاتهم المهمشة في الجانب الفني.

تضمنت لوحات الشابة الفلسطينية على العديد من المضامين، كإبراز الجانب الجمالي والتراث الفلسطيني، وكذلك إظهار المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

124550209_1279098022466627_4463715006516147731_o.jpg
91375051_637739370404001_4092380564890320896_n.jpg
 

أحلامٌ يصدمها الحصار

أحلام الفلسطيني تكبر وتكبر، لكنها كثيراً ما تصطدم في سيرها بحائط الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي لا يفتأ أن يثبط كُل همة، وينتزع كل حلم يقاتل من أجل الوصول للعالم الخارجي.

"تيماء" مثلها كمثل كل مبدعٍ يراودها الرغبة في التطوير والطموح العالي، لكنها تواجه صعوبة في عرض لوحاتها في معارض دولية خارج حدود القطاع، كون لوحاتها تتكون من نحت "الريليف" وألواح من الخشب، عدا عن شح وعدم وجود الكثير من المواد اللازمة لهذا الفن.

ويعاني أهالي قطاع غزة من الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 14 عاماً، ما أثر على كافة مناحي الحياة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية، وزاد من نسب البطالة.

وبلغت نسبة البطالة في قطاع غزة حتى نهاية الربع الثاني الماضي 49 بالمئة بعدد عاطلين عن العمل بلغ 203.2 ألف فرد، بينما بلغت البطالة في الضفة الغربية 14.8 بالمئة بعدد 118.2 ألف فرد.

ولأنهّا حملت على عاتقها أن تهدي المكفوفين اهتماماً فريداً، تتمنى "سلامة" أن يعم هذا الاهتمام في أوساط الكثيرين، ويولوا فئة المكفوفين اهتماماً كبيراً، خاصة وأنّ الكثير منهم أبدع في العديد من المجالات، وأظهر تميزاً واضحاً.

ويعيش الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية واقعًا أليمًا بسبب الظروف التي يعيشها قطاع غزة عامة، وتشكل الإعاقة البصرية 29% من مجموع الإعاقات في قطاع غزة بواقع 13655 شخصًا يعاني إعاقة بصرية.

وبلغ عدد الإناث ذوات الإعاقة البصرية أعلى من عدد الذكور، فبلغ عددهن نحو 7169 امرأة، في حين بلغ عدد الذكور 6486 فقط.

91820181_637739510403987_2966921021044555776_n.jpg
91783938_637739263737345_739963985394139136_n.jpg
91555795_637739433737328_1936039225447153664_n.jpg
91444037_637739570403981_5212317742866104320_n.jpg