تحت وطأة الإجراءات المشددة وفرض حظر التجول يومي الجمعة والسبت في قطاع غزة والضفة الغربية، برزت تساؤلات كثيرة حول الإيجابيات والسلبيات في العادات والسلوكيات النفسية والاجتماعية في ظل الجائحة التي غيرت وجه العالم.

وتأتي خطوة فرض حظر التجول يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع محاولة للحد من تصاعد منحنى انتشار فايروس كورونا في الأراضي الفلسطينية.

قمع كورونا

مدير الطب الوقائي مجدي ظهير، قال إن النتائج الصحية للإغلاق لن تظهر خلال الفترة الحالية، بل على الأقل نحتاج إلى أسبوع والحالات التي تظهر هذه الأيام هي التي أصيبت من أسبوع سابق، وذلك لأن حضانة الفايروس 5 أيام تقريباً.

وأوضح ظهير في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الفائدة المرجوة من قرار الإغلاق ليومين من كل أسبوع هو تخفيف انتشار الوباء إلى أقصى حد، من خلال التقليل من المخالطة بين المواطنين.

وأشار إلى أن هذه الخطوة هي ضمن خطوات سيتم من خلالها متابعة المنحنى الوبائي، "ونأمل أن يكون هناك سيطرة على الوباء"، حتى لا نضطر لإجراءات أخرى أكثر صرامة في قطاع غزة.

 ولفت إلى أن الوضع الصحي في قطاع غزة خطير جداً، "حيث أن ما يقارب 174 حالة مصابة بكورونا في العناية المركزة ما بين خطيرة وحرجة".

وناشد ظهير المواطنين بمزيد من إجراءات الالتزام، ولبس الكمامة والتباعد الاجتماعي حتى نتجاوز هذه الأزمة بسلام.

تعزيز مكانة الأسرة

وتبذل عائلات كثيرة جهدا عظيما لتجاوز هذه المرحلة بأخف الأضرار والحفاظ على السلامة النفسية والجسدية لأفرادها.

وقال أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى درداح الشاعر، إن القرار يسهم في إعادة بناء الأسرة الواحدة داخلياً مما يؤدي إلى استعادة كثير من القيم والروابط النفسية والأسرية والشعور بالأمان والتعاون والمرح.

وأضاف الشاعر في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن قرار الإغلاق فرصة لإنجاز الأعمال المنزلية التي كانت مؤجلة بحجة ضيق الوقت وإجراء بعض التفاهمات مع الأسرة خلال اليومين".

ونصح الأهالي بتثقيف أبنائهم بخطورة الفايروس وتوعيتهم، وتطوير بعض قدرات الأطفال باللعب والأنشطة الرياضية والترفيهية ومشاركتهم هذه الأنشطة.

ودعا الشاعر العائلة للاستماع لأطفالهم وإفساح المجال لـ"الحوار النشط" معهم وأخذ تساؤلاتهم على محمل الجد والإجابة عليها بشكل مفهوم يحترم قدراتهم.

وحذر من خطوة إدمان الأطفال على الأجهزة الرقمية، مشدداً على دور الأهل في ترسيخ مفاهيم سليمة وعادات صحيحة لاستخدامها بشكل مدروس وممنهج، خاصة في التعليم الإلكتروني.

ونصح جميع الأسر بجدولة أعمالها اليومية خلال هذه الفترة بما يعود بالنفع عليهم.