رغم الآثار السلبية العديدة التي تركها "كورونا" على الكثير من القطاعات الصحية والاقتصادية والتعليمية، ورغم الظلال القاتمة التي رسمها الوباء، غير أنه زاد من نشاط قطاعات أخرى، على قاعدة "مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ.
"الأدوية" واحد من القطاعات التي انتعشت بسبب "كورونا"، فارتفعت مبيعات أدوية بعينها وزاد الطلب عليها مع وصول أعداد المصابين بالفايروس لأرقام قياسية، تجاوزت حد الألف إصابة يومياً في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يقول الصيدلاني بشار هاشم من مدينة نابلس إن انتشار كورونا أدى لزيادة الطلب على أصناف أدوية محددة، أهمها المكملات الغذائية كالزنك وفيتامين C وD، هذه الأدوية تخفف قليلاً من أعراض المرض وتعزز مناعة الجسم بنسبة تصل لـ30%"
ويوضح أن الطلب ارتفع الطلب على المسكنات كالبنادول التي تخفف من أوجاع الجسم بشكل عام والرأس على وجه التحديد، بالإضافة لزيادة الطلب على بعض المضادات الحيوية التي تساعد بالتصدي للالتهابات التي تسببها كورونا، خاصة في الرئتين.
زيادة 60%
ويبين لـ"وكالة سند للأنباء" أن زيادة الطلب على هذه الأصناف ارتفع بنسبة فاقت الـ 60% أكثر مما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
وحول اشتراط وجود "روشيتا" من طبيب مختص قبل صرف هذه الأدوية، يشير هاشم إلى أن غالبية هذه الأدوية لا تحتاج لوصفة طبية قبل صرفها للمرضى، وهي تباع في بعض الدول الأوروبية وحتى في إسرائيل في السوبرماركت وليس في الصيدليات فقط.
ويلفت إلى أنه لا يوجد لهذه الأدوية أية أضرار جانبية، فالفيتامينات على سبيل المثال، الزائد منها يخرج من الجسم مع البول.
ويضيف: "لكن على المرضى الذين لديهم مشاكل في المعدة أو المصابين بالسكري، أن يكونوا حذرين عند أخذ الفيتامينات، لأن بعضها يُؤذي المعدة والبعض الآخر يرفع نسبة السكري في الدم".
ورغم زيادة الطلب على هذه الأصناف من الأدوية، غير أن بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن تناول الفيتامينات بشكل عشوائي يشكل خطورة على المرضى المصابين بـ"كورونا" ولا يسرع عملية الشفاء.
وحذرت الدراسات مرضى الجهاز الهضمي من تناول هذه الفيتامينات دون مراجعة طبيب مختص.
ويشدد هاشم على أن هذه الأدوية لا تعالج مرضى كورونا بشكل كامل، وإنما تخفف من أعراضه الجانبية.
ويضيف: "هناك الكثير من المواطنين متأكدين من إصابتهم، لكنهم لا يفضلون التوجه لمراكز الفحص خوفاً من نشر أسمائهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يتوجهون للصيدليات ويأخذون العلاجات اللازمة بشكل سري".
تسابق على الانتاج
وفي السياق ذاته، يؤكد ثائر هواش صاحب أحد مستودعات الأدوية في نابلس، وجود طلب متزايد من الصيدليات والمراكز الصحية والمستشفيات الخاصة والحكومية على بعض أصناف الأدوية بسبب "كورونا".
ويبين هواش لـ"وكالة سند للأنباء" أن الطلب على الفيتامينات والمضادات الحيوية تضاعف 5 مرات أكثر من السابق.
ويوضح أن الطلب المتزايد على هذه الأصناف مثل" أزيكير500" و"الزنك" "وزتروفين" وفيتامين E وC أدى لانقطاعها من الموردين الذين يستوردونها من الخارج، الأمر الذي دفع شركات الأدوية المحلية للتسابق على إنتاجها.
ثبات في الأسعار
ويؤكد هواش أن جودة الأدوية المحلية لا تقل عن نظيرتها المستوردة، فبعض هذه الشركات حاصلة على شهادة الجودة العالمية، وتُصدّر منتجاتها للكثير من الدول العربية وحتى الأجنبية.
ونفى هواش استغلال هذه الشركات والموردين لزيادة الطلب على هذه الأصناف، وأن الأسعار لا تزال على حالها منذ ما قبل الجائحة.
وتعمل في المناطق الفلسطينية عددٌ من شركات الأدوية، أربعة منها مدرجة في بورصة فلسطين هي: بيت جالا لصناعة الأدوية في بيت لحم، بيرزيت للأدوية، القدس للمستحضرات الطبية، دار الشفاء لصناعة الأدوية، والثلاثة في مدينة رام الله.
وتغطي هذه شركات الأدوية المحلية ما بين 50 إلى60 % من حاجة السوق الفلسطيني، فيما يتم استيراد 20 % من إسرائيل وما تبقى من دول العالم.ش