ممتطيًا صهوة جواده، حاملاً رمحه، يحاول الشاب محمد أبو مساعد إحياء ثقافة مندثرة، ورياضة ضاربة جذورها في التاريخ، ليضع للرماية عن ظهر الخيل موطئ قدم في قطاع غزة.
بإمكانيات فردية بسيطة، استطاع أبو مساعد (40 عاماً)، تأسيس أول فريق للرماية عن ظهر الخيل وسط قطاع غزة، والذي يضم حالياً 6 أشخاص.
وقال أبو مساعد في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "إن هذه الرياضة مهمشة وبدأت مؤخراً تلقى صداها في البلدان العربية، منها: السعودية وقطر، والأردن، ونتمنى أن تجد هذه الرياضة صداها في قطاع غزة، خاصة أن قطاع غزة يزهر بالكثير من الفرسان والأبطال".
وكانت الرماية تستخدم تقريباً من كل المجتمعات على الأرض، حيث عثر في إفريقيا على رؤوس سهام حجرية يزيد عمرها عن 50000 عام، ورسوم جدارية صخرية تمثل رامياً في مصر حوالي 7500 قبل الميلاد.
رياضة نبوية
ويطمح أبو مساعد، بإعادة نشر هذه الرياضة النبوية في المجتمع، وتدريب الشبان على ممارستها، مشيراً أنه توجه للعديد من المؤسسات الرياضية والتراثية والجهات الرسمية لإيجاد بيئة حاضنة، وصولاً بعد ذلك للمشاركة في مسابقات دولية.
وأشار إلى أنه حصل على دورة تدريبية في أندونيسيا للرماية عن ظهر الخيل قبل أعوام.
وبين أبو مساعد أن الرماية على ظهر الخيل أكثر تعقيدا من الرماية العادية، حيث تتطلب من الفارس أن يتحكم بصهوة جواده وفي ذات الوقت وأن يكون تركيزه على الهدف، وتركيب السهم بالقوس، لأن إصابة الهدف تكون 3 مرات كل 10 ثواني؛ لذلك تحتاج لجهد وتدريب مكثف.
تصنيع محلي
وأشار إلى أن الأقواس المستخدمة في رياضة الرمي، هي من صنعه معتمداً على مهارته الفردية، وصقل بعضها عبر الانترنت عبر الخبراء المسلمين شرق آسيا، وبعض أنحاء العالم.
ويقول الشاب أبو مساعد، إن البداية كانت عبارة عن تجارب بدائية، حيث واجه العديد من الصعوبات لعدم وجود أي مراجع أبو مخطوطات عربية في هذا المجال.
ويضيف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "في ظل رحلة البحث لم أجد في فلسطين قوسا واحدا، وهو ما دفعني لهذه الهواية وإنتاج الأقواس، لا سيما أنها رياضة نبوية، وتراث إسلامي يجب الحفاظ عليه".
ويتابع "طبيعة الحياة التي أعيشها، وحبي للصيد منذ الطفولة، كانت أحد العوامل أيضاً التي دفعتني لهذه الرياضة وإنتاج أدواتها، حيث استمر قرابة 3 أعوام وهو يحاول إنتاج قوس ناجح تخللها اتلاف مقتنيات منزلية عديدة ومواد خام".