بحركات وقفزات هوائية مثيرة وممتعة عبر عجلات صغيرة، تستقطب رياضة "السكيت بورد" الشبان والفتية في قطاع غزة الشباب؛ في محاولة منهم لكسر سياسة القهر والتضييق المفروضة عليهم بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر 17 عامًا، وإعلاء إرادة الحياة لديهم.

وتعتمد رياضة "السكيت بورد" الترفيهية، على استخدام لوح التزلج، الذي يعتبره البعض وسيلة تنقل أحياناً، وهي من الرياضات الحديثة نسبياً، ولاقت رواجًا كبيرًا في غزة مؤخرًا.

إقبال متزايد..

الشاب الرياضي رجب الريفي (27 عاماً) من مدينة غزة، شكّل أول فريق رياضي لتعليم رياضة "السكيت" في القطاع، بعد أن كان يمارس هذه الرياضة منفردًا كهواية.

وعن بداياته مع "السكيت" يحدثنا "الريفي": "بدأت عام 2008 بممارسة هذه الرياضية، بإمكانيات بسيطة وأدوات متواضعة، حيث كانت في البداية هواية شخصية حتى أصبحت اليوم من أفضل الأشياء التي أمارسها في حياتي؛ لتفريغ الطاقة السلبية لدي".

ويُشير في حديثه مع  "وكالة سند للأنباء" إلى وجود هناك إقبال متزايد من الشباب، حيث بدأ الفريق بثمانية أشخاص ولكن اليوم يوجد 80 لاعبًا من جميع محافظات قطاع غزة.

ويلفت اللاعب إلى أن فريقًا إيطاليًا عمل على تجهيز أماكن مخصصة للعب "السكيت"، وأصبح هناك حالة من الإقبال التدريجي من الأهالي ورغبة في تسجيل أبنائهم لإتقان هذه الرياضة الممتعة.

وتتراوح أعمار الفريق الذي شكله "الريفي" ما بين 5- 16 سنة، مشيرًا إلى أنه يخصص لهم أوقاتًا ما بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، كما درّب فتيات تتراوح أعمارهن بين 3 إلى 15 سنة، ويخصص لهن أوقات الصباح.

وتساعد "السكيت" اللاعب على بناء جسد رياضي، وتزيد من قوة وسلامة القلب، إضافة إلى قدرتها على تحسين المزاج العام لدى اللاعبين، تبعًا لضيفنا.

مهارة فردية..

ولقلة المدربين والمتخصصين في رياضة "السكيت" في قطاع غزة، عكف "الريفي" على تطوير موهبته عن طريق الانترنت، مشيرًا إلى عدم توفر زلاجات أصلية في القطاع، حيث تعتبر من الرياضات المحجوبة بسبب الحصار.

ويوضح أنّ "هذه الرياضة تتطلب مهارة عالية لممارستها، ويجب على من يمارسها أن تكون لديه قدرة على حفظ توازنه مع تركيز عالي لتفادي وقوع حوادث على الطرقات".

وإلى جانب المتعة في ممارستها، تحمل رياضة "السكيت" مخاطر عدة وفق "ضيف سند"، مضيفًا أن اللاعب معرّض للإصابة بالكسور والجروح، إضافة لحوادث السير التي تجعل بعض الأهالي يرفضون هذه الرياضة بشدة، ويمنعون أبناءهم من ممارستها خوفاً عليهم.

وينصح "الريفي" المتدربين بالسير ببطء في البداية؛ للحصول على اللياقة البدنية وتجنب حدوث الإصابات، والالتزام بإرشادات المدربين، حتى يصلوا إلى درجة من الإتقان في ممارسة هذه الرياضة الفريدة.

ويعرب الريفي، عن طموحه للمشاركة في بطولاتٍ محلية ودولية؛ ليتمكن من تمثيل قطاع غزة وإبراز المواهب الدفينة التي تخرج من الواقع الصعب، مطالباً الجهات الرسمية بأن يكون لهم اعتراف وحاضنة لهذه الرياضة.