بمجهود فردي، وبإمكانيات بسيطة، نجحت المعلمة ختام أبو عوض بتحويل بيتها لروضة إلكترونية مجانية في محاولة منها لتعليم الأطفال كأحد الحلول البديلة عن توقف رياض الأطفال في ظل تفشي فايروس كورونا.
تقوم فكرة المبادرة على إيجاد بديل عن التعلم الوجاهي لرياض الأطفال، عبر التعلم الإلكتروني خلال الصفوف الافتراضية عبر الإنترنت، فتقوم صاحبة المبادرة المعلمة على تقسيم الطلاب إلى مجموعات داخل الصفوف ويضم كل صف قرابة الـ50 طالبا، يتجمعون يشاركون التعلم من خلال برنامج الـزوم.
وقالت أبو عوض في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، إن المبادرة التي انطلقت منذ شهر سبتمبر من العام الحالي، تضم حالياً 300 طفل من قطاع غزة، و40 طفلاً من خارج القطاع".
وأشارت إلى "أنها تعمل في مجال رياض الأطفال منذ 10 أعوام، وحاصلة على 55 دورة تدريبية في هذ المجال".
ولفتت أبو عوض، إلى أن أمهات من عدة دول عربية تتواصل معها كمصر، تونس والجزائر وحتى الفلسطينيين الذين يعيشون بالشتات في أوروبا ليطلبوا منها أن تتولى ضم أبنائهن لإحدى صفوفها الافتراضية خلال فترة جائحة كورونا.
أحباب من كل مكان
ويبدو أن للاسم الذي اختارتهم المربية ختام عشوائياً، كان اسماً على مسمى والتي كانت تهدف ألا يقتصر انتساب الأطفال للروضة الإلكترونية فقط من مخيمها النصيرات، وإنما لتشمل محافظات القطاع كافة.
وتضيف ختام "أنها تعمل وفق خطط منهجية أسبوعية، وأتمت بنجاح الفصل الدراسي الأول، لافتةً أن تعليم أولئك الأطفال كان يبدأ بالتدرج من الخطوط للحروف حتى يستطيع الطفل تعلم بدايات القراءة كما أنها استخدمت طرقا متعددة للشرح بقرطاسية اشترتها على نفقتها الخاصة".
أساليب متنوعة
وإلى جانب المنهج الدراسي، لا تغفل ختام عن إضافة أساليب متنوعة كجلسات تنشيطية للأطفال مع أخصائيين تربية من مختلف الدول العربية، وبعض الدول الأجنبية كهولندا الذين تواصلوا معها للمشاركة في المبادرة مما كان له آثر جيد في تعزيز صحة الأطفال النفسية خلال كورونا.
وأوضحت، أنها تستقبل واجبات الطلاب وأنشطتهم بشكل يومي وتعمل على تحفيزهم يومياً ما يعرف بـ"التحفيز الصوتي"، الذي وصفته بالإيجابي جداً والذي دفع ببعض الطلاب لإرسال خمس واجبات يومياً".
ولفتت إلى أن هناك حكواتيا في يوم محدد من كل أسبوع، إضافة إلى أنها تواصلت مع طلابها في قطاع غزة وأخذت عناوين منزلهم وأوصلت لهم ألعاب ليستمر تفاعلهم ويشجعوا غيرهم على التعلم.
كما عملت ختام على تصميم شهادات تقدير في نهاية كل فصل، وتسليمها للطلاب داخل وخارج فلسطين على أمل أن تنال تلك الروضة الإلكترونية اعتراف كأي رياض أطفال مسجلة رسمياً.
وأشارت، إلى أنها تهتم بأمهات الأطفال أيضاً من خلال التنسيق مع أخصائية لتستقبل تساؤلاتهن في كيفية تعاملهن مع أطفالهن خلال المرحلة الحالية وإيجاد حلول لبعض المشكلات التي يتعرضون لها مع عرض تجارب مختلفة كي تستفيد جميع الأمهات الحاضرات خلال جلسة الزوم.
طموحات
وعبرت عن فخرها بالمبادرة، معربة عن حاجتها إلى من يساعدها في مبادرتها المجانية ومتابعة المجموعات والأطفال الذين يتزايدون يومًا بعد يوم".
وتطمح ختام، بدعم المهتمين بمجال الأطفال من مؤسسات أهلية ودولية بالأدوات اللازمة في العملية التعليمية، لتصبح منصة دولية مجانية لتعليم الأطفال في مرحلة رياض الأطفال إلكترونيًّا.