قال وزير شؤون القدس فادي الهدمي إن قضية الشيخ جراح وصلت إلى وضع مفصلي وخطير بات يستدعي التدخل العاجل من المجتمع الدولي لمنع عودة الأمور إلى المربع الأول.
وأشار "الهدمي" إلى أن حكومة الاحتلال تحاول إظهار الأمر وكأنه "خلاف على عقارات" في حين أن ما يجري في الشيخ جراح هي قضية سياسية بامتياز.
وأوضح أنه كان على الحكومة الإسرائيلية أن توقف عمليات التهجير القسري من الشيخ جراح إلا أنها تعيدها مجددًا إلى ما تسمى محكمة الاحتلال العليا.
وقال "الهدمي" إن محكمة الاحتلال ستبدأ غدٍ الاثنين النظر مجددًا في منح المحكمة المركزية الإسرائيلية الضوء الأخضر لإخلاء عائلات الكرد، القاسمي، الجاعوني وسكافي.
ويأتي ذلك بعدما أرجأت قبل أيام قرارات إخلاء عائلات الدجاني وحماد والداهودي.
وذكر "الهدمي" أن حكومة الاحتلال تُظهر الأمر وكأن ما يجري هو صراع قضائي على عقارات لن تنطلي على أحد؛ فالعالم أجمع بات يعلم أن القضية السياسية وأن ما يجري هي محاولة إحلال مستوطنين مكان أصحاب الأرض الأصليين.
وشدد على محاكم الاحتلال ليست سوى أداة تنفيذية تعمل لصالح الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين.
وقال "الهدمي" إن إعادة القضية إلى المحاكم تأتي في سياق المماطلة والتسويف في محاولة لامتصاص رد الفعل المحلي والدولي الرافض لمخططات التهجير العرقي في الشيخ جراح.
وأكد أن "هذه المحاولات ستبوأ بالفشل إزاء إصرار السكان على التمسك بعقاراتهم التي يقيمون فيها منذ العام 1956 وحالة الالتفاف الشعبي حولهم في دعم قضيتهم العادلة".
ودعا المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أن تظهر حسما في رفض مخططات التهجير.
ونوه "الهدمي" إلى أنه في حين تمكن السكان من تقديم وثائق أردنية وعثمانية ومن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تدعم ملكيتهم لعقاراتهم إلا أن محاكم الاحتلال لا تزال تنحاز إلى المستوطنين.
وقال: "تأكيد هذه الوثائق زيف مزاعم جماعات المستوطنين يضع علامات سؤال كبيرة على قرارات المحاكم الإسرائيلية المجحفة بحق السكان الفلسطينيين".
وأضاف: "نحن لا نراهن ولا نعول على المحاكم الإسرائيلية ونعتقد جازمين إنه فقط التدخل الدولي الحازم والحاسم يمكنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن قرارات التهجير القسري".
وتابع الهدمي: "إن أي قرار بإخلاء عائلات من مساكنها سيكون من شأنه إعادة الأمور إلى المربع الأول وينسف كل الجهود الدولية التي بذلت في الأشهر الماضية".
وشدد وزير شؤون القدس على أنه آن الأوان لسكان الشيخ جراح الذين عانوا على مدى عدة عقود ماضية نتيجة الاضطهاد من قبل المستوطنين أن يعيشوا بأمان في منازلهم.
وقال: "منذ العام 1972 عانت العائلات الفلسطينية بالشيخ جراح يوميا من مخاوف التهجير وقد آن الأوان لوضع حد لهذه المأساة عبر الإقرار بحق العائلات بمنازلها ووقف محاولات طردها لإحلال عائلات مستوطنين مكانها".
وأشار "الهدمي" إلى أن حكومة الاحتلال تحاول إشغال المواطنين المقدسيين عبر سلسلة من المشاريع الاستيطانية في كل أنحاء المدينة.
وأكد وجوب وقف المخطط الاستيطاني في الشيخ جراح.
وشدد "الهدمي" على ضرورة وقف مخططات التهجير المشابهة في حي بطن الهوى في سلوان ومخطط هدم حي البستان في سلوان أيضًا.
