الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

"حمامة المسجد الأقصى".. 40 عاماً "لم تفُتني صلاة"

حجم الخط
القدس.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

شبيهُ الحَمام، يتنقل بخفتها من محراب لآخر، تاركاً أثراً لا يمحيه احتلال، ولا يزيله استعمار، الحاج أمين العباسي البالغ (67 عاماً) من حي راس العامود في بلدة سلوان المقدسية، لم يُثنه صعب، ولم يقف عمره عائقاً أمام مكوثه المستمر في المسجد الأقصى المبارك، 40 عاماً كحمامة تطير فوق قبةٍ ذهبيةٍ ترفرف مع كل تكبيرة تنادي حي على الصلاة.

في رحلة لـ"وكالة سند للأنباء" تنقلت فيها بين محراب ومأذنة، وأحاديث الكِبار، اصطحبنا الحاج "العباسي" لرحلة يتوق الفؤاد أن تتحقق يوماً.

‏‏لقطة الشاشة (876).png

 

"من غير الأقصى ما بعيش"

يحدثنا "العباسي" بلهفة المُحِب، " من غير الأقصى ما بنعيش" ويتابع قوله "لم تفُتني صلاة في الأقصى، وإذا لا يوجد أقصى فالموت هو الأفضل".

في سؤالنا لـ"العباسي" عن يومٍ ترك فيه الصلاة بالأقصى، أجاب بقوله "إذا فاتتني صلاة بموت، وبالكاد كنت أتركه في مناسبة ضرورية، أو في ذهابي لأداء مناسك العمرة في مكة المكرمة".

يعمل "العباسي" كمتطوعٍ في باحات الأقصى، يستقبل المصلين ويخدمهم، يُساعد الحراس، ويُرشد التائهين، يدل على الطريق كخارطة تعرف مسعاها جيداً".

لقَّبه حُراس المسجد بـ "حمامة الأقصى"، لأنه يأتيه كل يوم، ويتواجد في كل مكان، ويطير كالحمام في مساعدة كل مَن يحتاج المساعدة.

"هكذا أبدأ يومي"

يبدأ يوم الحاج "العباسي" باستيقاظه لصلاة الفجر، ليخرج مع العصافير والحمام صباحاً لأداء الصلاة، ثم يعود لبيته يتناول إفطاره، وينطلق مجدداً إلى باحات الأقصى لتأدية سنة الضحى، ومرة أخرى يرجع لبيته ينتظر صلاة الظهر، ثم ينطلق إلى "الأقصى" يُصلي فيه إلى العشاء".

هكذا يمضي الحاج أمين أوقاته، ما بين صلاة وصيام يتنقل بهما في ربوع مسجدٍ مبارك، يلتمس فيه أجراً ورفعةً.

يُحدثنا ضيفنا عن مواقفه مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتطاول ليل نهار، لكنه لا يصل لمبتغاه بمنع أهالي المسجد من المجيء إليه.

يضيف "العباسي" في إحدى أيام الصيام، وفي قدومه إلى الأقصى مع رفاقه الرجال استعداداً للإفطار من الصيام، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحاجَ من دخول المسجد، واعتدت عليه لفظياً دون احترام لسِن أو مكانة.

"قمع الاحتلال"

"لقد أنجاني الله من رصاصة مطاطية كادت أن تودي برأسي"، يتابع ضيفنا كلامه بهذه الجملة، وقد تعرض مع حُراس وشباب الأقصى لحصار للمسجد، وإطلاق للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي.

لكن هذا الاعتداء لم يقف عائقاً أمام "العباسي" بل اعتبرها فرصةً لطمأنة المتواجدين، وحث الأطفال بالمكان على المجيء إلى المسجد وحفظ القرآن وتلاوته.

يبين "العباسي لـ"سند" أن ممارسات الاحتلال القائمة في أحياء مدينة القدس، تؤثر بالشكل الأول على الشباب والأعمار الصغيرة، وذلك بمنعهم من الدخول إلى باحات المسجد، إلا أن الشيوخ وكبار السن اعتادوا على المجيئ، مضيفاً أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي تعرف وجوههم جيداً.

ورغم ذلك، تستمر شرطة الاحتلال الإسرائيلي بالقمع المستمر دون تفرقة بين كبير وصغير،وبين رجلٍ وامرأة.

وبعيون دامعةٍ أثناء حديثه، يطالب ضيفنا سُكان البلدة القديمة في القدس، بالتوجه الدائم للمسجد الأقصى؛ حفاظاً عليه ولأداء الصلوات فيه، وكما ذكر ضيفنا "الأقصى لازم يظل عامر"، فهو حقٌ خالص للمسلمين، ووجب على الفلسطينيين حمايته والدفاع عنه.

‏‏لقطة الشاشة (873).png