منذ نعومة أظافره لا يزال الشاب فضل نبهان يمارس هوايته في تربية الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة، ويروضها في منزله الصغير المسقوف من الصفيح والاسبست في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ويعتبر الشاب نبهان (24 عاماً)، هذه الحيوانات والزواحف والطيور أحد أفراد عائلته لحبه الشديد لها منذ بدء ممارسة تربيته على مدار 14 عاماً.
وقال نبهان في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إنه بدأ هوايته في جمع الطيور والحيوانات عندما كان يرتاد الأسواق ويبيع الحيوانات حينها صادف صقر "الباشق"، ليبدأ حياة جديدة وعالم آخر.
ولا يتوقف الشاب نبهان عند هذا الحد، بل يتجول في أنحاء الطبيعة بشكل شبه يومي باحثاً عن أنواع حيوانات جديدة لاقتنائها حيث يمتلك في منزله ثعابين، وسلاحف، وصقور، وثعالب، وهمستر، وبوم، وسحالي، وحرباء، وغيرها.
تطوير للمهارة
ويسعى نبهان لتطوير مهارته في تربية الحيوانات بشكل مستمر، عبر البحث في عالم الانترنت مستفيداً من التجارب السابقة لمواكبة كل ما هو جديد في عالم الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة.
ويقدم الشاب نبهان العديد من ورشات العمل للبلديات والدفاع المدني والمدارس والمزارعين، لتعم الفائدة وتعليمهم كيفية التعامل مع الأفاعي السامة، وأماكن تواجدها والوقاية منها.
ويطمح الشاب نبهان من الجهات المسؤولة تبني مثل هذه المشاريع، ودعمها كوسيلة للحفاظ على هذه الحيوانات من الانقراض خاصة أن هناك أنواع فريدة ولا يوجد في قطاع غزة إلا واحدة منها أو اثنتين.
كما يطمح نبهان بدعمه لإنشاء محمية طبيعية لتكون مزاراً لعامة الجمهور في سبيل التعرف على الأنواع والحيوانات المختلفة، واستقطاب كذلك الرحل المدرسية، والسفر للخارج وزيارة المحميات الطبيعية للتعرف على أنواع جديدة من الحيوانات.
عالم التحنيط
حبه الشديد لهذه الحيوانات وتعلقه بها، دفعه للتمكن ودراسة عالم التحنيط بأنواعه المختلفة، وذلك تخليداً منه لوفاة أي طائر وحيوان يعز عليه.
وقال نبهان "وجدت نفسي في ظل موت الحيوانات العزيزة علي أمام خيارين، إما خسارة الحيوان وانقراضه، أو التفكير بطريقة ما تسد الفراغ وتعويض مما دفعني لتحنيطها ووضعها هياكل داخل أقفاصها بالحديقة".
الصعوبات
وقال نبهان، إن أبرز الصعوبات التي تواجهه هي عدم توفر الأدوات اللازمة في قطاع غزة التي تمكنه من التعامل مع هذه الحيوانات المفترسة، والتي اضطر إلى استعمال أدوات بدائية وأغلبها هو من يقوم بصنعها.
وأشار إلى العائق المادي المتمثل في توفير الطعام الخاص لهذه الحيوانات مما يدفعه لأن يصرف عليها من عمله الشخصي، وكذلك عدم توفر المكان المناسب لتربية عدد أكبر من هذه الحيوانات.