الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

خطتا أيالون و شارون تشكلان حجر الأساس لضم الضفة

حجم الخط
خطتا أيالون و شارون تشكلان حجر الأساس لضم الضفة
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

خطط تتعاقب من عام لعام، وأهداف لم تتوقف لاستمرار الزحف الاستيطاني الرامي لابتلاع الأرض الفلسطينية.. مؤامرات إسرائيلية تندرج تحت إقامة وطن قومي لليهود، خطط لم تتوقف رغم اتفاق أوسلو وأمواج التطبيع مع دول عربية في الأعوام الأخيرة.

عقب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ظهرت ثمانية خطط ومشاريع استيطانية رئيسية وهي: "إيالون" و"نجوم شارون" و"فوخمان" و"غاليلي" و"الطريق الثالث" و"نتنياهو إيالون بلس" و"الخطوط الحمراء" و"دروبليس".

لكن أشهرها التي كانت كمصيدة تبتلع الأراضي الفلسطينية، وتجسدت واقعاً، هي خطتي "إيالون" نسبة لإيغال إيالون وزير خارجية الاحتلال و"نجوم اريئيل شارون السبعة".

وفي كتاب "مصيدة 67" الذي حصلت "وكالة سند للأنباء" على نسخة منه، يشرح كاتبه "ميخا جودمان" تفاصيل الرؤية الأمنية الإسرائيلية ومنظومتها في العلاقة مع الفلسطينيين، عقب حرب يونيو/حزيران 1967 والتي قسمت الضفة الغربية لقسمين لكل واحد خصوصية.

وحسب "جودمان" يشمل التقسيم مناطق يقطنها عدد قليل من السكان لكنها حيوية مهمة للاحتلال، فيما كان التقسيم الثاني مغايراً للأول تماماً، وبناءً عليه سيكون للفلسطينيين الخيار الثاني فقط، وستنهي به إسرائيل الاحتلال دون تعريض أمنها للخطر".

"خطة إيغال أيالون"

وجد هذا المبدأ عدة أطروحات ويعتبر وزير خارجية الاحتلال آنذاك ٱيغال أيالون أول مَن تبناه، حيث يعتمد هذ المبدأ على عدم الانسحاب من غور الأردن، بينما تُسلم المناطق التي لا يتواجد فيها الجيش للفلسطينيين منزوعة السلاح، ويشرف الاحتلال على ضمان عدم التسلح، وتقع المنطقة ما بين الغور شرقاً إلى الخط الأخضر غرباً.

وعقب ثورات الربيع العربي يرى الكاتب "جودمان" ازدياداً في الأهمية الأمنية لـ"الغور"؛ خشية انهيار اتفاقيات السلام ما يخلق الحاجة للتواجد الأمني والعسكري.

"مفاصل الخطة"

يصف الكاتب أيمن أبو جبل في دراسة له محددات الخطة، والتي حددها "ٱيغال" بمنطقة الغور من النهر وحتى المنحدرات الشرقية لجبال نابلس وجنين الباقية تحت السيادة، وكذلك منطقة القدس وضواحيها ومنطقة الخليل، في حين تُعاد بقية الأرض للأردن مع إقامة معبر مع المملكة عبر لسان من ضواحي أريحا.

لكن رد الملك الأردني السابق حسين بن طلال جاء رافضاً، في الوقت الذي دأب فيه حزب العمل على إدراجها ضمن رؤيته السياسية لحل الصراع.

"استنساخ مبرمج"

أما عن "صفقة القرن"، اعتقد الناشط في الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان سهيل السلمان أن "الصفقة" لا تتعدى كونها استنساخ مبرمج لخطة "أيالون"، مؤكداً أن المشاريع التي طُرحت بإنشاء 11 سكة حديدية تخترق عمق الضفة واتجاهاتها ليست بريئة.

كما يرى "السلمان" أن إخراج مناطق صنفت "C" في اتفاق أوسلو بهيئتها وتوصيفها لم تكن من فراغ، بل جسدت خطة "أيالون" وشروحاتها.

ونشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريراً موسعاً للكاتب والصحفي الإسرائيلي يهودا شاؤول قالت فيه إن "صفقة القرن سرقها ترامب من خطة أيالون قبل 40عاما "، وتكون بذلك الحجر الأساس لضم الضفة وتهويدها.

"سعار الاستيطان"

انتقالاً إلى المستوطنين الذين تضاعف عددهم بالضفة أضعاف ما قبل أوسلو، رصدت التقديرات المعلنة 750 ألف مستوطن، إلا أن تقديرات الحملة الشعبية والناشط "سلمان" تصل زهاء مليون مستوطن.

ويضيف "السلمان" في حديث لـ"وكالة سند للأنباء"، أن معظم خطة "أيالون" رأت النور كالسلسلة التي تبدأ من "أورانيت غرباً، مروراً ببركان وحدائق أريئيل وتفوح وحاجز زعترة ومعاليه افرايم، وأجزاء من مستوطنات الأغوار حتى نهر الأردن"، وهي تعزل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها، وكذلك الحال بمنطقة وسط الضفة وجنوبه، كما أن عزل أريحا يعتبر الشاهد الحي على ذلك.

ويشدد "السلمان" على أن إقامة سلاسل المستوطنات وبؤرها في عمق الضفة، يمزق النسيج الاجتماعي الفلسطيني ويمنع تواصلهم، فيما تقسم المستوطنات الضفة تقسيمات عرضية لتصبح تجمعات منفصلة، فتنتعش المستوطنات وتستحوذ على المساحات الكبرى وتسيطر على المدن والقرى.

"ابتلاع 50% من الضفة"

كوحش أبى إلا الالتهام، لم يكتفِ بالقليل إنما التهم النصف ليصطاد كل ما يراه أمامه، وهنا خلصت دراسة هامة نفذها "معهد أريج"، أن سلسلة المستوطنات التي بنيت وفق خطة "أيالون" لتغطية معظم الأغوار، وتلك المحيطة بالجزء الشرقي من القدس وتجمع غوش عتصيون تبسط سيطرتها على ما نسبته 50% من أراضي الضفة.

وتبلغ مساحة الأغوار 15% من مساحة الضفة، والتي تمتد من أريحا إلى طوباس بطول 96كم، ومن شواطئ البحر الميت شرقاً حتى منحدرات طوباس الغربية وأريحا بعرض 24كم على ما مساحته 841 كم.

"خطة فوخمان"

في عام 1976 أعلن الأكاديمي الإسرائيلي فوخمان خطة تسمت باسمه، لكنها لم تأخد حقها آنذاك وأُهملت بسبب تراجع وتيرة الهجرة اليهودية، وصودق عليها في التسعينيات بعد أن تبناها وزير الإسكان "شارون" في حينها.

ومع تجدد وتيرة موجات الهجرة، وتقرير بناء ١٢ مستوطنة في منطقة المثلث، أعيد إطلاق الخطة، أما عن منطقة "المثلث" فقد كان عدد سكانه ربع مليون عربي فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية؛ "لتشجيع الإسرائيلي على السكن والتأثير على الميزان الديمغرافي لصالح اليهود.

وشملت خطة "ترامب" التخلص من ١٢ تجمعاً فلسطينياً ضمن منطقة "المثلث" وضمها للدولة الفلسطينية المستقبلية، وهي أم الفحم، عرعرة، باقة الغربية، كفر قرع، قلنسوة، الطيرة، الطيبة، كفر برا، جلجولية، ويُتوقع أن يرتفع عدد سكانها لنصف مليون فلسطيني يسكنون على 170 ألف دونم.

"ماذا قال شارون؟"

"بغض النظر عن التسوية التي قد تُبرم مع الفلسطينيين، سأخلق من خلال خطتي أمراً واقعاً لا رجعة عنه، مستوطنات الضفة وداخل إسرائيل مربوطةٌ برباط وثيق لا يمكن عزلها عن بعضها"، هذا ما قاله "شارون".

ويؤكد الناشط "السلمان" أن "نجوم شارون" تضع وجوداً يهودي مكثف على طول الخط الأخضر، ومحو الحدود وإفساح المجال لضم أجزاء من الضفة، كذلك حسم الموضوع الديمغرافي في المثلث والنقب والجليل؛ لتوطين 500 ألف يهودي من "الحريديم" ومواجهة التكاثر الطبيعي للعرب.

ويعتقد الباحث في الاستيطان محمد عودة لـ"وكالة سند"، أن خطة "شارون" تهدف لخلق منطقة مدنية بين تل أبيب ومستوطنات منطقة اريئيل، بهدف التواصل السكاني اليهودي من الساحل لقلب الضفة.

ويوضح "عودة" أن الخطة مدعومة بشبكة مواصلات حديثة كرافعة للخطة، ومنها شارع عابر إسرائيل المحاذي للخط الأخضر الممتد من الخالصة شمالاً، حتى بئر السبع جنوباً، وهو جزء لا يتجزأ لصنعِ وضعٍ لا يمكن بعده تحديد الخط الفاصل بين إسرائيل والضفة.

ويرى "عودة" أن الفلسفة الاستيطانية تعتمد على قاعدة كل قِدم يتبعه علم، وهي رافعة نفسية وتحفيزية للمستوطنين الذين يرون في منطقة سلفيت خاصرة تل أبيب الضعيفة أمنياً واستراتيجياً، ويرونها رصيد مياه تعتمد تل أبيب وضواحيها على ما نسبته ٨٥٪ من مياهها من جبال نابلس الغربية.

ويتركز الاستيطان في سلفيت بواقع ٢٥مستوطنة، يقابلها ١٩تجمعا فلسطينيا.

وفي هذا الوقت قد تختلف المسميات، لكن الهدف واحد، يرمي للاستحواذ على أكبر قدرٍ ممكن من القرى والمدن والأراضي الفلسطينية، لبسط نفوذ الاحتلال وسيطرته الكاملة على فلسطين.