اكتشف علماء أحياء أمريكيون وجود جين لدى الفئران والقرود، تحجب إحدى طفراته فيروسات الإيدز وحمى إيبولا وغيرها من الفيروسات القاتلة.

وتشير مجلة Cell إلى أن الجين CHMP3 الذي يلعب دورًا رئيسيًا في العمليات الخلوية الحيوية للحفاظ على سلامة غشاء الخلية، والإشارات بين الخلايا، وانقسام الخلايا، موجود عند الإنسان أيضًا، ولكن في حالته الأصلية.

وأوضحت: "إذا تمكن العلماء من تعديله، سيكون اختراقا هائلا في مكافحة العديد من الأمراض الفيروسية الخطيرة".

واكتشف باحثون من القسم الطبي بجامعة يوتا وجامعة روكفلر في نيويورك، أن للفئران والقرود نسخة معدلة من هذا الجين retroCHMP3 تشفر التغيرات الحاصلة في البروتين المعني، الذي يكبح قدرة الفيروسات على الخروج من الخلية المصابة، وبالتالي يمنع إصابة الخلايا المجاورة.

ويقول الدكتور نيلز إلدي: "كان هذا اكتشافا غير متوقع، ودهشنا عندما رأينا أن تباطؤًا طفيفًا في البيولوجية الخلوية يمنع تكاثر الفيروس".

وقد تمكن الباحثون باستخدام الأدوات الجينية من الحصول على نسخة معدلة من جين CHMP3 البشري، وبعد ذلك أصابوا خلايا بفيروس الإيدز.

واكتشفوا أن الفيروس ينفصل عن الخلية المصابة بصعوبة؛ أي نجحت نسخة الجين المعدلة في منع تكاثر الفيروس، دون تعطيل الإشارات الأيضية أو وظائف الخلايا التي يمكن أن تسبب موتها.

وبيّن إلدي: "اعتقدنا أن فيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية وحمى إيبولا يمكنها استخدام مسار ESCRT دائمًا، لتتكاثر وتصيب خلايا جديدة. ولكن اتضح أن لديهم كعب أخيل أيضا".

واستطرد: "فقد جعل RetroCHMP3 الفيروسات عرضة للخطر. لذلك نأمل في المستقبل، الاستفادة من هذا الاكتشاف واستخدامه في مكافحة الأمراض الفيروسية ".

ويعتقد المؤلفون أنه من وجهة نظر التطور، فإن ظهور مثل هذه المتغيرات الجينية يمثل نوعًا جديدًا من المناعة التي يمكن أن تظهر بسرعة للحماية من تهديدات قصيرة المدى.