الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

لهجة عربية وعمليات تجميل أيضًا..

فشلهم لا يتكرر.. "المستعربون" يد إسرائيل الخفية في الضفة

حجم الخط
المستعربون.jpg
لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

ملثمون بالكوفية الفلسطينية وبلباسٍ عربي ولسانٍ يُتقن اللغة العربية، يتجولون في شوارع الضفة الغربية وفي أماكن مدروسة يستدرجون الفلسطينيين لاعتقالهم أو اغتيالهم خلال دقائق، إنهم القوات الخاصة الإسرائيلية أو ما تُعرف بـ "وحدة المستعربين".

في الآونة الأخيرة تزايدت هجمات "المستعربين" ضد الفلسطينيين في الضفة، مستخدمين مركبات تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، علمًا أن أفراد هذه الوحدة يحملون ملامح عربية، ويُلّمون بأدق التفاصيل الحياتية الخاصة بالشخص المستهدف، وهذا يُساعدهم على تحقيق أهدافهم بخِفة وبأقل الخسائر.

أمجد زامل (51 عامًا) من مدينة نابلس، واحد ممن تعرض للاعتقال على يد قوة "مستعربين" عام 2007، وأُصيب حينها برصاصتين في قدميه.

يستذكر "زامل" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء" لحظة اعتقاله: "كنت ذاهبًا لصلاة المغرب في مسجد مخيم العين القريب من منزلنا، تقدم نحوي أربعة أشخاص بزيّ مدني يحملون ملامح عربية، لم أشك في هويتهم للحظة، إلى أن أشار لي أحدهم لرفع يديّ لكنّ رفضت".

لم يستطع "زامل" الهروب منهم، فحاول أن يُدافع عن نفسه عندما وضع أحدهم القيود في يديه، يقول: "ضربته وأبعدته عني، فأطلق رصاصة على قدمي، وهاجمني آخر برصاصةٍ ثانية فأسقطني أرضًا".

وفور سقوطه على الأرض، امتلأ المكان بعشرات الجنود الإسرائيليين معززين بأسلحتهم، حيث كانوا يختبئون في سيارات مطابقة لسيارات أهل الحيّ، حتى لا يُثيرون شكوك أحد، وفق ما أورده "زامل".

ويُشير إلى أنه حُوّل للعلاج داخل مستشفى إسرائيلي لأربعة أيام، ثم انتقل بعدها لمركز التحقيق، وهناك سأل "زامل" المحقق "لماذا اعتُقلت بهذه الصورة؟" فأجابه الأخير "لدينا معلومات أنك قد تكون مسلحًا لذا لم يتم اعتقالك بالصورة الاعتيادية".

وأمضى "ضيف سند" عاما ونصف في الأسر، قبل أن يطلق سراحه.

الخبير العسكري واصف عريقات يُوضح أن وحدة "المستعربين" هي الأكثر قدرة على تحقيق الأهداف، كونها غير مرئية، وتعيش داخل المجمع الفلسطيني وتتعايش معه.

وأضاف "عريقات" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الوحدة تعتبر نفسها أنها "الأقدر على متابعة وملاحقة الهدف المنشود باللحظة التي تحددها هي".

وجاء في حديثه: "لا يمكن فصل أو تمييز أفراد الوحدة أو معرفتهم بدقة فهي تذوب بالمجتمع، وتكون الأقدر على جمع المعلومات، وتعمل على إبقاء الحدث حيّا عند الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من حيث المتابعة أو الرقابة أو عند التنفيذ".

ويُتابع: "الجنود مرئيون، لكن المستعربين غير مرئيين، بالتالي هم الأقدر على تحقيق الأهداف، وعادة ما تساعد على إنجاح العمليات المحددة لها".

مهمات كثيفة..

الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي عصمت منصور، ذكر أن مختلف وحدات "المستعربين" أصبح لديها أذرعا في كل الأجهزة الأمنية كالشرطة والشاباك وحرس الحدود، ما يدلل على كثافة استخدامها وحيوية دورها.

وقال "منصور" لـ "وكالة سند للأنباء" إن "الهدف من هذه الوحدات التواجد بين الفلسطينيين والتنكر بزيهم ولغتهم من أجل تنفيذ مهمات هجومية أو جمع معلومات أو اعتقال.

لكن استخدام هذه الوحدات يختلف من منطقة لأخرى _تبعًا لمنصور_، فأحيانا تتنكر بزي ولغة وعادات المنطقة المستهدفة وسكانها لتنفيذ مهمات أو اعتقالات أو جمع معلومات، وفي مناطق أخرى لتنفيذ عمليات تجسس أو زرع ألغام أو اغتيالات في بعض الأحيان.

وفي الضفة الغربية استخدم الجيش الإسرائيلي هذه الوحدات في المسيرات على نقاط التماس حيث يحفزون الشبان على التقدم، وإشعال المواجهة، ومن ثم يتم استدراجهم للاعتقال في مكانٍ مدروس، وفي مناطق أخرى دخلت هذه الوحدات ونفذت عمليات تصفية لمقاومين. 

وبدأ ظهور وحدات المستعربين منذ ثلاثينيات القرن الماضي، عن ذلك يُحدثنا "منصور": "استخدم بن غوريون المستعربين للانتشار في القرى الفلسطينية لجمع معلومات عنها وجغرافيتها ومشاكلها العائلية ومواردها ما سهل عملية احتلالها عام 1948م".

تدريب عسكري وتجميل

ولضمان نجاح مهمة أفراد الوحدة، يتم اختيار أشخاص بملامح عربية، عدا عن خضوعهم لعمليات تجميل مستمرة لإخفاء الملامح الأصلية، لذلك هناك وحدة خاصة بالتجميل والتنكر تعمل معهم، وفقًا لـ "منصور".

وإضافة لتعليم اللغة العربية، يتم تعليم أفراد الوحدة الثقافة والعادات الفلسطينية، ليندمجوا بها بسرعة، إضافة للخبرات العسكرية والجسدية والتدريبات الذهنية.

وخلال تنفيذ المهمات الموكلة لـ "مستعربين"، عادة ما توفر لهم حماية غير ظاهرة من الجيش الإسرائيلي إما على الأرض أو من الجو.

الفشل لا يتكرر

ونبّه أن جزءًا كبيرًا من عمل هذه الوحدات غير ظاهر، لذا غالبًا تُحقق ناجحًا في المهمات التي تُنفذها.

هل الفشل وارد لديهم؟ (سألناه)، "صحيح تفشل بمهمات كثيرة، لكن الفشل لديهم لا يتكرر، ولا يستخدمون المنهجية التي فشلت، ويستفيدون من الأخطاء التي وقعوا بها" أجاب "منصور".