الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

القوات الخاصة.. يد الاحتلال الخفية في شوارع الضفة

حجم الخط
وحدات خاصة
نابلس - وكالة سند للأنباء

في وضح النهار وبمركبات تحمل لوحات فلسطينية، تسللت قوة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، مستقلة مركبتين مدنيتين، واعترضتا طريق مركبة أخرى كان يستقلها ثلاثة ممن تقول إسرائيل إنهم "مطلوبون" لديها، وما هي إلا ثوانٍ حتى تمّ إمطارهم بوابل من الرصاص الحي لتتناثر دماؤهم وأشلاؤهم وهم يعانقون أسلحتهم.

حادثة اغتيال الشبان الثلاثة (أدهم مبروكة وأشرف المبسلط ومحمد الدخيل) في التاسع من شباط/ فبراير الماضي، أعادت إلى الأذهان عمليات مشابهة شهدتها مدن الضفة خلال الانتفاضتين وأحداث ماضية، كان البارز فيها استخدام الوحدات الخاصة والمستعربين لتصفية المقاومين الفلسطينيين.

ونفذّت القوات الخاصة الإسرائيلية خلال الشهرين الماضيين عمليات أخرى مشابهة في الضفة، ففي حي "خروبة" بجنين، اعتقلت قوة خاصة إسرائيلية الأسير المحرر أوس محمود عجاوي، وبهاء خالد أبو مرار، بعد أن داهمت منزلي ذويهما.

كما شهدت طولكرم تسللا للقوات الخاصة بمركبات فلسطينية، واعتقلت اثنين من العاملين في أمن وحراسة جامعة خضوري بعد إطلاق النار عليها في وضح النهار وخلال ساعات عملهما.

وخلال شهر رمضان المبارك تسللت قوة خاصة لمدينة جنين، في محاولة لاستهداف شقيق الشهيد رعد خازم منفذ عملية تل أبيب، إلا أنها باءت بالفشل ولم تستطع اعتقاله.

بثّ الرعب

وتعد وحدات المستعربين امتدادًا لعصابات "الهاغانا" الصهيونية، أي لما قبل عام 1948، لكنها اليوم تتبع لشرطة الاحتلال، بحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع.

ويقول "مناع" لـ "وكالة سند للأنباء" إن عمل تلك الوحدات يقوم على التسلل بين صفوف الفلسطينيين، مستخدمة لباسًا وملامح ولهجة عربية لتسهيل مهمتها، مشيرًا إلى أن الهدف منها بالدرجة الأولى هو بث حالة من الخوف والترقب والرعب في صفوف الناشطين أثناء المواجهات والمسيرات.

ويردف: "يتم استخدام هذه الوحدات للتقليل الاحتكاك في المدن، فبدلًا من عمليات الاقتحام التي تؤدي إلى مواجهات، يستعان بعمل هذه الوحدات التي تعتمد على المباغتة والمفاجأة أيضًا".

277844970_329290085964323_4393371026778064360_n.jpg

ويوضح "ضيف سند" أن الإعلام الإسرائيلي يضخم من قدرات هذه الوحدات التي أثبتت فشلها في كثير من الأحيان، من منطلق الحرب النفسية المتبعة ضد الفلسطينيين، منوهاً إلى أن هنالك وحدات مستعربين ووحدات خاصة مثل "اليمام" أو "السييرت متكال".

ويرى الباحث أن الاحتلال سيلجأ للاعتماد بشكل أكبر خلال هذه الفترة على الوحدات الخاصة في محاربة عناصر المقاومة والناشطين في الضفة الغربية، لأنه وصل لنتيجة بأن الدخول بشكل علني إلى المدن يؤدي إلى تصاعد حدة الاشتباك المسلح، والذي بات يشكل خطرًا حقيقيًا على الجيش، وفي كثير من المهمات تفشل.

إعدام دون ضوابط

بدوره، يتحدث المحامي فارس أبو الحسن، عن أن أخطر ما يجري حاليًا هو رفع سقف مهام القوات الخاصة وصلاحياتها، والسماح لها باستخدام القوة المفرطة، مما حوّل بؤرة نشاطها لسياسة "إعدام ميداني دون ضوابط".

ويُبيّن "أبو الحسن" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "التعليمات التي وجهّت للمستعربين فتحت الباب لاستخدام قوة مفرطة خلال فض التظاهرات والتغلغل بين الشبان والمتظاهرين، ثم تدريبهم لتنفيذ عمليات التصفية بكل أنواع أدوات القتل، بعيدا عن ضوابط العمل العسكري المتعارف عليه بكل دول العالم".

620214271296.jpg
 

ويشير المحامي إلى أن آخر عمليات وحدات المستعربين بنابلس وجنين تظهر أنها تمت على هيئة عمليات القتل دون أي مبرر أو خطر تعرضوا لها، ودون اكتراث لنتائج أفعالهم.

ورغم عدم توفر إحصائيات رسمية إجمالية لعمليات وحدات المستعربين في الأراضي الفلسطينية، إلا أنه تم رصد اغتيال 422 فلسطينيًا على أيدي الوحدات الخاصة في الأعوام ما بين 1988- 2004، فيما تم توثيق 780 هدفا لتلك الوحدات في 2016 لوحده، بحسب جهات إعلامية فلسطينية.

مؤسسها

ومع مطلع العام الماضي، أُعلن عن وفاة "يتسحاك شوشان"، مؤسس وحدات المستعربين في إسرائيل والذي عرف باسم "أبو إسحق"، عن عمر يناهز (96 عاما)، المولود في مدينة حلب بسوريا عام 1924، وهاجر إلى إسرائيل في الثامنة عشرة من عمره، وخدم في صفوف قوات "البالماخ"، ولكونه متقناً للغة العربية، أرسل لدول عربية كعميل سري.

3.jpg
 

ومن بين العمليات التي اشترك فيها محاولة تصفية حراس المفتي الحاج أمين الحسيني، وعملية تفجير في محطة الباصات الفلسطينية في الرملة، وتفجير سفينة تابعة لهتلر.

وخلال عمله كـ"مستعرب" إبان نكبة 1948 تنكر بزي عربي وهاجر مع الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان، وعمل هناك لسنوات مع مستعربين آخرين، وتجوّل بين سوريا ولبنان والأردن، واشترك في تأسيس شبكة الاستخبارات الإسرائيلية في تلك الدول.

خمس وحدات خاصة

وحسب دراسة لمركز "الإنذار المبكر" فإن هناك خمس وحدات مستعربين في إسرائيل وهي: وحدة "دوفدفان" أو الكرز باللغة العربية، ويتركز عملها في الضفة، وتنفذ عمليات الاعتقال الخطيرة لـ "المطلوبين"، إضافة لتنفيذ اغتيالات.

وتم إنشاء الوحدة عام 1986 ويستمر نشاطها حتى اليوم، وكان تأسيسها بمبادرة من قائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الإسرائيلي آنذاك، إيهود باراك، والذي تقلد في وقت لاحق منصبي رئيس الأركان، ورئيس الحكومة.

وضمت الوحدة في بداية تشكيلها عددًا من جنود الكوماندوز البرية والبحرية، وذاع صيتها في عام 1987 عندما اندلعت انتفاضة الحجر الفلسطينية.

"ياماس" الضفة الغربية

أما وحدة "ياماس الضفة الغربية"، فهي ثاني وحدات المستعربين أهمية، وتتبع قوات حرس الحدود ويُشرف عليها الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، وتعمل منذ عام 1991.

ويتركز عمل الوحدة على تنفذ "عمليات سرية ومكافحة الإرهاب" وهدفها الأساسي هو التعامل مع الاضطرابات والتظاهرات العربية في بلدات الداخل المحتل، وتساعد في الحالات الخاصة والمعقدة من الاعتقالات.

ويخدم في هذه الوحدة في الأساس أفراد من الشرطة الإسرائيلية، ولكن تشغيلها يتبع الجيش، كما تُقدم المساعدة العملياتية لـ "الشاباك".

وحدة "ياماس" الجنوب

تعمل وحدة "ياماس الجنوب" على إحباط الهجمات على الحدود المصرية وقطاع غزة، وتعمل تحت القيادة الجنوبية وتتخصص في الرماية والقنص والمطاردة.

وكانت الوحدة تسمى سابقًا شرطة حدود غزة، حيث كانت جزءًا من شرطة حرس حدود القطاع، كما حصلت على وسام التميز بعد إحباط عشرات العمليات خلال 6 أشهر في المنطقة الجنوبية أمام الحدود المصرية والسياج أمام قطاع غزة في عام 2021 المنصرم.

وحدة "ياماس" القدس

تنتمي الوحدة إلى سلاح حرس الحدود في إسرائيل ويتركز عملها في القدس، وخصوصًا في شرق المدينة في أعمال مشابهة للوحدات السابقة.

ومن المتوقع ارتفاع وتيرة العمليات لهذه الوحدة في الفترة القادمة، نظرًا للاضطرابات التي تشهدها مدينة القدس بسبب المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين، الأمر الذي تبعه تدخل من الوحدات العسكرية الإسرائيلية بتعزيزات مختلفة.

وحدة "جدعون"

تتبع وحدة "جدعون" الشرطة الإسرائيلية، وتتلخص مهامها في التعامل مع ما تصفه بـ "العمليات الإرهابية" المختلفة و"أعمال العنف" المتعلقة بالقومية أو بالإجرامية في شرق القدس والمنطقة الشمالية، وتعمل تحت قيادة وحدة التحقيقات.