الساعة 00:00 م
الثلاثاء 03 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.78 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.04 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

غزة في قلب نهائي دوري أبطال أوروبا 2025

مصائد موت وإذلال المُجوَّعين.. مساعدات مغمسة بدماء الباحثين عنها في غزة

بالفيديو مصائد موت وإذلال المُجوَّعين.. مساعدات مغمسة بدماء الباحثين عنها في غزة

حجم الخط
اندفاع الناس نحو مراكز التوزيع
غزة- وكالة سند للأنباء

إلى مصائد للموت والقتل الجماعي، أو في حدة أقل، إلى نقاط لإذلال المُجوَّعين، تحوّلت ما تسمى مراكز توزيع المساعدات الأمريكي في قطاع غزة، منذ بدء عملها على الأرض قبل أيام.

الحاجة والجوع الشديد، الناجم عن تشديد الحصار ومنع إدخال المساعدات منذ مطلع آذار/ مارس الماضي، حملت الغزيين إلى تلك المراكز لتحصيل قوت أبنائهم، وسد جزء من رمقهم، لكن رصاص الاحتلال وقذائف مدفعيته كانت لهم بالمرصاد.

وحدد جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 نقاط لتوزيع المساعدات عبر مؤسسة أمريكية- إسرائيلية، منها 3 جنوب القطاع وواحدة في محور "نتساريم"، وسط القطاع، فيما تخلو محافظتي غزة وشمالها من أي مراكز مماثلة.

ويُحيط الاحتلال جميع نقاط التوزيع، بأسلاكٍ شائكة وتبعد جدًا عن أماكن تواجد سكان القطاع وتخلو من أي معالم حياة، ما يضطّر السكان ومنهم نساء وكبار سن وأطفال، إلى السير مشيًا على الأقدام في رحلة شاقّة، بحثًا عما يسّد جوعهم. 

ورفضت منظمات أممية ودولية وإغاثية الآلية الأمريكية الإسرائيلية المتبعة لتوزيع المساعدات على سكان قطاع غزة، مؤكدةً أنّها تنطوي على "إذلال" يفاقم معاناة الفلسطينيين، إضافة إلى أنها  تتم في ظروف عسكرية وليست إنسانية.

لكنّ انتشار المجاعة في قطاع غزة، وعدم توفر الغذاء بأدنى المتطلبات الآدمية، دفعت آلاف الفلسطينيين قسرا للاندفاع من أجل استلام الطرود الغذائية، منذ أن أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، البدء بتوزيع المساعدات الثلاثاء الماضي.

وبعد أن وجههم لاستلام المساعدات، ارتكب جيش الاحتلال مجازر دامية بحق آلاف الفلسطينيين المجوَّعين، قرب نقاط التوزيع، خصوصا في مدينة رفح جنوب القطاع آخرها ما جرى صباح اليوم، وسط حالة من فوضى تسود المراكز، أثبتت فشل الآلية الجديدة في توزيع المساعدات.

وذكر شهود عيان في مقابلات صحفية، أنّ المناطق التي يتواجد بها مركزا التوزيع هي عسكرية تعُجُّ بجنود الاحتلال، والحيْد ولو قليلًا عن المسارات التي حددها الجيش الإسرائيلي للوصول إلى مراكز التوزيع يُعد أمرًا مريبًا يتطلّب إطلاق النار عليه مباشرة.

في الأثناء أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أنّ الاحتلال الإسرائيلي حوّل نقاط المساعدات إلى مصائد للقتل الجماعي، وحمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن حالة الانهيار الغذائي في غزة.

وترى الأمم المتحدة، التي أعلنت رسميًا رفضها التعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، أن آلية التوزيع الجديدة تفتقر إلى مبادئ الحياد والنزاهة والاستقلالية، ولا تلبي الاحتياجات الشاملة لسكان القطاع.

وأظهرت مقاطع مصورة، مئات الأشخاص يصطفون في منطقة ضيقة في رفح، وينتظرون تحت أشعة الشمس لساعات ويخضعون لعمليات التفتيش، قبل الحصول على المساعدات.

هذا دفع مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في السكن اللائق، إلى اعتبار مشهد تسليم المساعدات ساديًا وجريمة أمريكية إسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ تسليم المساعدات في غزة يستخدم للإذلال والقتل قائلًا: "لا أجد كلمات أمام مشهد تسليم المساعدات السادي في غزة".

أما المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، وصف آلية التوزيع الجديد بأنها "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في إطار حرب إبادته الجماعية.

ويعاني سكان قطاع غزة من ظروف كارثية نتيجة تدمير البنية التحتية وانهيار النظام الصحي ونقص الغذاء والمياه، حيث أصبح نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى، وسط دمار طال أكثر من 70% من مباني القطاع، بحسب تقديرات أممية.

وتخضع غزة لحصار إسرائيلي خانق منذ 18 عاما وتزايدت شدته منذ اندلاع الحرب، مما حوّل القطاع إلى "منطقة كوارث" مغلقة، وسط تحذيرات من استمرار الانهيار الإنساني إذا لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.