حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الثلاثاء، من تصاعد عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة، لا بسبب القصف فقط، بل أثناء سعيهم للحصول على ما يسدّ رمقهم من مساعدات غذائية.
وأشارت "أونروا" في تصريحاتٍ صحفية، إلى أن مشاهد القتل لم تعد ترتبط بساحات القتال، بل امتدت إلى نقاط توزيع الإغاثة، حيث يُقتل النازحون والنساء والأطفال أثناء وقوفهم في طوابير طويلة بحثًا عن لقمة تسدّ الجوع وسط مشهد إنساني مأساوي يتفاقم يومًا بعد آخر.
وانتقدت "أونروا" الآلية الجديدة التي تديرها إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لإدخال المساعدات إلى القطاع، ووصفتها بأنها "آلية قاتلة" تفتقر إلى الحد الأدنى من معايير الحماية، محذرة من أنها جعلت من نقاط الإغاثة أهدافًا مكشوفة بدل أن تكون ممرات آمنة.
وأكدت الوكالة الأممية أن هيئات الأمم المتحدة، وعلى رأسها الأونروا، هي الجهات الوحيدة القادرة على إيصال المساعدات الإنسانية بفاعلية وبما يحفظ كرامة المدنيين وسلامتهم، داعية إلى العودة إلى آليات إنسانية موثوقة بعيدًا عن الحسابات السياسية.
وجدّدت مطالبتها بوقف الاستهداف الممنهج للمدنيين، وضمان وصول الإغاثة دون عوائق، مشيرة إلى أن استمرار هذه السياسات لا يؤدي سوى إلى تعميق الجوع والموت البطيء لأكثر من مليوني إنسان محاصر في غزة.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، إن عشرات المنظمات الإنسانية دعت لإنهاء نشاط "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تديرها الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل"، كونها "لا تقدم سوى التجويع والرصاص" للمدنيين بالقطاع.
وأشار لازاريني، في منشور على منصة "إكس"، إلى أن "أكثر من 130 منظمة إنسانية غير حكومية دعت إلى استعادة آلية تنسيق وتوزيع موحدة (للمساعدات بقطاع غزة) بقيادة الأمم المتحدة، ومن بينها الأونروا، تستند إلى القانون الإنساني الدولي".
ولفت إلى أنه منذ انطلاق مشروع "مؤسسة غزة الإنسانية" في 27 مايو/ أيار الماضي، "قُتل 500 جائع على الأقل، وأصيب نحو 4000 آخرين أثناء استماتتهم للحصول على الغذاء".
ومنذ 27 مايو/ أيار الفائت، فرض الاحتلال خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة "مؤسسة غزة الإنسانية"، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعًا أو رميًا بالرصاص.
وانتقدت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وحقوقية، مؤسسة "غزة الإنسانية" ورفضت التعاون معها، بسبب مخاوف بشأن عملياتها وحيادها.