حذّر الناطق باسم لجنة الطوارئ في بلدية غزة، حسني مهنا، من كارثة بيئية وصحية وشيكة تهدد سكان القطاع في ظل استمرار الأوضاع الراهنة.
وأشار "مهنا" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن نحو 260 ألف طن من النفايات المختلفة مكدسة في مناطق متعددة، وسط ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي ينذر بتسرب العصارة السامة منها إلى الخزان الجوفي، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على مصادر المياه ويهدد بخلق أزمة جديدة تضاف إلى أزمة المياه الحالية.
وأضاف: "تراكم القمامة والنفايات داخل التجمعات السكانية بات يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، خصوصًا مع تزايد الكثافة السكانية وعدم وجود أي إمكانية لمعالجة هذه النفايات أو ترحيلها، بسبب رفض الاحتلال السماح بتصديرها إلى خارج المناطق المأهولة".
وأوضح أن معالجة الأضرار المحتملة على الخزان الجوفي في حال حدوث التلوث قد تتطلب سنوات طويلة من العمل، في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها القطاع.
وبيّن أن الوضع يزداد سوءًا مع تدمير الاحتلال الممنهج لشبكات الصرف الصحي والبنية التحتية في القطاع. محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى انتشار واسع للأمراض المعوية والمعدية، ويجلب مزيدًا من الكوارث الصحية لسكان غزة الذين يعيشون في ظروف مأساوية.
وكشف "مهنا" عن أزمة أخرى متفاقمة تتعلق بارتفاع منسوب المياه في بركة الشيخ رضوان نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي إليها.
ونبه إلى أن المنسوب ارتفع بمقدار خمسة أمتار ونصف، ما أدى إلى امتلاء نحو 70% من البركة، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للسكان القاطنين في محيطها.
ونوه إلى وجود مليون نازح تقريبًا يعيشون في المنطقة الغربية التي تقع في قلبها البركة؛ وهو من شأنها أن يغرق آلاف الخيم ويصيب سكانها بالأمراض الخطيرة والفتاكة؛ كونها تحمل مياه صرف صحي.
واستطرد: "المنطقة المحيطة بالبركة تعرضت للدمار خلال العدوان، وتوجد فيها مبانٍ آيلة للسقوط، ما يزيد من خطورة الموقف في حال طفح البركة وتسرب المياه العادمة الملوثة إلى الشوارع، الأمر الذي سيخلق بيئة ملوثة ويهدد الصحة العامة بشكل مباشر".
وأشار إلى أن تزايد أعداد السكان والنازحين في المنطقة قد يسهم في تسريع انتشار الأمراض المعدية. متابعًا: "الأوضاع قد تصبح أكثر صعوبة في ظل التدهور الإنساني الكارثي الذي يعيشه القطاع".
وفي غضون ذلك؛ أكدّ مهنا أن لاحتلال يواصل إصدار نداءات متكررة للنزوح، الأمر الذي أسفر عن حشر أكثر من مليون نازح في منطقة غرب غزة، وسط نقص حاد جدًا في كميات الوقود المتوفرة لتشغيل المرافق الأساسية، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والصحي.
وبين أن الوقود المتوفر لا يكفي تشغيل الآبار والمرافق الخدماتية ومخضات الصرف الصحي؛ والوقود الخاص بأعمال الصيانة لخطوط وشبكات في بعض المناطق التي يتواجد فيها التجمعات للنازحين.
وذكر أن عدم توفر الآليات والحفارات والمعدات الثقيلة اللازمة للتعامل مع كميات الركام الكبيرة نتيجة استمرار الحرب؛ كل ذلك يؤدي الى صعوبة في التعامل مع الأوضاع الكارثية؛ التي شكلت بيئة لانتشار القوارض والحشرات؛ في ظل عجز إمكانية قدرة التعامل معها.
وأوضح أن 134 مركبة وآلية للبلدية دمرها الاحتلال؛ علاوة عن دمار كبير تعرضت لها البنية التحتية تسببت بإشكاليات؛ عقدت إمكانية وصول المياه اليها؛ ويتم التعامل معها بحلول مؤقتة.
وأشار إلى أن قطاع غزة يواجه كذلك خطرًا حقيقيًا يتمثل في تعطيش السكان، في ظل تراجع كميات المياه الصالحة للشرب، وصعوبة تشغيل محطات التحلية والآبار، نتيجة أزمة الوقود المستمرة.
وطالب "مهنا"، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لإنقاذ غزة من كارثة وشيكة. داعيًا إلى إدخال الوقود والمواد اللازمة لتشغيل المرافق الصحية والخدمية، وضمان توفير المياه الصالحة للشرب والتعامل مع النفايات، لتفادي انهيار الوضع الصحي والبيئي بشكل كامل.