الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

حوار مليون نازح وأزمات مركبة تنذر بكارثة.. ماذا يقول رئيس بلدية دير البلح دياب الجرو؟

حجم الخط
نزوح في دير البلح.jpg
فاتن الحميدي- دير البلح- وكالة سند للأنباء

أزمات مركبة تعصف بمدينة دير البلح، بعد موجة نزوح جديدة طالت شرق المدينة وجنوبها، إزاء قرار الاحتلال الإسرائيلي ما قبل الأخير منتصف أغسطس/ آب الجاري، بإخلاء أحياء من المدينة، وإخلاء مناطق من وسط القطاع وجنوبه، للتوجه إلى الشريط الغربي لمدينة دير البلح على اعتبار أنها منطقة إنسانية آمنة.

وتستعرض "وكالة سند للأنباء"، في لقائها مع رئيس بلدية دير البلح دياب الجرو، بعض الأزمات التي ترتبت على تقليص المساحة الإنسانية من 30 إلى 20 كيلومتراً، ما يُبرِز سؤالاً يطرح نفسه، أين ستتكدس أعداد النازحين الرهيبة وماذا سينتج عن هذا الازدحام؟

يقول "الجرو" إن مدينة دير البلح باتت تضم مليون نازح موزعين على ما يقارب 200 مركز إيواء، بعد أن كان يقطنها مائة ألف فقط من أهلها، ما سيؤثر سلباً على حياة السكان في المنطقة، بانتشار الأوبئة والأمراض، خاصةً ونحن نعيش في فصل الصيف وهذه الأجواء الحارة.

أزمات مركبة..

ويبدأ "الجرو" حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، عن أولى الأزمات التي ترتبت على تقليص الاحتلال المساحة الإنسانية والمتمثلة بخروج عدد من منشآت البلدية عن الخدمة، وهي آبار المياه.

ويزيد، "خرجت 10 آبار عن الخدمة من أصل 19 بئراً، و2 من الخزانات الرئيسة في دير البلح من أصل 3، حيث كانت هذه المنشآت المائية تغذي ما نسبته 60٪؜ من الأهالي بضخ حوالي 9 آلاف كوباً من المياه.

ويعتبر "الجرو" خروج هذه المنشآت المائية بالكامل عن الخدمة، يعني صعوبة في إيصال المياه، وشُح كبير في توفيرها للمواطنين، ما يعرضهم لأزمة مائية.

ويلفت ضيفنا النظر إلى أنه قبل خروج هذه الآبار عن الخدمة لم يمكن بإمكان البلدية توفير حصة يومية من المياه للمواطنين إلا بقدر 5 لترات، موضحاً أن المواصفات العالمية في الطوارئ وفي فصل الصيف تحدد للمواطن 40 لترًا من المياه.

المياه.jfif
 

"أين سنذهب بالنفايات؟"..

وينقلنا "الجرو" إلى أزمة أخرى جراء تقليص المساحة الآمنة، وهي وجود مكب النفايات الذي تم إنشاؤه خلال فترة العدوان، داخل منطقة الإخلاء، فلم تتمكن طواقم البلدية من الوصول إليه، متسائلاً، "أين سنذهب بالنفايات"؟

ويشير إلى أن المكب الرئيسي لنفايات وسط وجنوب قطاع غزة، والمهيأ صحياً وبمواصفات صحية وبيئية يتواجد في منطقة الفخاري شرق مدينة خانيونس، ما حال من الوصول إليه منذ اليوم الأول للعدوان.

وبحسب ضيفنا فإن تكدس هذه النفايات في الشوارع والطرقات وفي مراكز الإيواء، يترتب عليه أزمة صحية وبيئية في ظل هذ الحر الشديد، وسط تخوفات من وصول عصارة النفايات إلى باطن الأرض وجوفها بفعل الحرارة الشديدة، ما يهدد الخزان الجوفي للمحيط.

ويضيف "الجرو" أن منطقة الإخلاء التي أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المواطنين من النزوح منها، طالت المناطق الشرقية لشارع صلاح الدين الرئيسي وما يقابله بمسافة 500 متر إلى غرب الطريق.

فقرة النفايات.jfif
 

"خيام بين القبور"..

وبهذا الصدد يُبيِّن ضيفنا أنه لم يعد في مدينة دير البلح مكاناً يضع الناس فيه خيامهم، وقد هاموا على وجوههم في الطرقات والشوارع، إلى أن انتهى بهم المطاف لنصب الخيام في مقبرة دير البلح فوق القبور.

ووصل لمدينة دير البلح 13 موجة نزوح خلال العدوان على القطاع حتى موجة الإخلاء ما قبل الأخيرة منتصف الشهر الجاري، وفقاً لرئيس بلدية دير البلح، مستدركاً "قبل موجة النزوح الأخيرة، كان في المدينة 188 مركزاً للإيواء، ومع الموجة الأخيرة شارفنا على 200 مركز إيواء.

ويستنكر "الجرو" تقليص الاحتلال المساحة الإنسانية إلى 20 كيلومتراً من أصل 360 كيلو مساحة القطاع، ما ينذر بكارثة إزاء تكدس السكان "الرهيب" في الشريط الضيق غرب المحافظة الوسطى وغرب خانيونس.

ويضعنا "الجرو" في صورة إحصائية أعلنت عنها الأمم المتحدة أن المساحة الإنسانية في قطاع غزة هي 11٪؜ فقط، 8٪؜ منها غرب المحافظة الوسطى وغرب خانيونس، ما يعني تكدس 2 مليون و400 ألف مواطن في بقعة مساحتها تقارب الـ 40 كيلو متراً مربعاً فقط.

النزوح.jfif
 

أمراض ووقت مضاعف..

ويؤكد ضيف "وكالة سند للأنباء"، أن أزمات هذا التكدس لا تتوقف عند الخدمات البلدية من مياه وصرف صحي فحسب، بل هناك عشرات الأزمات على الصعيد الصحي، الاجتماعي، التعليم وغيره.

ويشدد أن التكدس المهول في المنطقة، يعيق عمل البلدية، مبيناً أن الخدمة التي تستغرق 10 دقائق للوصول إليها، تفوق الآن 100 دقيقة جراء أزمة السير والازدحام المهول.

أما عن الأمراض والأوبئة، فكما وصفها "الجرو"، بـ "الكارثة" التي تعصف بشدة، وقد نتج عنها أول إصابات فايروس شلل الأطفال الذي أثبتت الفحوصات وجوده الفعلي في منطقة دير البلح وخانيونس.

ويرجع ضيفنا أسباب هذ الفيروس إلى تلوث المياه أو الصرف الصحي، مؤكداً أن المسبب الأول له هو الاحتلال الذي لم يمكن طواقم البلدية من إيصال النفايات إلى مكباتها، أو إيصال المياه إلى المواطنين.

وعلى صعيد آخر لا يقل أهمية عمّا سبق، تطرق "الجرو" في حديثه للأزمة الغذائية الناتجة عن إغلاق معبر رفح، فمنذ اللحظة الأولى لإغلاقه توقفت المساعدات الإنسانية عن الوصول للأهالي باستثناء المساعدات القادمة من بعض المؤسسات من خلال معبر كرم أبو سالم.

ولم يكن ما يدخل من خلال معبر رفح كافياً لمليون نازح في مدينة دير البلح، فبحسب "ضيفنا"، أنه بالكاد كان ما يدخل يكفي لـ 5٪؜ من احتياجات السكان و10٪؜ في أحسن الحالات.

الشريط الغربي.jfif
 

وتسيبت هذه الأزمات بوصول عدد من حالات الوفاة إلى مستشفى شهداء الأقصى بشكل أسبوعي؛ نتيجة سوء التغذية، وفقاً لما ذكره ضيفنا.

ويضيف: "ها هي شاحنات المساعدات مكدسة في الجانب المصري وقد تلف بعضها وأصبح غير صالح للاستخدام، والعالم ينظر دون أن يجبر الاحتلال على إدخال المساعدات للأهالي والتي كفلتها كل الأعراف وكل النظم الدولية، ولكن هذه المنظمات الأهلية والدولية سقطت أمام اختبار معاناة غزة".

وتُواصل قوات الاحتلال، للأسبوع الـ 46 تواليًا، حصارها المُطبق على قطاع غزة المنكوب، واستخدام سياسة التجويع والتعطيش ومنع العلاج، وقصف المدنيين وتجمعات المواطنين، والمنازل المأهولة في مختلف مناطق القطاع، وخاصة في مناطق الوسط والجنوب ومدينة غزة.

وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي والحرب الشعواء على قطاع غزة، وفق معطيات فلسطينية رسمية نشرتها وزارة الصحة، إلى 40 ألفًا و223 شهيدًا، بالإضافة لـ 92 ألفًا و981 مصابًا بجروح متفاوتة.