الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

قرية برقة.. ماذا يقول عنها التاريخ؟

حجم الخط
EE4A5F58-ED24-4AA1-9CDE-AB1B2D1D30CA.jpeg
نابلس - وكالة سند للأنباء

حضور قرية برقة الفلسطينية في وجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومطامعها الاستيطانية ليس جديدًا، فهي واحدة من البلدات التي تحتفظ بإرثٍ بطولي منذ زمنٍ بعيد.
 
جغرافيًا، تقع قرية "برقة" شمال غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وعلى ارتفاع 450 مترا عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها 19 ألف دونم، ويسكنها 5 آلاف نسمة.

وخلال الأيام الماضية، شهدت البلدة إلى جانب قرى مهددة بالاستيطان في نابلس، اشتباكات شعبيّة مع المستوطنين وجيش الاحتلال؛ لصدّ أي اعتداءات على البيوت والممتلكات الفلسطينينة.

يعود الكاتب الفلسطيني مصطفى حجة في مقالةٍ نشرها عن "برقة" إلى دورها الثوري اللافت بمحطاتٍ مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

يقول "حجة"، إن "برقة" قرية محورية واقعة بين نابلس وجنين وطولكرم، وشهدت حضورًا لافتًا في رحى المعارك منذ الزمن الروماني وإلى يومنا هذا. 

ويستحضر الكاتب في مقالته عوائل فلسطينية تعود أصولها لـ "برقة" حاربت من أجل التحرير، منها عائلة "سيف" التي وقفت إلى جانب صلاح الدين الأيوبي في معركة فتح بيت المقدس عام 583 هجري. 

ويُشير إلى أن هذه العائلة تحالفت مع العثمانيين وتصدت لحملة نابليون بونابرت لاحتلال الشام، بقيادة عيسى البرقاوي، واستشهد على إثرها عبد الرحمن البرقاوي. 

ويُضيف أن "برقة" تظهر في خرائط العثمانيين، وتغطي وادي الشعير وأجزاء من طولكرم، تحت ولاية "البرقاوي".

ويُؤكد "حجة" أن قلعة البرقاوي لا تزال  موجودة في كفر اللبد، وتشهد على هذا التاريخ.

وعائلة "البرقاوي" هي إحدى أكبر خمس عائلات في شمال الضفة _تبعًا للمقالة_، وهي "البرفاوي" و"الجيوسي" و"ضوقان" و"عبد الهادي" و"جرار".

أما الجبل الذي تدور عليه المواجهات منذ عام ١٩٧٨، يُعرف باسم "القبيبات"، يقول عنه الكاتب، هو  "عبارة عن منارة استخدمها الجند منذ العهد المملوكي؛ لارتفاعه الشاهق، مما حط أطماع الاحتلال فيه لموقعه الجغرافي المحوري وميزته التحكمية".

ويتحدث "حجة" عن دور بارز لـ "برقة" خلال الانتفاضة الأولى عام 1988، حيث شكلت خلالها أولى مجموعات الفهد الأسود، وقدمت عددًا من الشهداء على أراضي البلدة وهم، أحمد شريدة وخالد صلاح أبو أنور والشهيد تامر دسوقي، إلى جانب الشهيدين ماجد حجة وشادي عزايم على أرض القدس.

وخلالها أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات من الكويت إعلان جمهورية "برقة" المستقلة، وتصدرت عناوين الصحف آنذاك، بحسب الكاتب

ويذكر الكاتب الفلسطيني، أن قرية برقة قدمت منذ عام 1936 وحتى يومنا هذا، أكثر من ٧٠ شهيدا ومئات الأسرى.

وجاء في المقالة أن "برقة تصدرت الصفوف، فقد خرج منها صاحب الثأر على استشهاد المهندس يحيى عياش، الاستشهادي رائد شغنوبي، والذي سُمع دوي انفجاره في كل أرجاء القدس". 

وعاد دور "برقة" مجددًا في بدايات انتفاضة الأقصى عام 2000، عندما تمكن قادة في المقاومة الفلسطينينة من إعادة تشكيل  كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس".

وهؤلاء الفلسطينيون هم، الأسير سليم حجة، إلى جانب الشهداء جمال منصور، وجمال سليم، وصلاح دروزة، أيمن حلاوة، وآخرين.

وتطرق الكاتب أيضًا لدور  الشهيدين خالد سيف، وعبد الرحيم سيف (ابنا القرية) في التضحيات التي قدمتها كتائب الأقصى خلال الانتفاضة الثانية، وزعزعت مجموعاتهم أمن المستوطنين في مستوطنة "حومش" المخلاه.

واختتم مقالته قائلًا: "هذه برقة بين الماضي والحاضر، فكيف لا تتصدى من جديد للعدوان الإسرائيلي الهمجي، وتتصدر الصحف وتصبح أيقونةً في الجهاد الثوري".