الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"زيارة مقابر الأموات" أول طقوس العيد.. ماذا يقول الشرع؟

حجم الخط
عيييييد.
غزة - مجد محمد - وكالة سند للأنباء

اعتاد الفلسطينيون مع صبيحة أول أيام عيد الفطر السعيد، الذهاب إلى المقابر لزيارة أمواتهم كعادة وموروث قديم يلتزمون به من باب الوفاء للراحلين واستحضار ذكرياتهم، رغم مخالفته للشريعة الإسلامية.

ويعمل العديد من الزائرين على ترتيب قبر فقيدهم ورشه بالماء وتنظيفه ونثر الزهور عليه، ثم يقوم بعضهم بعدها بتوزيع حلوى "الغريبة"، بينما تقوم النساء بتوزيع العيدية على الأطفال المتواجدين في المقابر، في حين تقوم بعض العائلات ممن فقدوا ميتهم حديثًا باستقبال التعازي بالمقبرة مجددًا يوم العيد، وهو ما يؤكده علماء الشريعة بأنه لا يصح ويخالف تعاليم الدين الإسلامي.

زيارات من باب الوفاء

السيد إبراهيم علي (35 عاماً)، والذي اعتاد أن يذهب صباح كل عيد لزيارة قبر أخيه الشهيد "أحمد"، في مقبرة مخيم البريج وسط قطاع غزة، يعبّر عن اشتياقه لأخيه في هذه المناسبة، ويتلوا له القرآن ليكون له رحمة داخل قبره، وفق قوله.

ويضيف إبراهيم في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "سمعت مراراً بأن هذا الأمر بدعة ومخالف للشريعة، لكني أعتبر هذه الزيارة من باب الوفاء لأخي الشهيد، ومحاولة استرجاع بعض الذكريات والمواقف التي كانت تربطنا في أيام العيد".

وتوافقه الرأي الحاجة فاطمة سالم (70 عاماً)، والتي توفي زوجها منذ حوالي 4 سنوات، ولا تزال تصرّ على أبنائها صبيحة يوم العيد باصطحابها للمقبرة للزيارة وتوزيع التمر.

وتضيف فاطمة في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، "أذهب أنا وأبنائي وأحفادي في حوالي الساعة السابعة صباحاً كل عيد، يسقي الأطفال القبر، وينظفون العشب"، معتبرة أن ذلك نوعاً من الوفاء لروح زوجها.

في المقابل، توقف السيد عصمت محمود حسنين من سكان الشيخ رضوان (67 عاماً)، عن عادة زيارة المقابر في العيد، والذي كان يحرص عليها في كل عام، كونها تعيد ذكريات والدته وأشقائه وعمه المتوفين، وكيف كانت الحياة معهم في أول أيام العيد.

ويضيف الحاج حسنين في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه توقف عن هذه العادة بعدما علم أنه من ناحية شرعية أنها مخالف لأحكام الدين ويجب الابتعاد عنها، ومن الممكن قراءة سورة الفاتحة عن أرواحهم وأنا في البيت ويصل أجرها إليهم، مشيراً إلى أنه يزورهم في الأيام الأخرى خلال العام.

ويلفت إلى أنه اعتاد على زيارة المقبرة سابقاً في أول أيام العيد بعد صلاة الفجر مباشرة لفترة ما يقارب 17 عاماً، لكنه توقف عنها منذ ما يقارب من 5 أعوام، موضحاً أنه هذه العادة تنتشر على وجه الخصوص في غزة وراثة عن الأجداد، حيث كانت والدته تذهب للمقبرة وتصحبه لمقبرة الشيخ شعبان في ساحة غزة، لزيارة أقاربها.

ومن بين العادات التي تحدث خلال زيارة القبور يحدثنا الحاج حسنين، أن المواطنين الذين يأتون للمقبرة، في حال كان المتوفي جديدًا، فإنهم يحضرون القهوة من الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة العاشرة صباحاً، وكل من يأتي يتناول فنجان قهوة ويقرأ الفاتحة، وكانت بعض السيدات تحضر التمر والكعك والبسكويت وتوزيعها على الأطفال.

حرام وغير جائزة مطلقاً

من جهته، يؤكد أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية ماهر السوسي أن "زيارة القبور يوم العيد حرام شرعاً، وهي غير جائزة مطلقاً".

ويوضح السوسي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن العيد شرع للأحياء، من حيث إدخال السرور والبهجة والفرح على الناس، وعلى ذلك زيارة القبور تخالف المقصد من مشروعية العيد نفسه، كون أن زيارة القبور تورث الحزن وتذكر بالأموات، وتتناقض مع مفهوم العيد وشعار العيد الذي أراد الله سبحانه وتعالى أن يتحقق وهو السعادة والسرور.

ويبين أنه في الحديث الشريف أيام العيد هي أيام أكل وشرب، وأيام توسعة على الناس، وزيارة الأرحام، وليس الانعزال في المقابر.

ويؤكد السوسي، أنه لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أحداً من السلف يزور المقابر في العيد مطلقاً، ولو كان لها أهمية أو مشروعة لكن فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد من أصحابه بعده.

ويلفت إلى فتح بيوت العزاء الذين يمر على وفاتهم أول عيد، مضيفاً "هذا أيضاً من المحرمات لأن العزاء في الإسلام ثلاث أيام فقط، وتعتبر بدعة لأنها تخالف مشروعية الحداد والعزاء ثلاث أيام فقط".

ويختم ضيفنا: "نحن مأمورون بطاعة الله ورسوله، والأمر برفع شعار العيد وعدم الذهاب للمقابر وعلى الناس أن تتقي الله سبحانه وتعالى في أنفسها وأن تتجنب معصية الله في يوم العيد، لأن يوم العيد هو يوم عبادة لله، وبالتالي لا يستقيم أن يجمع الإنسان بين المعصية والعبادة في آن واحد، وعدم تخصيص يوم العيد للزيارة وأن يزوروا في يوم آخر من أيام السنة".