تتصاعد اعتداءات المستوطنين وهجماتهم على المواطنين الفلسطينيين وتتزايد في موسم الزيتون، ومع ذلك لا تنعكس تلك الزيادة على حجم الشكاوى المفتوحة ضد المستوطنين لدى شرطة الاحتلال.

ويكشف أسلوب تعامل الاحتلال مع شكاوى الفلسطينيين عن تواطؤ بين الجيش والشرطة وتقاسم الأدوار للتستر على اعتداءات المستوطنين ومنع محاكمتهم.

ففي السنوات الأخيرة بات المستوطنون يشنون اعتداءاتهم على المواطنين بوجود قوات الاحتلال، دون أن تحرك الأخيرة ساكنًا لمنع الاعتداء.

ولا يعول الفلسطينيون كثيرًا على تقديم شكاوى لدى شرطة الاحتلال ضد المستوطنين، لمعرفتهم المسبقة بانعدام فرص إدانة المستوطنين.

"هجمات المستوطنين"

وقال الناشط والباحث الحقوقي بشار قريوتي، "إن المواطنين يتوجهون إلى أراضيهم في أيام قطف الزيتون بتنسيق لأيام محدودة، مستنكرًا أنهم يتعرضون لهجمات المستوطنين بوجود الارتباط الإسرائيلي".

وأكد "قريوتي" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هناك "سياسية منظمة" لتقاسم الأدوار بين قوات الاحتلال والشرطة والمستوطنين.

وقال إن أهالي بلدة قريوت جنوب نابلس، فوجئوا بسرقة ثمار 150 شجرة زيتون من أراضيهم.

وأوضح "قريوتي"، أن المستوطنين اعترفوا أمام الجيش بقيامهم بسرقة الثمار، لافتًا أن الجيش لم يقم بأي إجراء ضدهم، وطلب من المتضررين تسجيل شكوى لدى الشرطة".

"ضربني وبكى"

لا شك أن أي محاولة من المواطنين؛ للتصدي لاعتداء المستوطنين يعرضهم للاعتقال والملاحقة من قوات وشرطة الاحتلال.

وقال سليمان إسماعيل لـ "وكالة سند للأنباء"، إن أحد المستوطنين هاجم عائلته بالحجارة وأصاب نساءهم بجروح".

وأضاف "إسماعيل"، "أن المستوطنين قدموا شكوى ضد عائلته، واقتادت رب الأسرة إلى مركز شرطة "أرئيل" بناء.

إرهاب دولة

وتتابع منظمة "يش دين" لحقوق الإنسان العشرات من اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية.

وقال الباحث في المنظمة فراس العلمي: "منذ سنوات ونحن نراقب العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، من خلال التوثيق والمرافقة وتمثيل ضحايا الجرائم، مؤكدًا أن الاعتداءات تتم بشكل يومي وتحت رعاية "الدولة".

وشاركت المنظمة قبل أيام في جلسة مناقشة خاصة بلجنة الشؤون الخارجية والأمن في "الكنيست" تناولت اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين.

وقال العلمي لـ "وكالة سند للأنباء"، "قدمنا بيانات جديدة توضح الفشل المنهجي في التعامل مع العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين".

وأوضح أن هذا الفشل يسجل للشرطة وللنيابة العامة والجيش من جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

وفي السنوات الثلاث الماضية، وثقت "يش دين" أكثر من 500 حادثة اعتداء ارتكبها مستوطنون، ومثلت المنظمة الحقوقية الضحايا الفلسطينيين في 238 حالة اختار أصحابها تقديم شكوى لشرطة الاحتلال.

وبيّن "العلمي" أنه في 12 قضية، أي ما نسبته 5٪ فقط من القضايا، صدرت لوائح اتهام ضد المستوطنين.

ومن الحالات التي انتهى فيها التحقيق، 173 قضية، وفيها أُغلقت القضايا دون توجيه لائحة اتهام.

وأخفقت الشرطة في التحقيق في 86٪ من الحالات التي تعاملت معها، وأغلقتها بعد فشل المحققين في تحديد مكان المشتبه بهم أو جمع الأدلة، وفق "العلمي".

وتُظهر هذه البيانات، أن فرص محاكمة المستوطنين منخفضة للغاية، وتكاد تكون معدومة.