الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تقرير "الحوار حياة".. مبادرة بغزة لتشجيع التسامح واحترام ثقافات الآخرين

حجم الخط
52905294_294923291155827_6610125466508460032_n.jpg
غزة-سند

"الحوار حياة"، هي مبادرة تشرف عليها المعلمة الفلسطينية في قطاع غزة حنان مصطفى، وانطلقت منذ أشهر لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح في صفوف طالبات مدرسة الشجاعية الثانوية (أ) للبنات.

تقوم المبادرة على ركيزة أساسية وهي تعزيز ثقافة الحوار، القائم على تقبل الآخر بما هو عليه، من اختلاف ديني، ومذهبي، وسياسي، وعرقي.

ومؤخراً توسعت المبادرة لتشمل مدارس عديدة في قطاع غزة، حيث كان لها وقع خاص، سيما وأنها جاءت لعزيز ثقافة الحوار التي غابت عن المجتمع الفلسطيني بسبب تداعيات الانقسام.

هدف المبادرة

ونتيجة لهذه الضغوطات اليومية، وبالتزامن مع الانفتاح العالمي عقب ثورة تكنولوجيا الاتصال التي غزت العالم، جاءت مبادرة المعلمة مصطفى للتأكيد على هذه الثقافة.

تقول مصطفى، إن مبادرتها "الحوار حياة"، جاءت للتأكيد على قيم الوسطية والاعتدال وحث الطالبات على فن العيش بسلام، واحترام التنوع القائم على القيم.

وبعد أن كانت عبارة عن فكرة تحولت لخطوات عملية لتعزيز ثقافة الطالبات حيال هذه الفكرة، وعقدت العديد من جلسات الحوار بين طالبات المدرسة ابتدءًا، قبل أن تمتد لمدارس أخرى.

وتمثلت أولى خطوات هذا المشروع، وفقاً لمصطفى، بعقد ورش عمل بين الطالبات، لتعزيز أهمية ثقافة الحوار مع الطلاب، لتوجيه الفكر وتعديل السلوك، عبر استضافة خبراء في الصحة النفسية، والتنمية الذاتية.

تشكيل برلمان طلابي

إلا أن الخطوة الأبرز في إطار مبادرة "الحوار حياة"، تمثل بتشكيل برلمان طلابي، مهمته الأولى تنفيذ أنشطة داخل المدرسة، لتعزيز قيم المواطنة والحث على تقبل الآخر.

وتشير مصطفى، إلى أن الطالبات وظفن ما حملنه من أفكار من خلال توظيف الدراما بالإذاعة المدرسية، حيث نفذن مسرحية عن "اختلاف الأديان"، شاركن فيها طالبات مسلمات ومسيحيات.

كما نفذن مسرحية أخرى بعنوان "الشجرة" جسدت فيها مخاطر التطرف والغلو الفكري في المجتمعات، وضرورة تجنب هذه الآفة الخطيرة.

وتفصيلاً لما ورد في هذه المسرحية، فإن طالبات وضعن على رؤوسهن أكياساً بألوان مختلفة، تمثل ألوان الأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية، ثم جرى حوار بين طالبتين، إحداهما تنتمي لحزب سياسي وأخرى غير منتمية وتعاني تهميشاً في مجتمعها.

ونتيجة لأن هذه الطالبة، لاقت تهميشاً من هذه الألوان المجتمعة تحت ظل الشجرة، وهو عنوان اسم المسرحية، فهي بالتالي فقدت أملها، وارتدت قناعاً أسوداً في دلالة إلى التطرف الفكري.

وتقول الطالبة روان حرارة، وهي مشاركة في المبادرة، إنَّ المبادرة انعكست على حياتها اليومية، على صعيد تحويل الحوار لثقافة تحاول ترجمتها أثناء تأدية حياتها اليومية، سوء داخل منزلها، أو في مدرستها.

في حين قالت الطالبة إسراء اليماني، إنها شاركت في هذا المشروع، وتعلمت كيف تدير حياتها الشخصية بأسلوب راقٍ مع الآخرين، وقائم على الحوار المتبادل.

 وتشير إلى أن موقفها حدث بينها وبين أختها واستطاعت تطبيق ما تعلمته بمدرستها من خلال تشجيع أسلوب الحوار.

الثقافة الماليزية

وكأحد مشاريع "الحوار حياة"، استضافة مدير المؤسسة الماليزية في قطاع غزة، للتعريف بعادات، وتراث، وسلوكيات المجتمع الماليزي، في محاولة لتعريف الطالبات بهذه الثقافة.

وهنا، تم عقد جلسة حوار ثقافية بين الطالبات، ومدير المؤسسة، في زيارة نظمتها المبادرة لمقرها في غزة.

اللغات

وتسعى هذه المبادرة، كما تشير المشرفة على المبادرة المعلمة مصطفى، إلى حث الطالبات على تعلم اللغات الأجنبية، كون أنّها تعدُ مدخلاً للحوار الحضاري بين الشعوب كافة.

لباس خاص

قامت المبادرة بتصميم زي خاص باللون البنفسجي للطالبات المشاركات بالمبادرة، ومطبوع عليه شعار "الحوار حياة"، لتعزيز هذه الثقافة.

 وتقول مصطفى إن المبادرة أكدّت أهمية احترام أزياء الآخرين، وعاداتهم المختلفة، والتأكيد على أهمية التعايش مع كل الثقافات.

تعميم الفكرة

ولأن الفكرة حققت نجاحاً في مدرسة الشجاعية الثانوية (أ) للبنات، سارعت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، بتعميم المبادرة على المدارس الأخرى، ونشر بعض الفعاليات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

مديرة المدرسة أمل البطنيجي، أثّنت على مبادرة "الحوار حياة"، وعدتها بالمشروع المهم الذي يعزز من ثقافة طالبات المرحلة الثانوية.

وتضيف، البطنيجي، أن هذه المبادرة ساعدت على تعزيز قيم الوسطية، والاحترام، بين الطالبات، وانعكست بالإيجاب على شخصية الطالبات.

وتذكر أن الوزارة عبرت عن سعادتها الغامرة بمثل هذه المبادرات الجيدة؛ لأنها تعزز القيم في المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة "الذي يحتاج من كل الثقافات أن تتأمل في معاناته المستمرة يوماً بعد آخر".

نتائج المبادرة

وخلال فترة الإجازة الصيفية، ومع افتتاح العام الدراسي المقبل، ستقوم وزارة التربية والتعليم بتطوير هذه المبادرة التي حققت نتائج إيجابية.

وتدعو المعلمة مصطفى، لاعتماد وزارة التعليم المواد النظرية التطبيقية، التي تدرس للطلاب في مراحل التعليم، وتعزيز روح المحبة، وغرس القيم الإنسانية، والقيم العالمية من خلالها.

كما، وتشير إلى أهمية إعداد معلم قادر على تغيير، مواقف، وأنماط التفكير، والسلوك الاجتماعي للطالب، من خلال تدريب المعلمين على تدريس هذه المواد.

وسيشكل تفعيل مجالس حوار الطلاب، في مدارس القطاع، ومشاركتهم في اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة، خطوة لتطوير الخطاب الثقافي والإعلامي لتعزيز هذه الثقافة.

وتدعو المبادرة إلى إنشاء آليات، وقوانين، ولوائح تضمن احترام مبدأ الحوار، وتشجعيه، والتواصل بين المدرسة والعائلة ووسائل الإعلام للترويج لثقافة الحوار وتأسيسه.

54514505_300190493962440_3196522709899018240_n.jpg
54258157_300190230629133_1644279983905964032_n.jpg
53476442_294924431155713_8071491761169498112_n.jpg
52863928_294924337822389_2319843889634082816_n.jpg
52872318_294924011155755_2752818975808159744_n.jpg