وأنتَ تتجول في برية فلسطين، يجذبك النظر إلى ألوانِ زهرة النرجس البري، تخطفك أزهارها البيضاء الممزوجة بالأصفر، تجعلك تنتشي من عبق الحياة، بينما تنشغل الجذور في أحزانها مسافرة كي تضحك التيجان.

لم تسلم زهرة النرجس من الاقتلاع والرعي من أنياب جرافات الخراب الاستيطاني التي تعمل في الأرض نهبًا وتدميرًا ليقوم مكانها "القرميد الأحمر" علامة وجود السرطان الاستيطاني.

"شاعرية زهرة النرجس"

يختصر الباحث في طبيعة فلسطين وتاريخها عبد السلام عواد، حكاية النرجس قائلًا: "إن الشعراء يذكرون "النرجس" في قصائدهم، ويتغنى بها المطربين، ويحملها الأزواج والعشاق باقات هدايا هدية ثمينة للزوجات والمحبوبات، مؤكدًا أنها علامة على حضورها وشاعريتها وعبقها".

يقول "عواد" لِـ "وكالة سند للأنباء"، إن بصيلات النرجس تتحدى ظروف الطبيعة القاسية والباردة وتزهر في شهري نوفمبر /تشرين الثاني، ويناير /كانون الثاني.

وتنمو أزهار النرجس في تناسق جميل، وتنتصب قائمة ليصل ارتفاعها أقل من نصف المتر بقليل أحيانًا، على هيئة عناقيد زهرية تتراوح بين ثلاثة زهرات إلى عشرة بألوانها الجذابة، وفق "عواد".

ويصف "عواد"، النرجس أنه نبات معمّر لعقود وينبت ويتكاثر في نفس الدائرة والمنبت الأم بنمط التفقيس تحت التربة.

وأطلق "عواد" حملة توعوية لحماية النرجس عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالكلمة والصورة والفيديو، موضحًا مخاطر الاستهداف الجائر لها وينصح ببدائل تبقي عليها منتشرة متكاثرة في البرية الفلسطينية.

"فوائد طبية "

يكشف "ضيف سند" عن فوائد عديدة وطبية الزهرة تتمثل في علاج التهابات الأنف والزكام، بينما يتميز زيتها وعطرها بتقوية القلب والأعصاب والدماغ ومضاد للتشنج.

ولا تقف الفوائد عند هذا الحد، بل ينفع منقوع الأزهار لتليين المعدة واضطراباتها إضافة المنظر الجمالي والعطور النفاذة، بحسب "عواد".

ويُشير "عواد"، أن أهالي بعض قرى ريف سلفيت ونابلس، يعمدون لإضافة الزهور لشراب الشاي في البرية؛ ما يزيد الشاي نكهة شهية وطعم زاكي.