يقف المزارع عبد الله الشنار، من بلدة كفر الديك، غربي مدينة سلفيت، ويشير بيده لمنطقة وأراضي "ديريا"، الوقعة أسفل مستوطنة "بدوئيل" غربي البلدة، متفاجئًا بتواجد عشرات المستوطنين في أرضه؛ مساحتها 4 دونمات، ولمدة يومين متتاليين.

وقال المزارع الشنار لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه تفاجأ صباح الجمعة الماضية بوجود المستوطنين فوق الأرض.

وأوضح: "قال الجنود لي إنه تم وضع اليد عليها، وإنه بإمكاني الاعتراض لدى المحكمة في بيت إيل، وتم تعيين جلسة، وحتى الآن لم يتم البت في وضعية الأرض".

وليومين متتاليين تجمع المستوطنون ورقصوا رافعين علم الاحتلال في استفزاز واضح لأهالي بلدة كفر الديك بحراسة مركبات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال. وأغلق الجيش المدخل الغربي لكفر الديك.

وصرح عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، جمال الديك، بأن كفر الديك ستنتفض في وجه الاستيطان وبأن الاحتلال زائل. مؤكدًا: "يستغل الاحتلال فوضى الإقليم، وهي لحظات من الاشتباك وبعدها النصر".

من جانبه، أفاد المزارع أحمد يونس من كفر الديك، بأن له جزء من الأرض وبأنه أقام بئرًا فيها، "إلا أن جنود من جيش الاحتلال أخبروني أنه يمنع عليّ استصلاح أو زراعة الأرض، لأنه تم مصادرتها، ويمكن الاعتراض لدى المحكمة".

ويتابع يونس في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "لا يحدث في أي منطقة من العالم أن تصحو من نومك صباحًا وتجد أرضك قد تم سرقتها من قبل المستوطنين، ولكن هذا يحدث في الضفة الغربية!، وكل الاعتراضات والاحتجاجات في المحاكم بلا طائل".

وعن منطقة "ديريا"؛ بيّن رئيس بلدية كفر الديك، محمد ناجي، بأن مجموعة كبيرة من مستوطني "بدوئيل" المقامة على أراضي المواطنين، قاموا بالاستيلاء على أرض بمنطقة "ديريا" غربي البلدة، وزرعوها بالأشجار.

وأردف ناجي في تصريحات لـ "وكالة سند للأنباء": "المستوطنون قاموا بتسييج الأرض ووضع يافطات تحذر المواطنين وأصحابها من دخولها".

وأشار إلى أن جيش الاحتلال قام بإغلاق مدخل كفر الديك لمنع المواطنين من الوصول للأرض المصادرة، وأطلق القنابل الصوتية والغازية تجاه المواطنين الذين حاولوا منع المستوطنين من الاعتداء على الأرض يوم الجمعة والسبت على التوالي.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن أراضي بلدة كفر الديك تعاني من الاستنزاف المتواصل على يد الاستيطان، بحيث باتت أغلب أراضيها من الجهة الشمالية والغربية بيد المستوطنين بالكامل.

ويُحيط ببلدة كفر الديك، من الجهات: الشمالية الغربية، والغربية الجنوبية؛ 4 مستوطنات: ايلي زهاف، بدوئيل، بروخين، وبيت إريه، إلى جانب طريق التفافي من جهة الشمال.

ونوه مراسل "وكالة سند للأنباء" في سلفيت إلى أن عشرات المنازل في كفر الديك مخطرة بالهدم من جهة الطريق الالتفافي، فيما تتوسع المنطقة الصناعية "ايلي زهاف" على حساب أراضي البلدة.

ونبه إلى وجود 25 مستوطنة في قرى وبلدات محافظة سلفيت، تستنزف الأراضي على مدار الساعة، وإلى أن كل مناطق سلفيت أصبحت مستباحة من قبل جرافات المستوطنين، خاصة الأراضي الرعوية والمشجرة بالزيتون.