الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

الخليل ونابلس.. مبادرات خيرية تُنقذ عائلات "معوزة" وتَجْبُرُ شغف الفقراء

حجم الخط
الحليل/ نابلس - وكالة سند للأنباء

تسارعت، مؤخرًا، الجهود والمبادرات الخيرية لدعم عوائل فلسطينية "معوزة" ومتضررة جراء الأحوال الجوية وما رافقها من صقيع وثلوج، والتي ترافقت مع أوضاع معيشية قاسية وصعبة لمئات الأسر الفلسطينية.

وكشفت تلك الجهود والمبادرات شغف الفقراء لمن يمد يد العون لهم، ورغبة الأغنياء في التبرع.

في الخليل، بدأت "فكرة" لمساعدة الفقراء والمحتاجين بنمط جديد تحولت في وقت قياسي لمبادرة لاقت إعجابًا وقبولًا من "أهل الخير"؛ فلم يمر سوى شهرين حتى يعلن صاحب الفكرة عن حاجته لمتطوعين لمساعدته في مشروعه الخيري.

وتقوم المبادرة على تجميع المقتنيات التي لا يحتاجها المواطنون في منازلهم، شرط أن تكون بوضع جيد؛ هناك من يغير أثاث منزله أو ينتقل لمنزل جديد، ويستغني عن الحاجات القديمة، فيتم ترتيبها والنظر في حاجة منازل الفقراء لها.

وتتضمن المبادرة تجهيز البيوت بشكل كامل من كافة الاحتياجات؛ ليصبح بوضع جيد جدًا، وتوفير الأثاث والأدوات الكهربائية، وكل ما يلزم من تجهيزات، لخلق نقلة نوعية فيه ومستوى حياة جيد، وليس توفير جزئية معينة، أو تبرع محدود كما جرت العادة في أغلب مبادرات التطوع.

متطوعون لأجل الفقراء

الشاب علاء الجعبري، من مدينة الخليل، أطلق مبادرة لإصلاح منازل الفقراء، تحت عنوان "متطوعون من أجل الفقراء"؛ تعمل على تحسين ظروف العائلات المحتاجة وإعادة إصلاح وترميم المنازل وتوفير مقتنيات جديدة.

ويقول الجعبري لـ "وكالة سند للأنباء"، إن فكرة المبادرة جاءت تلبية لحاجات الفقراء في المنازل من أثاث، ومقتنيات وإعادة إصلاحها وترميمها سعيًا لرفع مستوى المنزل، وتحسين ظروف المعيشة.

ونبّه إلى أن المبادرة استهدفت العائلات الفقيرة من ناحية تحسين جودة السكن والأثاث، وليس فقط الأكل والشرب.

ويشير الجعبري إلى أن أغلب التبرعات للفقراء تركز على تقديم المساعدات المادية أو العينية التي تتعلق بالطعام واللباس، وتغفل حاجة البيوت لمقتنيات وأثاث جيد.

ويؤكد: "في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية لا يركز رب العائلة الفقيرة، سوى على الاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب".

1.jpg
11.jpg
22.jpg
2.jpg
 

ويرى أن المساعدات التي تتعلق بالمأكل والملبس، على أهميتها، يتم استهلاكها في وقت زمني قصير، "في ظل أن جزء من الفقراء يعانون من سوء إدارة بالمساعدات المالية".

ويوضح الناشط علاء الجعبري: "الفكرة تقوم على جمع هذه التبرعات وتحويلها لمساعدة ثابتة يستفيد منها أفراد العائلة لعدة سنوات".

ومن خلال تجربة الجعبري وتواصله مع العائلات الفقيرة، يؤكد أن بعض منازلها لم تعد تصلح للحياة وتهالكت وبحاجة لإعادة ترميم.

وينوه إلى أن بعض هذه العائلات وصلت لمرحلة لا يوجد لديها قدرة على عمل أي صيانة في المنزل كونها مكلفة ماديًا، "يبدأ البيت بالتهالك ويصل لمرحلة الانهيار، ويحدث انهيار نفسي يخلق حالة لا مبالاة في صيانة المنزل".

ويُبين الجعبري بأن 9 منازل استفادت من المبادرة خلال شهرين من انطلاقها بواقع بيت كل أسبوع، وبعضها كان بحاجة لدهان أو بلاط؛ "ولا تتوفر في بعض البيوت أسرة للأطفال، فيضطرون للنوم على الأرض رغم برودة الطقس".

6.jpg
66.jpg
33.jpg
3.jpg

"الفضل الخيرية"

وحول حجم التفاعل مع المبادرة في الخليل، يشير الجعبري إلى "التفاعل الكبير، ورغبة أهل الخير في هذا البلد المعطاء في تقديم المساعدات للفقراء".

ونبه إلى الحاجة الماسة، رغم عمر المبادرة القصير، إلى متطوعين لاستلام تجهيز المنازل، للإسراع في إنجاز أكبر عدد ممكن من بيوت الفقراء".

ويعتبر الجعبري أن ما يقوم به عبر حملته "لا يتعدى العمل والجهد الإداري في جمع التبرعات من عدة أطراف لتوفير كفاية المنازل".

وذكر: "يوميًا تصلنا تبرعات مادية وعينية، وأخرى تتعلق بالأيدي العاملة، وتوفير المواد الخام وأدوات صحية وكهربائية، نقوم بتحويلها لشيء ملموس لدى العائلات الفقيرة".

ويأمل الجعبري تطوير فكرته في كافة المحافظات الفلسطينية عبر جمعية في كل محافظة باسم "جمعية الفضل الخيرية"، لتأخذ ما يزيد عند الأغنياء وتقديمه للمعوزين ضمن حالة التكافل، وتلمس كافة احتياجاتهم داخل المنازل، وليس فقط التركيز على الطعام والشراب.

ووجد "حاجة ماسة" لوجود طواقم تتابع العائلات الفقيرة، وتقدم الإرشاد لهم بموضوع الترتيب والنظافة والمتابعة الصحية، وكيفية إدارة المساعدات التي يتلقونها.

ونبه إلى ضرورة وأهمية وتوجيه عائلات لديها مصادر وقدرة على أن تحقق الاكتفاء الذاتي عبر مشاريع بسيطة.

مبادرات خيرية

ولم يكن الحال مختلفًا في مدينة نابلس، التي عُرف عن أهلها التضامن والتعاضد، لا سيما في الأزمات.

وفي خطوة لافتة قامت جمعية "أيدي جيل المستقبل" بمدينة نابلس، بتوزيع زهاء 840 سترة شتوية و700 حرام شتوي على فئة مستفيدة من مشروع القلب الدافئ، إلى جانب طرود غذائية تحتاجها الأسرة خلال الإغلاقات المتوقعة في أيام سقوط وتراكم الثلوج.

وبمبادرة فردية بالبلدة القديمة بنابلس، قال مازن دنبك؛ الناشط في العمل المجتمعي، إن فاعل خير بالمدينة قام بتوزيع صوبات للتدفئة على بعض العائلات المتعففة بعد أن منّ الله عليه بالشفاء بعد عمليه جراحية صعبة.

وأفاد علاء مقبول؛ رئيس جمعية التضامن الخيرية، بأن المبادرات الخيرية سواء في توفير الملابس الشتوية أو الطعام والمأكولات والأحذية والأغطية وتوفير شحن الكهرباء للأسر الفقيرة في هذه الظروف تعد شكلًا إيجابيًا للتكاتف والتعاضد المجتمعي في الشارع الفلسطيني.

إحياء تكية نابلس

وقد باشرت لجنة الزكاة، مؤخرًا، بإعادة إحياء "تكية زكاة نابلس المركزية"، من خلال إعداد وجبات طعام وتوزيعها على الأسر المحتاجة بمعدل 800 وجبة باليوم الواحد.

وصرح الناطق بلسان لجنة زكاة نابلس المركزية، أحمد شرف، بأن "توقيت إحياء التكية جاء بالتزامن مع أجواء البرد والصقيع، من أجل مساعدة الأسر الفقيرة والمتعففة".

وأوضح "شرف" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، أن اللجنة تستقبل كل أشكال المساعدات النقدية والعينية؛ وبخاصة التي تحتاجها العوائل في أجواء البرد القارص.

٢٠٢٢٠١٢٦_٠٩٣١٣٣.jpg
271791874_4165946730172494_1202053083507841318_n.jpg
271794038_4166763236757510_4325987362287766861_n.jpg
271820872_4166764760090691_6111408119403370185_n.jpg
 

من جانبه، قال مدير جمعية المركز الاجتماعي الخيرية، عدنان عودة، إن مطبخ "مبرة الخير" التابع للجمعية يعمل منذ 7 سنوات في تقديم وجبات طعام لمئات الأسر؛ بمعدل 500 وجبة يوميًا على مدار الأسبوع، باستثناء يوم الجمعة.

وأكد عودة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن أعمال الجمعية تزيد في فصل الشتاء وتتحول لطابع إغاثي وتنموي، وأنهم يسعون للتخفيف عن كاهل الأسر في المواسم الصعبة، مثل أيام الشتاء والإغلاقات بسبب كورونا.