الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالصور "إنسايت" مبادرة لتعزيز الصحة النفسية.. كيف؟

حجم الخط
الصحة النفسية.jpg
عمَّان - فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

"مَن أخطأته رصاصة وبقي على قيد الحياة، ستستقر في ذاكرته على هيئة أصوات ومشاهد ومشاعر فقد وحرمان من الأمان، والتهديد الدائم بالموت في أي لحظة"، الكاتبة جوانا البرازي.

لماذا نقلق؟ ما الأعراض النفسية الإيجابية والسلبية؟ هل يكون حديثنا إلى أنفسنا سلاحنا للتحكم بمشاعرنا وتوترنا؟ والكثير من التساؤلات التي تُطرح، وقد يعاني البعض منها كأمراض نفسية تُطبق عليه، فما مدى معرفتنا بهذا العلم؟ وهل له مرجع علمي؟

تختلف أنواع المبادرات التوعوية من مجال لآخر، لكن "إنسايت" اختارت طريقاً تكون النفس البشرية فيه هو الأساس، والتي تدرك أن كلمة رافعة وكلمة قد تهوي بمستمعها لسابعِ أرض.

"إنسايت" مبادرة تطوعية غير ربحية تهدف للتثقيف والتوعية بالصحة النفسية وعلم النفس، وتمكين الإنسان العربي، من خلال فعاليات وبرامج متنوعة بالاعتماد على المنهجية العلمية، ومصادر معتمدة.

هاتفت "وكالة سند للأنباء" أحد مؤسسي المبادرة الطبيب مجد السليتي من العاصمة الأردنية عمّان، ليطلعنا أكثر على ماهيتها وماذا تقدم.

"نواة البداية"

يقول "السليتي" إن نواة البداية كانت عام 2018، إذ انطلقت المبادرة بمختصين ومهتمين بالمجال النفسي من الأردن، وشملت 20 عضواً من بلد المنشأ وكذلك فلسطين، سوريا، اليمن، مصر، قطر، والعراق.

لا تقتصر "إنسايت" على جمهورها في الأردن فحسب، كما ذكر، مؤكداً على أريحية إقامة تعاونات ومبادرات مع أشخاص من مختلف البلدان العربية، كَون المبادرة تفكر بالإنسان من مختلف الدول.

وبنبرة امتلأت حرصاً وحباً، يقول ضيفنا إن المبادرة تركز على فئة الشباب من ناحية عمرية، لكن المحتوى يمس الإنسان مهما كان عمره ومهما كان مجاله والمرحلة التي يمر بها.

وبالحديث عن مجالات العمل، يشير ضيف "سند" إلى أنها تنقسم إلى قسمين هما الفعاليات وإنتاج المحتوى.

وبدأت فعاليات المبادرة بالتطبيق على أرض الواقع في عام 2018 فلم تكتفِ بكونها مجرد "أون لاين"، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك فأصبحت تُقدم إلكترونياً، بحسب ما أورده "السليتي".

ويستطرد ضيفنا: "إن المحتوى يركز على التغلب على الوصمة الاجتماعية السائدة عند البعض، كذلك المعرفة المعمقة والعلمية في موضوع الصحة النفسية، والاضطرابات النفسية والعلاج النفسي".

إضافةً للتركيز على فكرة إكساب الجمهور مهارات عملية تساعده في الحياة دون اللجوء فقط إلى مختص نفسي.

وعلى حد قوله، فإن الفكرة تتمحور حول الجوانب التي لا يركز عليها المختصون مثل عادات الحياة اليومية، والمهارات الحياتية التي يمكن أن تساعد الإنسان في الحياة العملية.

كذلك المعرفة العامة بالمجالات المتعلقة بالصحة النفسية مثل العلاقات الاجتماعية، المعتقدات، الثقافة، إضافة للتركيز على علم النفس " السيكولوجي" أيضاً.

حديث النفس.jpg

"يتقفى الأثر"

مَن أراد النجاح ومضى في طريق الوصول، لا يكتفي بالتقديم فقط، بل يتعدى ذلك ليتقفى الأثر من بعده، وهذا ما يفعله ضيفنا ليرى الجدوى من الفعاليات، وقياس تأثير الدورات المتخصصة المُقدمة للجمهور، وفقاً لما حدثنا به.

وتتناول "إنسايت" في فعالياتها حوارات عامة عن كيفية التعامل مع الضغط النفسي، الفصام، الإدمان، الاكتئاب، القلق، كما تتميز بالدورات المتخصصة مثل دورة عن مقدمة في الأسس العامة للعناية بالصحة النفسية، أو مقدمة في علم النفس، الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي، لبناء فكر معمق وحقيقي عن هذه المواضيع.

ويوضح ضيف "وكالة سند للأنباء" أن هناك العديد من المجالات التي تتفوق على المجال النفسي وتسابقه، رغم عدم اعتمادها على أي أساس علمي، كعلم الطاقة، الأبراج، التنمية البشرية.

ويعتبر "السليتي" أن تلك المجالات تشكل خطراً على حياة مَن يتتبعها، كونها تساهم في نشر مفاهيم خاطئة عن المرض النفسي مثل عدم وجود علاج له، أو أن الأدوية تسبب الإدمان، كذلك ما يُنعت به المرضى النفسيون بالجنون.

 ويُرجع "السليتي" أحد أسباب شيوع مثل هذه المجالات هو غياب الوعي والثقافة.

ومن هذا المنطلق يسعى فريق "إنسايت" لإيصال رسالتهم القيمة بدفع الناس لمعرفة "معنى كلمة علم"، وكيف أن هناك أدلة علمية ومنهجية معينة يستند عليها الكلام، بحيث لا يبقى مجرد أوهام مبهمة.

الأسرى.jpg

"فلسطين هدف رئيس"

"فلسطين من أهدافنا الرئيسية"، بهذه العبارة استهل ضيفنا حديثه عن الصحة النفسية في فلسطين التي تتعرض بشكل مستمر لانتهاكات وحروب واعتداءات، واعتقالات، التي قد يتكرر على أبنائها الشكوى المتكررة من الخوف والحزن دون سبب.

ويذكر "السليتي" أن فريقه أنتج محتوًى خاصاً عن فلسطين أثناء ترند قضية حي الشيخ جراح في نيسان/ أبريل الماضي، مشيراً إلى أن بداية "إنسايت" على مواقع التواصل الاجتماعي كانت عن هذا الموضوع.

وعلى سبيل الإنجاز، نفذت "إنسايت" فعاليتين متعلقتين بشكل رئيسي عمّا يحدث في فلسطين، متمثلة بالحديث عن الطفولة وتأثير الحرب عليها، والجوانب النفسية للقضية الفلسطينية، كما أورد ضيفنا.

ويردف أن "الصحة النفسية تتأثر كثيراً بالسياسة والظروف السياسية، فيجب أن تتوافر حتى يعيش الإنسان المضطهد بكرامة وأمان".

ويؤكد أنه يمكن الاستفادة من علم النفس في تمكين الإنسان العربي في النضال والمقاومة وأن يكون أكثر مَنَعة وحصانة وقوة في مواجهة الظروف والعدوان.

ويطالب "السليتي" وزارات الصحة والجهات المعنية، بالاهتمام بالجانب النفسي، في كل أنحاء العالم وليس الوطن العربي فحسب، داعياً المجتمعات أن تتقبل فكرة أن المعاناة النفسية مثل الجسدية التي تستحق التعاطف وليس السخرية.

وكما قيل، للعلاج النفسي العديد من الأشكال، فهو لا يُستخدم فقط لعلاج الأمراض الواضحة التشخيص، بل يمكن أن يفيد في إدارة عدد من ضغوط الحياة والنزاعات التي يمكن أن تؤثر على أي شخص.

المرض النفسي.jpg
 

لماذا نقلق؟.jpg