رحّبت فصائل فلسطينية بقرار قمة الاتحاد الإفريقي؛ تعليق منح إسرائيل "صفة مراقب" داخل المنظمة، تمهيدًا لإلغائه نهائيًا.

واليوم، علّق الاتحاد الإفريقي جلسة نقاش كانت مقررة لبحث سحب صفة المراقب من إسرائيل، لتجنّب تصويت قد يحدث شرخًا غير مسبوق في التكتل الذي يضم 55 عضوًا.

ودعا الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، في تصريح صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء" اليوم الأحد، اللجنة المكلّفة ببحث هذا الموضوع إلى الانتصار لقيم الاتحاد الإفريقي ومبادئه القائمة على رفض الاحتلال والتمييز العنصري.

وطالب قاسم، بتأييد حق الشعب الفلسطيني في انتزاعه لحقوقه وتقرير مصيره.

وثمّنت "حماس" مواقف وأدوار كل الدول الإفريقية التي تحرّكت ضد تمرير قرار منح الاحتلال صفة "مراقب"؛ "وهو ما يؤكد انسجامها مع مبادئ هذه المنظمة العريقة، واستمرارها في دعم حقوق شعبنا المشروعة".

من جانبه، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، القرار انتصار لحركة المقاطعة.

وعبّر البرغوثي، في تصريح صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء"، عن الشكر والتقدير لدولتي الجزائر وجنوب إفريقيا التي قادت التصدي لمحاولات تكريس عضوية إسرائيل كمراقب.

وشكر الدول الإفريقية كافة التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وضد منح العضوية لمنظومة الأبرتهايد والتمييز العنصري الإسرائيلي.

بدورها، اعتبرت حركة "فتح" قرار الاتحاد الافريقي تعليق منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد، "انتصار للحق الفلسطيني ولقضيتنا العادلة".

وأشادت "فتح" في بيان لها، اليوم، بـ "الجهود الكبيرة" التي بذلتها القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، مع كل الجهات ذات العلاقة على المستويين العربي والدولي، لمنع منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.

وأكدت أن "القرار يأتي اتساقًا مع المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي الداعمة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للاستعمار والفصل العنصري".

وجددت حركة "فتح" شكرها لكل الأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب هذا القرار "الذي لو لم يتم تعليقه لكان بمثابة مكافأة لإسرائيل على جرائمها المتواصلة بحق شعبنا".

وفي السياق، رأت "الجبهة الشعبية" أن القرار "جاء نتاج الجهود العالية والمقدّرة من الجبهة وعموم الشعب الفلسطيني التي بُذلت من الأشقاء والأخوة في الدول الأفريقية المساندة لحقوق شعبنا الفلسطيني".

ودعت الشعبيّة في بيانٍ صحفي اليوم، إلى تمتين العلاقات العربيّة والإسلاميّة المدعومة من أحرار العالم والاستمرار في تعقّب ومطاردة مساعي الاحتلال لاختراق أمتنا.

وأشارت إلى أنّ "المعركة في الاتحاد الأفريقي لا زالت في أوجها وتحتاج إلى جهودٍ مضاعفة وصولاً لطرد الكيان من الاتحاد نهائيًا".

وأكَّدت: "هذا القرار يوفّر لشعبنا المزيد من الدعم في نضاله العادل ضد الاحتلال، مستندًا في ذلك إلى المواقف الواضحة والجريئة التي تتخذها الدول المساندة لحقوق شعبنا في مواجهة ممارسات الكيان الصهيوني العنصري".

وانطلقت أمس السبت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعمال القمة الأفريقية الـ 35 لرؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية، بجدول أعمال مثقل بالمواضيع.

ونوقش اليوم الأحد، ملف منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد، بالإضافة إلى ملفات الانقلابات التي تشهدها القارة منذ عام وجائحة كورونا.

وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة اعتبر، قبل يومين، في تصريحات إعلامية، أن منح صفة مراقب لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي "خطأ مزدوج".

وأوضح لعمامرة أن "الخطأ الأول هو منح صفة مراقب لإسرائيل دون إجراء مشاورات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بما فيها الجزائر، القرار كان سيئًا وكان من المفروض أن لا يتخذ".

وأضاف: "أما الخطأ الثاني فهو ملاحظة أن هناك انقسام بين الدول الأعضاء (في الاتحاد الإفريقي) بشأن هذه المسألة وتركها من دون تصحيح".

من جانبه، شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، على أن الاتحاد الأفريقي ملتزم تجاه الفلسطينيين.

وأكد أن "نيل الفلسطينيين الاستقلال ثابت وتوطيده سيستمر" دون فصل ذلك عن قراره بمنح إسرائيل وضع مراقب الذي علله بأنه قد يكون "أداة في خدمة السلام".