الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

الطالب حمدان .. يهدي تفوقه لشعبه ويكشف أسرار التفوق

حجم الخط
نابلس -سند

أيامٌ طويلة من التعب والكدّ قضاها الطالب داوود بين دفتي كُتبه، يدوّن ما يقرأ، ويتنقل بين السطور بنَفسٍ طموح، وعقل يرمق غاية طالما حددها منذُ أن كان صغيراً، فلم يكلّ أو يمل، حتى أقسم على نفسه أنْ يحققها ويُجعلها تبصر النور.

لم يدّخر الطالب داوود سامي حمدان جهداً إلا وبذله في دراسة الثانوية العامة،  وقبل أيامٍ قليلة من اليوم المنشود، بإعلان نتائج الثانوية العامة، أرسلت له "شركة" جوال رسالة مفادها ما هي النتيجة التي تتوقعها لنفسك.

بقلبٍ يملأه الثقة والرضا بما قدّمت يداه، أرسل إلى الشركة معدلاً ما، للتوافق مع نتيجته الحقيقية التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بحصوله على معدل 99.7 الأول مكرر على مستوى فلسطين، بالفرع العلمي.

أوفيت وعدي

حمدان الذي أنهى دراسته في المدرسة الإسلامية الثانوية، وضع حب والديه نصب عينيه، وأراد أن يقر أفئدتهم بنتيجةٍ متميزة، تُبهج قلوبهم قبل أن تبهج روحه، ويمتن للقدر والجهد أن منحاه إياه.

يقول لوكالة "سند" : لقد أوفيت وعدي لوالدي، وتفوقي هو لكل الشعب الفلسطيني المعذب المحاصر، وللأسرى الذين يقبعون خلف القضبان، وللمسرى الذي ينزف ولحراسه الأشاوس وعشاقه المرابطين".

يرغب حمدان في دخول عالم الطب، ودراسة الطب البشري "جراحة أعصاب"، ليكون جندياً وفياً لأبناء شعبه، وحارساً يخفف من آلام أبناء وطنه.

ويشاطر الطالب حمدان المركز الأول على مستوى الوطن، مع الطالب محمود خضرة من مدينة نابلس، والطالبات آلاء عبد العاطي، وحلا عماد عبد الله، والطالبة سمر أحمد من قطاع غزة.

عرش المتفوقين

  وحول درب الدراسة الذي سلكه حمدان، ليتربع على عرش المتفوقين، يخبر وكالة "سند" بالسر الذي كان خلف تفوقه وداعماً أساسياً له، والذي يكمن في رضا والديه له.

ويقول:" في كل صباحٍ كانت أمي ترفع أكفها للخالق، وتدعو بإلحاح الله يرضى عنك يا داوود، الله ينجحك نجاح باهر، الله يوفقك لتكون تاج على رؤوس الأشهاد، ودعاء والدي الذي يدثرني كل يوم، كان له فضلاً كبيراً  لتفوق".

"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" كانَ شعار حمدان في كل تفاصيل دربه خلال الدراسة، لم يغفل عن المتابعة  اليومية لجميع دروسه، وعدم تكديسها، عدا عن دعم معلميه الذين كانوا سنداً له خلال دراسته، وداعماً حقيقياً من أجل الوصول لهذه المرحلة.

والدة حمدان "رولا أبو زهرة"، تقول لوكالة "سند" أن اليقين كان يغمرها بأن فلذه كبدها سيحصد نتيجة تعبه، وسيتربع على عرش التفوق.

أول فرحتي

وفي صوتٍ يعج بالفرح تضيف:" داوود أول فرحتي، وهو ابني الأكبر، والله يعلم وحده كم غمرتني مشاعر السعادة، وبكيت فرحاً، وسجدتُ لله شكراً على الفرحة التي منحها لبيتي".

وحصدت مدينة نابلس ستة مراكز من بين العشرة الأوائل في الفرعين العلمي والأدبي على مستوى الوطن.

ويبقي الفلسطيني نموذجاً يُحتذي فيه بالصبر والصلابة، لا يأبه بحصارٍ يخنقه أو مضايقاتٍ يفرضها عليه محتلٍ بغيض، يحاول أن يسرق كل شيء، ويهدم كل محاولاتٍ للنهوض، ليتشبث الفلسطيني بحلمه ويقاوم حتى الرمق الأخير.

ويبقى الشعار لن يبرح الفلسطيني أرضه، وسيبقى متمسكاً بحلمه مهما حصل، حتى يصل إلى مراده الذي يبتغي.