الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالصور الكنيسة البيزنطية.. معلم يختزل حضارات غزة القديمة

حجم الخط
الكنيسة البيزنطية ..معلم يختزل حضارات غزة القديمة
غزة - وكالة سند للأنباء

لكل حجر فيها حكاية، ولكل معلم من معالمها تاريخ يروي قصص حضارات مرّت على مدار التاريخ، وفي زواياها كثير من القصص التاريخية والآثار المميزة.

وتعد الكنيسة البيزنطية، من أهم المواقع الأثرية في قطاع غزة، والتي تحتوي على 17 نص مكتوب باللغة اليونانية القديمة، والعديد من الحضارات التي تدل على رقي المجتمع الغزي منذ القدم.

"ربَّ صدفة خيرٌ من ألف ميعاد"، فالكنيسة التي عُثر عليها صدفةً خلال عمليات تنقيب تمت شمالي قطاع غزة بعد العثور على آثار هناك، عام 1997، لن تبقى مدفونة، وستصبح مزاراً ومتعة بصرية دائمة لقاصديها بعد انتهت وزارة السياحة قبل أيام من ترميمها وإعادة افتتاحها.

154-201836-inauguration-byzantine-church-5th-century-gaza-4.jpeg
11-2.jpg
 

شواهد وآثار عظيمة

يقول أستاذ التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية أيمن حسونة، إنه عثر في هذه الكنيسة على أرضية فسيفساء، تحتوي على 17 نص مكتوب  باللغة اليونانية القديمة، تمكنا من ترجمتها ومؤرخة بعدة تواريخ ومن خلال دراسة تاريخها وجدنا أن الكنيسة مرت بمرحلة تأسيس، وازدهار وتطوير، مرحلة الترميم والصراع مع حرب الايقونات.

ويوضح في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن أهمية الكنيسة تنبع من كثرة النصوص التاريخية التي تم العثور في داخلها، والكم الكبير من المشاهد التصويرية الموجودة على أراضي الفسيفساء.

وأضاف "الأهمية من الناحية الأثرية تنبع من جود العديد من النماذج المعمارية الأثرية منها المبنى البازيلكي، رواق العبادة، رواق التعميد، والناحية الفنية وجدنا الفسيفساء المبلطة على أرضياتها ومصور عليها مشاهد تصور المجتمع الغزي إبان تلك الفترة ما بين القرن الخامس والثامن الميلادي".

154-201836-inauguration-byzantine-church-5th-century-gaza-5.jpeg
154-201834-inauguration-byzantine-church-5th-century-gaza_700x400.jpg
 

وتابع "من خلال الرسومات وأنواع الطعام التي كانت موجودة في المطبخ عثرنا على تصوير النقانق "السجق"، وهو طعام راقي جداً ومعروف في العصر الحديث وهذا دليل على أنه موجود منذ 1500 سنة تقريباً في مدينة غزة.

وأشار حسونة، إلى العثور على أسماك مجففة "الفسيخ"، والجمبري من 1500 سنة، في حين أنه في العصر الحديث فقط اشتهر هذا النوع من الطعام، و العديد من النباتات مثل الخرشوف، الهيليون، البروكلي، والفواكه التين، العنب، الكمثرى، الخوخ، العنب.

ولفت إلى أنه تم أدوات مطبخ كالمقلاة، الطواجن، أباريق زجاج وفخار وكلها تدلل على رقي المجتمع في تلك الفترة.

22-1.jpg
 

WhatsApp Image 2019-09-24 at 12.51.35.jpeg
 

وبين أستاذ علم الآثار، أنه من الناحية التجارية تم العثور على بعض التصاوير مثل الزرافة والدب والفيل، وهذه كلها حيوانات من خارج المنطقة مما يدلل على أن هذه الحيوانات كانت يتم التبادل التجاري من خلالها عبر قارتي آسيا وإفريقيا وأوروبا.

ولفت إلى الفسيفساء الموجودة هي من إنتاج مدرسة معمارية محلية، ما يدل على أن هؤلاء الفنانين من منطقة غزة وليس من الخارج، والدليل على ذلك أن أحد النصوص الـ17 يؤرخ قدوم فنانين من عسقلان التي تقع بجوار غزة، قاموا بتبليط جزء من الفسيفساء وخلدوا أسمائهم.

WhatsApp Image 2019-09-24 at 12.52.14.jpeg
 

من جانبها، تقول المرشدة السياحية في وزارة السياحة ناريمان خلّة، إن الكنيسة تعتبر من أبرز المواقع الأثرية في غزة وأقدمها، والتي تكتسب أهمية خاصة من بين جميع الأماكن الموجودة.

وتوضح، أنه تم اكتشاف الكنيسة عام 1998 خلال أعمال صيانة كانت الحكومة تجريها على شارع صلاح الدين الرئيسي الممتد على طول قطاع غزة.

وقالت، إن الوزارة نجحت في إعادة ترميم وتأهيل الكنيسة لتصبح صالحة لاستقبال الزوار، متوقعة أن تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين والسياح الذين يصلون إلى المنطقة.

ونبهت خلة إلى أن الأجزاء الشمالية من الكنيسة، تعرّضت للتدمير بسبب استهداف الاحتلال لمحيطها خلال حرب 2014.

39948672-1328-46A6-A499-A12D5778F648.jpg
88-1-780x405.jpg
 

صعوبات ومعيقات

وفي السياق، بيّن حسونة أن أهم الصعوبات التي واجهتهم خلال عملية الترميم هو الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام الـ15 على التوالي، وصعوبة الحصول على تمويل الأمر الذي أدى إلى تلف العديد من أجزاء الفسيفساء في الكنسية.

وشدد أستاذ علم الآثار، على أهمية تسليط الضوء على الجانب الثقافي لدى المجتمع المحلي، وتأهيل الكنيسة للزيارة من قبل التلاميذ والطلاب؛ لكي يكون لهم جرعة ثقافية من قبل برامجهم التعليمية التي يقوموا بها أثناء الفصول الدراسية.

ولفت إلى أهمية تنشيط السياحة المحلية، الأمر الذي يساهم في تنمية المجتمع وزيادة الحس الثقافي.

ويضيف "الثقافة التاريخية جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي الذي وصل إلينا عبر التاريخ من الأجداد للآباء، بدءا من الحجر كالمباني التاريخية المميزة بفن العمارة والزخرفة الرائعة انتقالا للأزياء التراثية، وحتى الأواني القديمة شكلت مزيجا رائعا بنكهة فلسطينية عربية".

WhatsApp Image 2019-09-24 at 12.51.48.jpeg
WhatsApp Image 2019-09-24 at 12.52.13.jpeg
WhatsApp Image 2019-09-24 at 12.51.42.jpeg